يقول الكاتب دان هنان إن الولايات المتحدة ترتكب خطأ فادحا بدعمها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يصفه بالأمير المدلل.

ويشير الكاتب في مقال بصحيفة “واشنطن إغزامينر” الأميركية إلى أنه عندما وصل محمد بن سلمان إلى السلطة عام 2017، ساد القلق في الرياض، وأن عددا كبيرا من السعوديين البارزين -بمن فيهم أفراد بالعائلة المالكة- كانوا يخشون أن يتسبب هذا الأمير “النكد” في زعزعة استقرار المنطقة برمتها.

ويضيف أن محمد بن سلمان سرعان ما سعى إلى حصار قطر وزاد من حدة التوتر في الحرب على اليمن، وأنه قد يشعل حربا ضد إيران.

ويشير إلى أن هذه الشريحة من السعوديين أعربت عن المخاوف من أن محمد بن سلمان أيضا قد يقلب ما تبقى من الضوابط والتوازنات في عالمه الغني بالنفط ويؤسس لاستبداد شخصي.

اعتقال وتعذيب
يقول الكاتب إن قلق هذه الفئة البارزة من السعوديين سرعان ما طرق مسامع محمد بن سلمان الذي بادر بدعوة عدد منهم إلى فندق “الريتز كارلتون” بالرياض، حيث تم احتجازهم وتعذيبهم بشكل سيئ، والاستيلاء على ثروات بعضهم.

ويضيف أن ولي العهد السعودي كان قد اشترى نصف وكالات العلاقات العامة في لندن وواشنطن، غير أن الدبلوماسيين الغربيين كانوا يعرفون جيدا نوع الوحش الذي كانوا يتعاملون معه، وفق تعبيره.

ويتابع هنان أنه رغم كل هذا، فإن محمد بن سلمان يتلقى الآن بكل وضوح دعما شخصيا من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإن هذا الدعم يتجاوز السياسة العامة للحفاظ على العلاقات الودية مع “الحكام المستبدين”، التي كان يتبعها الرؤساء الأميركيون منذ فرانكلين روزفلت.

وفي إشارة إلى حملات القمع والاعتقالات، يقول الكاتب إن السعودية على المستوى العالمي أصبحت دولة مارقة، موضحا أن الحرب التي يشنها محمد بن سلمان على اليمن تسببت في أسوأ كارثة إنسانية.

جريمة وانتهاك
يقول الكاتب إنه في انتهاك لجميع الاتفاقيات الدبلوماسية، استُخدمت القنصلية السعودية في إسطنبول لقتل الصحفي جمال خاشقجي وتقطيع أوصاله.

ويضيف أن جميع المراقبين تقريبا -بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.أي)- يقولون إن هذا القتل كان مأذونا من ولي العهد السعودي نفسه.

ويتساءل الكاتب “لماذا يدعم دونالد ترامب هذا المخلوق المدلل النكد الانتقامي؟ وهل توصل محمد بن سلمان وصهر ترامب جاريد كوشنر إلى تفاهم يخلط الأعمال مع الجغرافيا السياسية، أم أن الأمر يتعلق بانبهار ترامب المستمر بالرجال الأقوياء، أمثال فلاديمير بوتين في روسيا ورجب طيب أردوغان في تركيا؟”.

ولدى إشارته إلى تبريرات ترامب في دعمه لولي العهد السعودي، يعبر عن الخشية من أن تكون الولايات المتحدة ترتكب خطأ فادحا في هذا السياق.

ويختم هنان مقاله بالقول إن هذا النمط من الدعم الذي سبق لأميركا تقديمه للرجال الأقوياء مثل الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر وشاه إيران محمد رضا بهلوي والرئيس العراقي الراحل صدام حسين؛ لم يؤد إلى خير، لا لبلدانهم ولا للولايات المتحدة نفسها.