نشرت صحيفة “النيويورك تايمز”، شهادة “علياء” أخت الناشطة المعتقلة داخل سجون النظام السعودي، لجين الهذلول، حول فظائع لوقائع تعذيبها تحت إشراف المستشار الملكي المقال، سعود القحطاني.
وأوضحت “علياء” في بداية شهادتها التي ترجمها الموقع، أنها اندهشت حين علمت ان جدول زيارة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، للسعودية لن يتضمن مناقشة وضع الناشطات المعتقلات بسجون النظام السعودي، مشيرة إلى أن حالة اللامبالاة التي اتسم بها “السيد بومبيو” تعتبر شخصية لها – على حد قولها –.
وتحكي “علياء” بداية أنها تعيش “في بروكسل، وفي 15 مايو، تلقيت رسالة من عائلتي مفادها أنه تم اعتقال لجين من منزل والدي في الرياض حيث كانت تعيش، صُدمت وصُدمت بسبب الحظر السعودي على قيادة المرأة الذي كان على وشك إزالته”.
وتضيف “علياء” في شهادتها: “لم نتمكن من معرفة سبب اعتقالها أومكان احتجازها، وفي 19 مايو/أيار، اتهمتها وسائل الإعلام السعودية والنساء الخمس المعتقلات بأنهن خونة، ونقلت صحيفة مقربة من الحكومة عن مصادر تنبئت بأن النساء سيحكم عليهن بالسجن لمدة تصل إلى 20 عامًا – أو حتى عقوبة الإعدام”.
وعن واقعة الاعتقال الأولى لـ”لجين” تقول أختها “علياء”: “ألقي القبض لأول مرة في ديسمبر 2014 بعد أن حاولت القيادة من الإمارات العربية المتحدة إلى المملكة العربية السعودية، ثم تم إطلاق سراحها بعد أكثر من 70 يومًا في السجن، ووضعها تحت حظر السفر لعدة أشهر”.
وتضيف أنه “في سبتمبر 2017 ، أعلنت الحكومة السعودية أن الحظر المفروض على قيادة المرأة سوف يتم إزالته في يونيو القادم، حينها تلقت لجين مكالمة قبل الإعلان من مسؤول بالبلاط الملكي يمنعها من التعليق أو التحدث عنه على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وعن فحوى أخر مكالمات مع لجين، قالت “علياء”: “وبين مايو / أيار، وسبتمبر / أيلول، احتجزت لجين بالحبس الانفرادي، وفي مكالمات هاتفية قصيرة، سمح لها بإخبارنا أنها كانت محتجزة في فندق، وقتها سألتها: “هل أنت في فندق ريتز كارلتون ؟”، ردت ضاحكة: “ليس لدي فندق ريتز، ولكنه فندق”.
وتتابع “علياء” شهادتها: “في منتصف أغسطس، تم نقل لجين إلى سجن دابان بجدة، وتم السماح لوالدي بزيارتها مرة واحدة في الشهر، رأى والداي أنها كانت تهتز دون سبب ولا يمكن السيطرة على نفسها، وأنها غير قادرة على الاحتفاظ بقبضتها، أو على المشي أو الجلوس بشكل طبيعي، وألقت شقيقي القوية المرنة باللوم على تكييف الهواء وحاولت طمأنة والدي أنها ستكون بخير”.
وأشارت “علياء” إلى أن والدها في زيارة أخرى بسجن دابان في ديسمبر، سئل “لجين” عن تعرضها للتعذيب بعد انتشار تقارير حقوقية دولية عما تتعرض له الناشطات بالداخل، فأكدت “لجين” أنها تعرضت للتعذيب بين مايو/ أيار، و أغسطس/ آب، حينما منعت عنها الزيارة.
وأوضحت “علياء” أنها – أي لجين – احتُجزت في الحبس الانفرادي ، وضُربت ، وغُمرت بالغطس ، وصُعقت بالصدمات الكهربائية، والتحرش الجنسي، والتهديد بالاغتصاب والقتل، ثم رأى والداي أن فخذيها قد أسودت بسبب الكدمات.
وعن دور “القحطاني” في تعذيبها، أكدت “علياء” أنه كان حاضراً عدة مرات عند تعرض “لجين” للتعذيب، وفي بعض الأحيان كان “القحطاني” يضحك عليها، وأحيانًا أخرى كان يهددها بالاغتصاب، وقتلها ورمي جثتها في نظام الصرف الصحي.
وأضافت أن”القحطاني و6 من رجاله قاموا بتعذيبها طوال الليل خلال شهر رمضان، وأجبروها على تناول الطعام معهم، حتى بعد شروق الشمس، وحين سألتهم لجين إذا كانوا سيستمرون في تناول الطعام طوال اليوم خلال شهر رمضان، أجاب أحد رجاله (لا أحد فوقنا، ولا حتى الله)”.
وعن زيارة وفد اللجنة السعودية لحقوق الإنسان، أفادت “علياء” أنه “بعد نشر التقارير حول تعذيبها، أخبرت الوفد كل شيء تعرضت له، وسألتهم إذا كانوا سيحمونها؟ ورد المندوبون بقولهم: (لا يمكننا ذلك)”، مضيفة أنه “بعد بضعة أسابيع، زارها مدع عام لتسجيل شهادتها حول التعذيب، بعد مقتل السيد خاشقجي”.
وكان والد “لجين الهذلول”، هذلول الهذلول، قد أكد في وقت سابق بحسابه على “تويتر” تعرض ابنته للتعذيب والتحرش الجنسي، وعقب ذلك تم إلغاء حسابه على “تويتر” واختفى في ظروف غامضة حتى الآن.