في الوقت الذي انتظر الكثيرون أن تساهم زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي “جيك سوليفان” إلى السعودية في حسم الجدل الدائر مؤخرا حول توتر علاقات البلدين، فإن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن وزادت الزيارة من حدة هذا الجدل.
الإخراج السعودي للزيارة والذي بدا للقاصي والداني أن هناك رغبة من المملكة لعدم الاكتراث بها حتى إن الرياض لم تصدر بيانا بخصوص ما تم خلال الزيارة ولا صور للقاءات “سوليفان” جعل الكثيرين يذهبون إلى أن التوتر ما زال قائما بالفعل في علاقات البلدين.
هذا التوتر طفا على السطح قبل نحو أسبوعين عندما حل وزير الدفاع الأمريكي “لويد أوستن” بالمنطقة في جولة خليجية لم تشمل السعودية، وآنذاك ذهبت مصادر إلى أن المملكة رفضت استقباله بسبب قرار الأخير سحب نظام الدفاع الأمريكي “باتريوت” من المملكة، وهي الخطوة التي رأتها السعودية نوعا من التخلي عنها في ظل التهديدات الإيرانية.
وجاءت زيارة “سوليفان” الذي يعد أرفع مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” يزور المملكة في ظل توتر يسود علاقات البلدين منذ تولي “بايدن” منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي.
وخلال الزيارة ناقش مستشار الأمن القومي الأمريكي مع ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”، الحرب في اليمن “بصورة مفصلة”، واتفق الجانبان على تكثيف العمل الدبلوماسي مع جميع الأطراف.
وشكر “سوليفان”، “بن سلمان” على موافقة الرياض على عبور آلاف الأفغان أراضي المملكة أثناء عمليات الإجلاء الأمريكية الشهر الماضي.
والتقى مستشار الأمن القومي الأمريكي في السعودية كذلك كلا من نائب وزير الدفاع السعودي الأمير “خالد بن سلمان”، ووزير الداخلية الأمير “عبدالعزيز بن سعود بن نايف”، ووزير الحرس الوطني الأمير “عبدالله بن بندر” وغيرهم.
وأيد الجانبان جهود المبعوث الأممي الخاص الجديد إلى اليمن “هانس جروندبرج”، حسبما نقلت “رويترز” عن مسؤول أمريكي.
ولكن يبدو أن الزيارة لم تنجح في تهدئة غضب السعوديين منذ سحب واشنطن نظام “باتريوت” فجأة.
وقبل نحو شهر، وجه وزير الدفاع الأمريكي “لويد أوستن”، القيادة المركزية بالجيش الأمريكي التي تشرف على المنطقة بسحب نظام الدفاع “باتريوت” من المملكة.
وكانت الولايات المتحدة عزّزت وجودها العسكري في السعودية بعد الهجمات التي تعرضت لها منشآت نفطية في المملكة في سبتمبر/أيلول 2019 وتوجيه اتهامات لإيران بالوقوف خلف هذا الأمر الذي أدى إلى تعطيل إمدادات العالم من النفط.
وعقب الهجمات على منشآت النفط السعودية حينها أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية الآلاف من الجنود وبطاريتي لمنظومة صواريخ باتريوت ومنظومة “THAAD” الحرارية للدفاع الجوي عالي الارتفاع.
وكانت زيارة “سوليفان” شملت أيضا كل من الإمارات ومصر، وسط احتفاء من الجانبين بها، بصفة الرجل أرفع مسؤول أمني أمريكي يزور المنقطة.