خاص: حين نتابع مجريات اغتيال الصحافي جمال خاشقجي رحمه الله وتفاعل حكومة بلاد الحرمين معها، نصاب بحزن شديد من طريقة إدارة الأزمة، ومستوى التخبط فيها، والتناقض الذي تقع فيه الحكومة مرة بعد مرة، ونسأل: هل هذه دولة أم مهزلة؟ ومتى تكسر يد لاعب البلايستيشن عن التصرف الأحمق الملازم له؟!
وهل يعقل أنه لا يوجد في الحكومة موظفون كبار يستطيعون التفاعل مع الأزمة بمهنية؟! أم أن وجود (مبس) على رأس الدولة وعلى رأس الجريمة وعلى رأس التهمة قد جعلها منطقة ملتهبة تلتهم كل راشد يحاول القرب منها؟ والحقيقة التي لا نفر من الاعتراف بها أن أهل بلاد الحرمين أصبحوا في حياء من هذه الحكومة الهزيلة الكاذبة.
ولن نلوم وسائل الإعلام أو كبار الوزراء والمستشارين، بل الملوم من اختارهم وتفرّد بإدارة الدولة، والملوم من قمع الناس وكبتهم فصار الخيار إما الهرب من البلد أو السجن بالصمت أو بسبب كلمة، والملوم من فتح الأبواب للمدح الكاذب الباهت وصدقه حتى ظن نفسه أقوى رجل في الدنيا وحكومته أعظم حكومة.
فهل يوجد لدى عقلاء ديارنا شيء من جرأة وحكمة لإدراك ما تبقى من صورة الدولة ومكانتها قبل أن يرميها مبس في مكان سحيق لا تستطيع ألف رافعة عملاقة إخراجها منه؟!