أكد كاتب إسرائيلي، أن التحديات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، عملت على رفع مستوى التعاون الأمني بين “إسرائيل” والدول العربية المؤيدة لأمريكا.
وأوضح الكاتب الإسرائيلي يورام أتينغر، في مقال نشر بصحيفة “إسرائيل اليوم” بعنوان “حلف شرق أوسطي جديد”، أنه “في صيف 2019 هناك تعاون أمني وتجاري غير مسبوق يسود بين دول عربية مؤيدة لأمريكا وإسرائيل، كما أن العلاقات الاستراتيجية بين تل أبيب وواشنطن ترتفع درجات”.
وأضاف: “هذان الميلان يرتبطان الواحد بالآخر، وهما ينبعان من تصاعد التحديات المشتركة لكل الأطراف”.
وذكر أتينغر، أن “التوسع الإيراني نحو العراق، البحرين، السعودية (منطقة النفط الشيعية)، اليمن، سوريا، لبنان؛ وتهديد جماعة الإخوان المسلمين وداعش والقاعدة؛ واجتياح تركيا للعراق وسوريا وتواجدها العسكري في قطر والصومال، إضافة للغربة في التحرر من وهم الربيع العربي، والاعتراف بكابوس التسونامي العربي؛ كل هذه توجد في خلفية رفع مستوى مكانة إسرائيل كحليفة مميزة للولايات المتحدة في المنطقة”.
ونقل عن الأمين العام الجامعة الدول العربية ووزير الخارجية المصري الأسبق، أحمد أبو الغيط، توضيحه قبل نحو شهر أن “احتدام الأزمة في العلاقات مع إيران وتركيا لا يسمح بالحوار”، موضحا أن “إيران وتركيا تشعلان الأزمات في المنطقة”.
وأكد أبو الغيط أن “طهران وأذرعها؛ هي تهديد واضح للعرب والعالم والملاحة الدولية”، مضيفا أن “تركيا تتطلع إلى تحقيق أيديولوجيتها الإسلامية من خلال التدخل المباشر (في العراق، سوريا، الصومال وفي قطر) بحجة أن الأمر حيوي لأمنها القومي”، بحسب ما نقله الكاتب الإسرائيلي.
ورأى أن “تركيز القوى العظمى والدول العربية على تهديد طهران، يعكس الوزن الثانوي للمسألة الفلسطينية، كما تجسد في البحرين وفي مؤتمر وارسو، دون تمثيل للسلطة الفلسطينية”.
وأكد الكاتب الإسرائيلي، أن “التعاون الأمني والمدني بين إسرائيل والدول العربية يتعاظم رغم الجمود على المستوى الفلسطيني”، لافتا إلى أن “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي تعب مثل زعماء عرب كثيرين من الفلسطينيين، يرى في إسرائيل عاملا أساسيا في الوقوف في وجه “مثلث الشر” (بحسب وصفه)؛ إيران والمنظمات السنية وجماعة الإخوان المسلمين”.
وبحسب أقوال مؤسس مركز الدراسات الاستراتيجية في الإمارات، جمال السويدي: “الموضوع الفلسطيني لم يعد يوجد في رأس اهتمام العرب، ووزنه ينخفض في ضوء تحديات وتهديدات وجودية تقف أمام زعماء المنطقة”.
وأكدت صحيفة “الغارديان” البريطانية، “تعاظم التعاون الأمني والتجاري بين إسرائيل وكل من؛ السعودية، الإمارات، البحرين وسلطنة عمان”.
ووفق صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، التي “تعبر عن مواقف الأسرة المالكة السعودية”، فإن الولايات المتحدة “تؤيد القصف الإسرائيلي لمواقع عسكرية إيرانية في سوريا كوسيلة صد إيران”، وفق ما أورده أتينغر الذي نوه إلى أن “لقاء مستشاري الأمن القومي للولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل الذي عقد بالقدس؛ هو دليل آخر على رفع مستوى مكانة إسرائيل الاستراتيجية”.
وبحسب هذه المعطيات، فقد نوه الكاتب إلى أن “إسرائيل تطيل الذراع الاستراتيجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتساهم في صد العدوان الإيراني وفي استقرار الأنظمة العربية المؤيدة لأمريكا..”.
ولفت إلى أن “الولايات المتحدة تدرك أن قدرات إسرائيل تقلص الحاجة لتعزيز منظومة حاملات الطائرات والألوية العسكرية في المحيط الهندي، وفي دول الشرق الأوسط وفي البحر المتوسط، وتوفر أيضا على دافعي الضرائب الأمريكية مليارات الدولارات في السنة”.
وأفاد أتينغر، بأن “تحديات الأمن في الشرق الأوسط خلقت بنية تحتية تاريخية لرفع مستوى العلاقات والتعاون الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية المؤيدة لأمريكا”.