أجرى موقع “فورورد نيوز” اليهودي الأمريكي مقارنة مثيرة بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وبين جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس، كما وصف بذات الطريقة طبيعة العلاقة بينهما.
وقال مولي جونغ-فاست في مقاله الذي ترجمته “عربي21″، إن العلاقة بين ابن سلمان وكوشنر تشبه العلاقة بين العبد وسيده.
وقال إن العلاقة بدأت مثل حكاية خيالية بين شابين؛ أحدهما يهودي والآخر عربي، وكلاهما عصرانيان ويشعران أنهما موكلان بمهمة التحديث في مملكتيهما، لكن الأمر لم يكن كما أرادا؛ إذ بدا أكثر شرا. فعلاقة الحب الأخوية بين كوشنر ومحمد بن سلمان الذي يعرف أيضا بـ”م ب س” تحمل كل علامات القصة الخيالية، وكان كوشنر ضحية حملة طويلة استخدم فيها حماقته.
وأشار إلى ما أوردته “نيويورك تايمز” التي كشفت عن علاقة كوشنر بمحمد بن سلمان، وكيف أنهما تواصلا عبر الرسائل الهاتفية منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي في إسطنبول. وكشفت الصحيفة عن محاولة السعوديين استخدام جهل كوشنر بالمنطقة واستخدامه للوصول إلى مركز التأثير وهو الرئيس. وقد نجحوا. فقد دافع الرئيس ترامب عن ولي العهد السعودي البالغ من العمر 33 عاما، وهو ما كشفه التقرير، حيث بدا واضحا كيف لعبت الصداقة بينهما دورا في إقناع الرئيس بمواصلة دعمه للسعودية.
وبعد مقتل الصحافي بدأ ترامب يتحدث عن أهمية العلاقات الأمريكية-السعودية. وعلى ما يبدو فإنه لم يكن رئيس الولايات المتحدة معارضا من الناحية الأخلاقية لقتل صحافي. فبعد كل ذلك لم يُظهر أي اهتمام بالإعلام الحر، إلا إذا كان إعلام روبرت ميردوخ.
ونعرف الآن أن السعوديين قد نجوا بسبب تدخل كوشنر في أعقاب ارتكابهم الجريمة الشنيعة.
وبالإضافة لتدخله نيابة عن السعوديين؛ فقد كشف كوشنر عن رغبته في أن يظهر نفسه بمستوى التكافؤ مع ابن سلمان. وهناك مقاربة بين الاثنين. فالأمير هو أكبر أبناء والده الملك من زواجه الثالث، وكوشنر هو أكبر أبناء والده من زواجه الوحيد، وكلاهما وُلد في النعيم والسلطة. وكلاهما شابان في منتصف الثلاثينيات ومتزوجان ولهما أولاد، ودرسا في مدارس خاصة وعملا في وظائف تعود إلى والديهما. وكلاهما كانا يُحضّران للعب دور مهم. فقد فكر جاريد بشراء وبيع العقارات عندما كان طالبا في “هارفارد”، وأصبح ابن سلمان عضوا في فريق والده عندما كان عمره 24 عاما.
ولكن هناك فارق وحيد بينهما، وهو أن ابن سلمان شخص قاسٍ وشرير ودكتاتور يقتل المعارضين، وسجن أمه وهو صاعد في السلطة. أما كوشنر، فهو فاشل في الصعود ونظر لمناصبه على أنها جزء من كونه ابنا ثريا، فقد أفشل صحيفة “ذا أوبزيرفر”، ولكنه مثل صهره دونالد ترامب اعتبر ثروته علامة على موهبته وليس كما هي، أي أنها آلة حظ. وكان محظوظا من خلال فوز ترامب غير المتوقع حيث تولى عددا من المناصب لم يكن مؤهلا لأي منها، مثل ملف الإبداع بالإضافة إلى ملف الشرق الأوسط الذي منح القوة لأشخاص سيئين.
واستخدم ابن سلمان سذاجته لتحقيق ما يريد. وكانت أسوأ لحظة في علاقة كوشنر مع ابن سلمان هي محاولة الأول مساعدة ولي العهد لتجاوز العاصفة في أعقاب مقتل خاشقجي. ويعلق ساخرا بأن تقديم كوشنر نصائح، هو مثل أن ينصح ترامب الأزواج بالحفاظ على عائلاتهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بابن سلمان الذي تغلب على 11 أخا لكي يفوز بعرش والده. وبخلاف ذلك، فكوشنر وإن كان محظوظا لكونه من عائلة غنية ونادٍ محظوظ، إلا أنه ليس عضوا في عائلة مالكة كما يتطلع أو يعتقد أنه كذلك. فهذان الأميران يعيشان في عالمين مختلفين ويمارسان دينا مختلفا، ولكنهما يشتركان في نفس المعتقد بالنسبة لإدارة البلاد، أي بيد من حديد ورجال أقوياء.
وبالنسبة لأمريكا فهي محظوظة في أن كوشنر لن يكون المستقبل، أما ابن سلمان فلسوء حظ السعودية أنه ربما كان المستقبل. وكوشنر غارق حتى رأسه في علاقة مع “م ب س” الشرير، ولا أحد يتخيل نهاية العلاقة بطريقة جيدة. وكما هو الحال في عالم ترامب؛ فعلينا أن نعدل الموجة لكي نشاهد كيف سيقوم عرض تلفزيون الواقع بمواصلة الفساد.