نشر موقع “أويل برايس” الأمريكي، تقريرا عن مدى تأثير السعودية على أسعار النفط، وحجم تدفقات الخام في الأسواق العالمية.
وقال الموقع الأمريكي في التقرير، إن السعودية، أكبر بلد مصدر للنفط في العالم وأكبر منتج في أوبك، أثرت على سوق النفط وتدفقات النفط منذ منتصف القرن العشرين، لكن هذا التأثير بدأ يتراجع في القرن الحادي والعشرين.
وأضاف: “بعد وقت قصير من بدء القرن الحادي والعشرين، اتخذ أحد العملاء الرئيسيين لدى السعودية خطواته الأولى لكي يصبح أحد المنافسين الرئيسيين للمملكة في سوق النفط العالمية، حيث بدأت الولايات المتحدة باستخراج النفط في منتصف العقد الأول من القرن العشرين”.
وتابع: “بحلول نهاية عام 2010، أصبحت الولايات المتحدة الآن أكبر منتج للنفط الخام في العالم، بعد أن تفوقت على روسيا والمملكة العربية السعودية”.
وأكد الموقع الأمريكي، أن السعودية هي واحدة من أهم العوامل في تجارة النفط العالمية، لكنه استشهد في الوقت نفسه بقول الكاتب في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، دافنا ماور، الذي أكد فيه أن تزايد معدلات إنتاج النفط الأمريكي، وانخفاض واردات الولايات المتحدة النفطية قلص من قوة السعودية في التأثير على سوق النفط. لكن هناك عميل سعودي كبير آخر، الصين، لديها الآن نفوذ أكبر على تدفقات النفط السعودية.
ووفقًا لأحدث بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، انخفضت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام السعودي إلى أقل من مليون برميل يوميًا في عام 2017 للمرة الأولى منذ عام 2009، كما تراجعت الواردات الأمريكية من النفط الخام من جميع أنحاء العالم من ذروتها التي بلغت 10.126 مليون برميل في عام 2005.
وأشار “أويل برايس”، إلى أن الإنتاج الأمريكي يحطم مستويات قياسية، على الرغم من تباطؤ النمو نتيجة لانخفاض أسعار النفط بنسبة 40 في المائة في الربع الأخير من عام 2018.
وأوضح الموقع الأمريكي أن السعوديين لا يريدوا أن يفقدوا السيطرة على سياسات أوبك لإنتاج النفط، وفي الوقت نفسه، تدعي المملكة أنها تريد تنويع اقتصادها بعيداً عن الاعتماد المفرط على النفط.
وقال “أويل برايس”، إنه “حسب أرقام أوبك، فإن قطاع النفط والغاز يولد حوالي 50 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي للمملكة العربية السعودية، ويمثل نحو 70 بالمائة من حصيلة صادراته، ومن المفارقات أن المملكة تعتمد على عائدات النفط فيما يسمى بالرؤية 2030 من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان”.
ووقعت أرامكو في الأشهر الأخيرة الماضية، عددًا من الاتفاقيات في الصين للمشاركة في مشاريع التكرير. ومن أحدث تلك الصفقات، شراء حصة 9 بالمائة في مصفاة تشجيانغ للبتروكيماويات المتكاملة التي تبلغ تكلفتها 800 ألف برميل يوميًا ومجمع البتروكيماويات في تشوشان، كما أن مشاركة أرامكو السعودية في المشروع ستأتي باتفاقية توريد طويلة الأجل للخام و يمكنها من الاستفادة من منشأة تشجيانغ للبتروكيماويات الكبيرة لتخزين النفط الخام لخدمة عملائها في المنطقة الآسيوية.
وفي الختام، قال “أويل برايس”، إنه “على الرغم من خطط السعودية لتحويل اقتصادها من الاعتماد المفرط على النفط الخام، وعلى الرغم من فقدانها تدريجياً موقعها المهيمن كأكبر محرك لأسعار النفط، إلا أن المملكة ليست مستعدة للتخلي عن قوتها الجيوسياسية والسوقية التي تأتي مع وضعها الحالي في العالم كأكبر مصدر للنفط”.