قالت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية إنه ورغم عودة السعودية للمشهد العالمي مجددًا، فإن “شبح اغتيالها للصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018، يلوح في الأفق”.
وذكرت الوكالة الشهيرة أن تدرج عودة السعودية للمشهد العالمي تم خلال الأشهر الماضية، عقب ثلاثة أعوام ونصف من آثار جريمة قتل خاشقجي.
وأشارت إلى أن ذلك جاء عقب ابتزاز السعودية لدول العالم بقضية النفط بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وبينت الوكالة أن السعودية تعتقل آلاف الناشطين، نسبة كبيرة منهم زجت بهم بالسجون إثر قضايا تتعلق بالتعبير عن الرأي.
فيما قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن موقف الغرب من ابن سلمان لم يتغير، مؤكدة أن العلاقات لم تتعافى تمامًا منذ مقتل جمال خاشقجي.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها أنه يعد ابن سلمان يستطيع حضور جنازة الملكة إليزابيث الثانية، ما يشير لأن موقف الغرب منه لم يتغير.
وأِشارت إلى أنه “لا ينبغي أن يُسمح لابن سلمان بتلطيخ ذكرى الملكة إليزابيث، إنها مناسبة حزينة حقًا”.
ونبهت الصحيفة إلى أنه لا ينبغي أن يسمح له بأن يكون جزءً من الحداد، وألا يسمح له بتشويه ذكراها واستخدام وقته؛ للبحث عن الشرعية والتطبيع.
فيما قالت صحيفة “abc News” الأسترالية إن ابن سلمان بات منبوذا حتى لحضور الجنائز، وآخرها الملكة إليزابيث الثانية .
وذكرت الصحيفة في تقرير أن بريطانيا دعت عديد ملوك وقادة الدول حول العالم، وحتى لمواطنين أستراليين عاديين؛ لحضور الجنازة.
واستدركت: “لكن لم يعد من الممكن حضور ابن سلمان للجنازة، لأنه بات منبوذًا حتى لحضور الجنائز
وأمس شارك عشرات النشطاء في تظاهرة رافضة لزيارة ولي العهد إلى العاصمة البريطانية لندن للتعزية بوفاة الملكة إليزابيث الثانية.
وحمل المشاركون في التظاهرة لافتات وشعارات تصف ولي العهد السعودي بأنه شخص مجرم وقاتل وغير مرحب به في جنازة ملكة بريطانيا.
واحتشد هؤلاء قبالة قصر باكينغهام أثناء حضور الملك تشارلز لمطالبته بمنع ابن سلمان من المشاركة بجنازة الملكة باعتباره إساءة لها ولبريطانيا.
وطالب المشاركون الذين يمثلون اتحادات نقابية وجهات حقوقية بمحاكمة ولي العهد على جرائمه وانتهاكاته لحقوق الإنسان.
ودعوا لإلزام السعودية على وقف حربها في اليمن وإحباط أي صفقات عسكرية مع السعودية مع استمرار ارتكاب من جرائم حرب بحق المدنيين اليمنيين.
ويسود غضب في الأوساط الحقوقية في بريطانيا منذ الإعلان عن زيارة ابن سلمان إلى لندن من أجل تقديم العزاء في الملكة إليزابيث الثانية.
وشرع نشطاء حقوق إنسان بحملة احتجاجات تخللها نشر ملصقات بأبرز مناطق لندن الحيوية كمطار هيثرو، منطقة مول هارودز.
ويعبر هؤلاء عن استيائهم من الاستقبال البريطاني المقرر لولي العهد بدعوى تقديم العزاء بالملكة الراحلة.
ووصفوا ابن سلمان بالمجرم المتورط بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ونشطاء أثناء احتجازهم.
كما ذكروا بانتهاكاته المروعة ضد معتقلي الرأي في سجون المملكة سيئة الصيت والسمعة.
وسلطوا الضوء على ارتكاب الأمير المتهور جرائم حرب مروعة بحق اليمنيين في حرب السعودية ضد اليمن منذ 7 أعوام.
وحاول النشطاء اقتحام السفارة السعودية في لندن لوضع ملصقات قبالة مقرها.
وتدين ولي عهد السعودية وجرائمه وتطالب بحاكمته وليس استقباله في مراسم رسمية.
يذكر أن غالبية الصحف البريطانية أفردت مساحات تشير لانتقاد نشطاء حقوق الإنسان لاستقبال ابن سلمان في لندن.
وكما عبر السعوديون في المنفى عن استيائهم من رحلته الأولى إلى لندن منذ عام 2018.
وأكدوا أنه “يجب على الطغاة المستبدين ألا يستغلوا وفاة الملكة”.
وأشاروا إلى أنها “فرصة لمحاولة إعادة تأهيل صورتهم أثناء تصعيدهم للحملات القمعية في بلادهم”.
وقال الباحث السعودي المقيم في واشنطن عبد الله العودة إن رحلة ابن سلمان تتزامن مع إجراءات صارمة ضد النشطاء
وبين أن ذلك جاء إثر عملية إعادة تأهيل الغرب لابن سلمان، وإنهاء المقاطعة الدبلوماسية عليه بسبب قضية جمال خاشقجي.
وذكر العودة أن ابن سلمان بات أكثر جرأة في السفر حول العالم دون خجل أو خوف من ملاحقة.
وأكد أن زيارة ولي العهد إلى بريطانيا تعكس غروره ليس إلا.
وأشار إلى أنه “لا يريد أن يتواجد في مكان لا يكون فيه في المقدمة”.
وقال العودة “إذا حضر الجنازة ربما يضطر للجلوس خلف شخصيات أخرى بارزة”.
لكنه يريد الاعتراف الكامل بسلطته والتواجد بالصف الأول”.
وختم: “إنه يهتم كثيرًا بذلك ولا يرغب بالتعرض لإذلال”.