تلاحق الكثير من التساؤلات استثمار صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي يرأسه ولي العهد محمد بن سلمان في شركة كارنيفال للسفن السياحية وعلاقة ذلك بجهود التطبيع مع إسرائيل.
وتتضمن التساؤلات المثارة هل يهدف استثمار صندوق الاستثمارات العامة إلى الربح المالي الذي يفترض به نفع الشعب السعودي، أم أنه إمعان في التطبيع غير المباشر مع داعمي الاحتلال ومحاولة لإنقاذ مالكي شركة كارنيفال من الغرق؟.
فقد أعلن صندوق الاستثمارات العامة في عام 2020م عن استثماره في أكبر شركة سفن سياحية في العالم (كارنيفال-Carnival).
وتأثرت كارنيفال جراء جائحة كورونا حيث كانت تعاني من نزيف مالي حاد نظرا لتوقف الرحلات واضطرارها لتعويض العملاء، وقدرت خسائرها بمليار دولار شهريا.
كما فقدت أسهم كارنيفال أكثر من 80٪ من قيمتها قبل الجائحة، فاشترى الصندوق 43.5 مليون سهم ليصبح ثالث أكبر مستثمر بحصة 8.2٪ من كارنيفال.
ولا تزال كارنيفال تعاني من ضوائق مالية حيث أنها استدانت ما يفوق الملياري دولار في عام 2021 وما يفوق المليار دولار بنسبة فائدة 10٪ في هذا العام. وبلغ إجمالي الديون على الشركة في الربع الأول لهذا العام 34.9 مليار دولار.
فقد سهم كارنيفال 40٪ من قيمته في الأشهر الثلاث الأخيرة. وعلى ما يبدو أن صندوق الاستثمارات العامة ينوي زيادة استثماراته في الشركة حيث تم الإعلان عن وجود مفاوضات أولية بين الصندوق وكارنيفال لشراء علامتها التجارية Seabourn بالكامل.
وتعتبر ’’سيبورن’’ العلامة الأكثر رفاهية وفخامة في أسطول كارنيفال. تعمل سفن ’’سيبورن’’ في عدة خطوط سياحية حول العالم. وتمتلك ’’سيبورن’’ خمس سفن كروز، كما أنها تنتظر تسليم سفينتها السادسة التي كان من المقرر تسليمها في 2021، وهناك طلبية على سفينة سابعة يفترض تسليمها مطلع عام 2023.
من المتوقع أن تبلغ قيمة الصفقة إن تمت عدة مليارات دولار مما سيوفر للشركة السيولة المالية ويخفف الأعباء التشغيلية عنها.
تأسست شركة كارنيفال عام 1972م على يد تيد أريسون وابنه ميكي أريسون وكانت ولازالت تدار من قبلهم. ولد تيد أريسون في تل أبيب عام 1924م لأسرة ذات أصول رومانية، حيث انتقل جديه إلى فلسطين عام 1882م.
وعندما بلغ تيد 16 سنة التحق بالجيش البريطاني في فلسطين. ثم التحق بعدها بالكتيبة اليهودية للمشاركة في الحرب العالمية الثانية في إيطاليا. كما شارك تيد في “حرب الاستقلال” واستمرت خدمته في جيش الاحتلال حتى عام 1952.
بعد خدمته في الجيش انتقل للولايات المتحدة الأمريكية حيث أسس كارنيفال وترأسها حتى عام 1990م حيث تقاعد وعاد لفلسطين المحتلة وتوفي عام 1999م.
أما ابنه ميكي فهو من مواليد تل أبيب في عام 1949م، وقد شغل منصب الرئيس التنفيذي لمدة 34 عام حتى ترك منصبه عام 2013، لكنه استمر برئاسة مجلس إدارة الشركة حتى الآن.
المثير في الأمر أن صلات وطيدة تربط بين ميكي أريسون ودونالد ترمب الذي كان أحد الضيوف وقت تدشين إحدى سفن كارنيفال في 2005.
ومقابل تمويل ميكي لبرنامج ترمب الشهير The Apprentice، فقد أبدى ترمب رغبته في إنقاذ قطاع الكروز في أمريكا وقت جائحة لكورونا فمن الذي دفع ثمن هذا الإنقاذ؟
ومن الصدف غير الطريفة، أن حفيدة تيد سارة أريسون (رئيسة مؤسسة أريسون للفنون في ميامي) عملت على إخراج فيلم (Desert Dancer) في 2014م وهو الذي عمل عليه أيضا الرئيس التنفيذي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي محمد التركي (ابن أخ أمين جدة صالح التركي المسؤول عن تهجير سكان جدة ومكة المكرمة).