توالت المواقف الدولية الداعية مجدداً لكشف الحقائق المخفيّة حول اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وذلك بعد أيام قليلة لإنهاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مشاركته في قمة العشرين بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس يومي الجمعة والسبت الماضيين.
وفي أحدث المواقف الجديدة، قال بيان لمديري وكالات الأمم المتحدة، إن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أكد لولي العهد السعودي أهمية الوضوح التام بشأن مقتل خاشقجي ومحاسبة مرتكبيه، إضافة لضرورة دعم جهود حل الأزمة في اليمن ومواجهة المأساة الإنسانية.
بدورها، أعلنت الخارجية الفرنسية، مساء الاثنين، أن باريس تؤيد منح التحقيقات بشأن مقتل خاشقجي بعداً دولياً، في خطوة من شأنها الضغط على السعودية لكشف الضالعين الحقيقيين في اغتيال الصحفي السعودي.
بدورها أكدت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أهمية تعاون السلطات السعودية مع نظيرتها التركية في التحقيقات حول مقتل الصحفي السعودي، في قنصلية بلاده بإسطنبول، في 2 من أكتوبر الماضي.
جاء ذلك خلال اجتماع “ماي” مع ولي العهد السعودي، على هامش قمة العشرين في الأرجنتين في الـ30 من نوفمبر، وفقاً لما كشفه بيان لوزارة الخارجية البريطانية، مساء الاثنين.
وحثت رئيسة الوزراء البريطانية ولي العهد السعودي على “ضمان تعاون السعودية تماماً مع السلطات التركية، والعمل تجاه اختتام كلا التحقيقين على النحو المقبول. وسعياً لضمان المحاسبة التامة عما حدث، هناك حاجة لشفافية تامة بشأن الوقائع بالضبط، ومن المسؤول عما حدث، وذلك وفق تعهدات قدمها الملك سلمان حين اتصلت به هاتفياً يوم 24 أكتوبر”.
وشددت على “الضرورة الملحة لإنهاء الصراع، وإيصال المساعدات لملايين المواطنين المهددين بالمجاعة. وحثت على الدعم السعودي الملموس لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث، وإحراز تقدم في المحادثات المزمع عقدها في استوكهولم”.
ورغم موقف ماي، اتهم جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، رئيسة وزراء بلاده بأنها “لم تكن صارمة مع الديكتاتور المتهم بإصدار الأوامر بقتل خاشقجي”.
وخلفت مشاركة بن سلمان في قمة العشرين التي احتضنتها الأرجنتين قبل أيام، غضباً عارماً في صفوف المنظمات الحقوقية الدولية، الأمر الذي دعا عدداً من قادة الدول إلى تجاهل ولي العهد السعودي وتحاشي الحديث معه.
وقال يورغن هارت، المتحدث باسم السياسة الخارجية للمحافظين في البرلمان الألماني، في بيان يوم الاثنين، إن ولي العهد السعودي أضاع فرصة للتوضيح والبدء ببناء الثقة خلال قمة مجموعة العشرين التي استضافتها الأرجنتين.
كذلك أظهرت مقاطع مصوّرة من على هامش القمة الرئيسَ الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يتحدّث إلى بن سلمان، وهو ما حاولت وسائل إعلام سعودية تزوير مضمونه، قبل أن يخرج الإليزيه لتفنيد ذلك.
وقال متحدث باسم الإليزيه: إن “فيديو ماكرون مع بن سلمان أظهر صرامة وحزماً مقابل ابتسامة مغلّفة بالحرج من ولي عهد السعودية”، فيما نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول فرنسي قوله: إن “الحوار كان بشأن جمال خاشقجي وحرب اليمن، وسُمع بن سلمان وهو يقول: سأسمع كلمتك من الآن فصاعداً”.
يذكر أن عدداً من دول العالم لا تزال تنتظر اعترافاً سعودياً بتحديد الآمر بقتل خاشقجي، في وقت تؤكد وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) أنه ولي العهد السعودي.