قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن السعودية وولي عهدها الأمير “محمد بن سلمان” يبني مدينة المستقبل “نيوم” على دماء أبناء قبيلة “الحويطات”.
وانتقدت الصحيفة تصفية قوات الأمن السعودية الشهر الماضي، لـ”عبدالرحيم الحويطي” أحد أبناء القبيلة ذاتها، إثر رفضه تسليم منزله للسلطات في إطار مخطط لتهجير السكان من أجل إقامة مشروع “نيوم” على البحر الأحمر بشمال غربي السعودية، وهو المشروع الذي أعلن عنه “بن سلمان” ضمن رؤية 2030.
جاء ذلك في تقرير للصحيفة تحت عنوان “إنها بنيت على دمنا: الثمن الحقيقي للمدينة السعودية العملاقة التي تتكلف 500 مليار دولار”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المدينة هي مشروع “بن سلمان”، وستقام على مساحة تعادل مساحة بلجيكا على الطرف الشمالي من شاطئ البحر الأحمر.
وأضافت أن الفكرة حملت معها وعودا غريبة، فالمشروع قد يشمل قمرا صناعيا وشواطئ تلمع في الظلام ومتنزه ترفيهي تعيش فيه السحالى المتحركة.
وفق الصحيفة، أكدت المواد الترويجية عن المدينة أنها ستقام على أرض “عذراء” خالية من السكان جاهزة لكي تغزوها تكنولوجيا المستقبل، ومع ذلك فجزء من أرض مشروع المدينة يعود إلى قبيلة الحويطات التي توزعت في السعودية والأردن وشبه صحراء سيناء.
وبحسب الصحيفة، يواجه الآن حوالي 200 ألفا من أبناء القبيلة الطرد من أراضيهم وبدون تفاصيل عن المكان الذين سينقلون إليه ويعيشون فيه مستقبلا.
ونقلت “الجارديان” عن الناشطة وابنة القبيلة التي تعيش في لندن، “علياء أبو تايه الحويطي” قولها: “بالنسبة لقبيلة الحويطات فإن نيوم تبنى على دمنا وعظامنا، إنها بالتأكيد ليست من أجل الناس الذين يعيشون هنا، فهي للسياح ومن يملكون المال، ولكن ليس للسكان الأصليين الذين يعيشون هنا”.
وبالنسبة لبعض السعوديين ومن بينهم أبناء الحويطات، فنيوم بنظامها القانوني الموازي الذي يرتبط بالملك مباشرة، تمثل نسخة نخبوية للمجتمع السعودي، وصممت من أجل استبعادهم.
فيمكن لزوار المدينة وفق “الجارديان”، “تناول الخمور والتمتع بأحسن الوجبات في هذه المدينة المستقبلية، والتي تضم شبكة جمع معلومات بما في ذلك تكنولوجيا التعرف على الوجه”.
والشهر الماضي، أقر جهاز أمن الدولة بالسعودية، بتصفية “عبدالرحيم الحويطي” أحد أبناء قبيلة الحويطات، إثر رفضه تسليم منزله للسلطات في إطار مخطط لتهجير السكان من أجل إقامة مشروع “نيوم”.
وتمكن “الحويطي” قبل قتله، من توثيق تواجد قوات الأمن السعودية حول منزله، قائلاً إنّ أي مواطن لا يسلم بيته لهم تأتيه قوات المباحث والطوارئ للتصرف معه بالقوة.
وعقب الحادثة، كشفت الناشطة “أبوتايه” عن تعرض بعض أبناء القبيلة للاعتقال والتهديد بالقتل بسبب رفضهم تصفية السلطات لـ”عبدالرحيم الحويطي”.