عكست مبادرة “السعودية الخضراء” التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان عقلية الحاكم الطائش الذي يعشق “الأرقام الخيالية” دون مبالاة بمستقبل المملكة.
“مبادرة السعودية الخضراء” و”مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” مبادرات جديدة أطلقها بن سلمان، دون مراعاة للواقع والمصداقية أمام المواطن السعودي أو العربي.
وتضمن “مبادرة السعودية الخضراء” زراعة 10 مليار شجرة على مساحة 40 مليون هكتار مع حلول عام 2030.
ويبقى السؤال: هل هذه المبادرة واقعية أم خيالية؟
وبالدليل: زراعة 10 مليار شجرة خلال 9 سنوات مقبلة يعني أننا بحاجة إلى (زراعة أكثر من 3 مليون شجرة يوميا .. وهذا أمر مستحيل).
وبالدليل الآخر: لو افترضنا أن تكلفة زراعة كل شجرة يبلغ 100 ريال يعني أننا بحاجة إلى 100 مليار ريال سنويا.
وهذا يعني أن هذه الموازنة ستكلف أكثر من 10 % من موازنة الدولة.
وهناك دليل ثالث: زراعة 40 مليون هكتار أي ما يعادل 400 ألف كم2 ما يعني 18 % من مساحة السعودية و 5 أضعاف مساحة الإمارات.
وتبقى الخلاصة أن هذه المبادرة لا يمكن تطبيقها ماليا ولا جغرافيا ولا زراعيا.
وتثبت المشاريع الخيالية المتتالية لولي العهد محمد بن سلمان حدة الهوس لديه بالأرقام القياسية وارتباط ذلك بمساعيه لتحسين سمعته الملطخة.
وعرف عن بن سلمان هوسه بالأرقام القياسية عبر إطلاق مشاريع تقوم على أكبر وأضخم وأول دون اعتبار السمة الخيالية لتلك المشاريع.
ويؤكد مراقبون أن حملة التشجير تعد أفلاطونية، وغير قابلة للتطبيق بالشكل الذي أعلن عنه من قبل بن سلمان.
كما أنها في ذات الوقت، ليست للشعب السعودي بل لخدمة أهداف بن سلمان من أجل تبييض سمعته أمام الرأي العالمي.
ولا يهتم بن سلمان فيما إذا كان هذا الرقم هو رقم واقعي وممكن التطبيق أو لا، فهو يعاني من عقدة “الأرقام الكبيرة والأحجام الضخمة”.
إذ أن مشاريعه دائماً تنطوي على (أكبر أقتصاد _ أكبر استثمار _ أكبر نمو ….) وتطبيقها على أرض الواقع يندرج في إطار الخيال.
ويعول بن سلمان على فكرة (الرأي العام سينسى الوعود) بشكل أو بآخر، فليس هناك مراقبة ولا متابعة ولا صحافة ولا كتاب يمكنهم مساءلة ولي العهد
عن مواعيد وجداول هذه المشاريع الخيالية التي تأتي في سياق الإلهاء وغسيل الأموال فقط.