يجد صناع فيلم “المنشق” The Dissident صعوبة في توزيعه، حيث يخشى الموزعون إغضاب السلطات السعودية.
الفيلم الذي عرض للمرة الأولى قبل شهر، يروى وقائع اغتيال الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” في قنصلية بلاده بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وحينما عرض الفيلم الوثائقي المذكور للمخرج “براين فوجل” في المهرجان الأمريكي حاز إشادة واسعة من النقّاد، في يناير/كانون الثاني الماضي؛ إذ وصفته مجلة “فرايتي” المتخصصة بـ “تجربة تنويرية عن الفساد والتستر والشجاعة على أرض الواقع”.
كما أثنى حينها الممثل، “أليك بالدوين”، على الفيلم “المخدّر والجميل”.
وتمنى المخرج “فوجل”، بعد العرض العالمي الأول لـ”المنشق”، ألّا يؤدي تأثير اللوبي السعودي في العالم إلى تجاهل الفيلم، قائلا: “أقصى أحلامي أن يتصدّى الموزعون للمملكة العربية السعودية”.
وأضاف حينها: “آمل أن يدفع (المنشق) البلاد والحكومات ورجال الأعمال، إلى إعادة تقييم علاقاتهم مع المملكة العربية السعودية”.
لكن يبدو، حتى الآن على الأقل، أن الأشخاص لن يتمكنوا من مشاهدة الفيلم الوثائقي؛ إذ أشارت صحيفة “الجارديان” البريطانية أخيراً إلى أن صنّاعه لا يزالون “يناقشون الخيارات”.
ونقلت الصحيفة عن مديرة مكتب منظمة “مراسلون بلا حدود” في المملكة المتحدة، “ريبيكا فنسنت”، قولها إن “الاحتجاجات العالمية على جريمة خاشقجي لم تؤدِ إلى فرض عواقب ملموسة على المملكة العربية السعودية أو إلى خلق مناخ أوسع لحرية الصحافة في البلاد حيث يحتجز حالياً ما لا يقلّ عن 33 صحفيا”.
وأضافت “فنسنت”: “آمل ألا تتردد حكومات العالم في اتخاذ موقف أكثر حزماً، بشأن هذه الانتهاكات المزعجة. قصة جمال تستحق أن تُروى”.
ويدور الفيلم الوثائقي يدور حول عملية اغتيال “خاشقجي”، والعلاقات الأمريكية-السعودية، ويركز على أصدقاء الصحفي المقربين المعارضين، وتحديداً الناشط “عمر عبدالعزيز”، المقيم حالياً في كندا.
كما يسلط الفيلم الضوء على حياة “عبدالعزيز”، ومعاناة أشقائه في المملكة، وتجسس الأخيرة على هاتفه عبر برمجية “بيجاسوس” التي تطورها شركة الهايتك والبرمجية الإسرائيلية، “إن إس أو”.