نشرت صحيفة “لاكروا” الفرنسية تقريرا عرضت فيه وجهة نظر الكاتب والصحفي السعودي المعارض، مرزوق العتيبي، حول مواصلة التفاوض مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن مرزوق العتيبي عمل سابقا أستاذا متخصصا في علم الأحياء بجامعة الملك سعود في العاصمة الرياض، قبل أن يصبح معارضا لنظام آل سعود ويلجأ إلى فرنسا هربا من الملاحقة.
ويرى مرزوق العتيبي أنه عندما تولى ابن سلمان ولاية العهد خلال شهر حزيران/ يونيو من سنة 2017، اقتنع العالم الغربي بأنه سيقود عملية تحديث المملكة وجعلها أكثر انفتاحا، بعد إطلاق مشروع “رؤية 2030″ خلال شهر نيسان/ أبريل سنة 2016.
ونقلت الصحيفة عن العتيبي أن الغرب في ذلك الوقت لم يكن يعرف جيدا المملكة العربية السعودية. وقد نجحوا في إقامة علاقات تجارية أو فردية مع شخصيات معينة من الحكومة السعودية، التي لم تكن في ذلك الوقت ذات نفوذ في الدولة.
وأشار المعارض السعودي إلى أن ولي العهد يمر اليوم بوضع صعب للغاية، خاصة بعد أن نشر الأتراك تدريجيا أدلة تثبت تورطه في عملية اغتيال جمال خاشقجي. ويمكن أن يسقط ابن سلمان بسرعة نظرا لأن العديد من الأشخاص، بما في ذلك الحاشية المحيطة بالعاهل السعودي، باتوا يدركون أنه فقد الدعم الذي يخول له إدارة المملكة، التي تعد من أغنى البلدان في العالم.
وأوردت الصحيفة أن مرزوق العتيبي يعتقد أن برامج الأمير محمد بن سلمان، على غرار حرب اليمن و”رؤية 2030″، محكوم عليها بالفشل منذ البداية. فعلى الرغم من أنه لا زال يتمتع بحماية والده ودعمه، إلا أن بن سلمان يعاني من عزلة شديدة. كما يعتقد الكثيرون، منذ قضية خاشقجي التي شكلت صدمة أخلاقية حقيقية في نفوس السعوديين، أن ابن سلمان انتهى أخلاقيا وسياسيا. لذلك من الصعب أن نتصور اليوم أن يقوم ولي العهد برحلات نظرا لضغوط الرأي العام التي تلاحقه على الصعيد الدولي، وهذا يعني أنه لم يعد قادرا على تمثيل المملكة كثيرا في الخارج.
وأضافت الصحيفة أن العتيبي يرى أن ابن سلمان فقد شرعيته على الصعيد الداخلي. فقد أدى ولي العهد بعض الزيارات إلى عدة مناطق سعودية ليعلن عن تمويل حكومته لمشروعين أو ثلاثة. ولكن هذه الخطوة ليست سوى محاولة لذر الرماد على العيون من أجل تحويل أنظار السعوديين عن قضية خاشقجي، لا سيما بعد أن أدركوا جيدا أن سياسة بن سلمان برمتها مبنية على الأكاذيب.
ونوهت الصحيفة إلى أن عقدة ألسنة المنفيين السعوديين في الخارج بدأت تنحل، لتساهم في كشف الوجه الحقيقي لولي العهد على الساحة العالمية. ويترأس ابن سلمان دولة تعتبر مواطنيها رهائن، حيث ألقت القبض على الناشطات وهن في ثياب النوم داخل منازلهن قبل أن يسجن داخل زنازين فردية حيث تعرضن للاغتصاب والتعذيب. ولا يحق للنشطاء في مجال حقوق الإنسان الكلام، بالإضافة إلى أن السعودية تحظر السفر على قرابة مليوني مواطن.
وفي الختام، نوه العتيبي إلى أنه منذ بضع سنوات، لم يتحدث أحد عن إسقاط نظام آل سعود، أما اليوم اجتمعت أطياف المعارضة وفتحوا ملف البديل السياسي مرة أخرى. ويمكن أن يقتصر أول حل سياسي على دخول البلاد في فترة انتقالية لمدة سنة، وتعيين وزير الشؤون الخارجية الحالي، عادل الجبير، على رأس السلطة. وسيفضي ذلك إلى فتح حوار وطني حول تشكيلة الحكومة المستقبلية، وصياغة دستور جديد يرد للشعب السعودي حقوقه”.