تناول ناشطون على تويتر اللقاء المتلفز لرئيس حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” بالخارج خالد مشعل، في 4 يوليو/تموز 2021، على قناة “العربية” المحسوبة على النظام السعودي.
وشدد ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #خالد_مشعل، #مشعل، على أن ظهور رئيس “حماس” بالخارج، على قناة “العربية”، لا يتوقف عند قرار مجلس إدارة القناة فحسب، وإنما تم بموافقة من الجهات السيادية السعودية.
وأشاروا إلى أن سياسة “حماس” ومسارها المعروف في العلاقات الخارجية أنها ستطرق كل الأبواب لإيصال رسالتها لمختلف القوى في المنطقة والعالم، لكنها “لن تقدم أي ثمن سياسي” يتعلق بثوابت القضية الفلسطينية.
وذهب ناشطون إلى أن مقابلة مشعل على العربية تأتي في إطار محاولة حماس تطبيع العلاقات مع السعودية بهدف إخراج المعتقلين التابعين للحركة المسجونين في المملكة، فيما رأى آخرون أنها تؤكد تغيير سياسة السعودية تجاه الحركة وحلفائها في المنطقة.
مشعل دعا السعودية إلى فتح أبواب العلاقة مع حركته، والإفراج عن الموقوفين الفلسطينيين في سجونها، بعدما وصلت العلاقة بين السعودية و”حماس” لأسوأ مراحلها، إذ دأبت قناة “العربية” على مهاجمة الحركة ووصمها بـ”الإرهاب”، واعتقلت السلطات قيادات بارزة في الحركة منهم محمد الخضري ونجله.
دلالات اللقاء
وتحدث ناشطون عن دلالات لقاء مشعل على “العربية” وتبعاته وتوقعاتهم لما ستشهده المرحلة القادمة من تطورات في العلاقة بين حماس والمملكة، وأثنوا على ثبات مشعل على مواقف الحركة ودفاعه عنها.
وأكد الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية، أن لقاء مشعل على قناة “العربية” يمكن قراءته في إطار تهدئة العلاقة بين الحركة والمملكة، فلقاء بهذا الحجم وهذه الرسائل لا يتم دون موافقة سياسية غالبا، متمنيا أن تتبع هذه الخطوة خطوات أخرى لرأب الصدع بشكل نهائي.
ورأى الكاتب إبراهيم المدهون، أن مشعل عزز موقف الحركة، وطرح إجابات متوازنة مقنعة بمنطق جمهور العربية، برسائل ومواقف تبدد الكثير من المفاهيم الخاطئة، متمنيا أن تفتح المقابلة بوابة عودة العلاقات وتعزيزها مع السعودية.
وتوقع الكاتب أحمد أبو عبيدة، أن يكون لقاء مشعل على العربية مقدمة لانفتاح سعودي على حـماس، ولكن في إطار محاولات الاحتواء والتدجين ومحاولة انتزاع مواقف سياسية من الحركة بعد سنوات من الحصار الخانق والمؤامرات الكبيرة والحروب القاسية.
وأثنى ناشطون على موقف مشعل وقدرته على مقارعة ومحاورة مستضيفه وتمسكه بمواقفه وعدم تبرؤه مما سبق وأعلنته الحركة طوال الفترة الماضية، وإعلانه دون مواربة أن حماس “كانت ولا زالت تنتمي فكريا إلى الإخوان المسلمين”.
ونشر أستاذ الاتصال السياسي، أحمد بن راشد بن سعيد، مقطع فيديو للقاء مشعل، مشيرا إلى أن انفعال مذيع العربية بشدة، وخروجه عن طوره، وهو يحاول انتزاع تصريح من مشعل تنأى فيه حماس عن جماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف أن أبا الوليد صمد صمود الأهل في غزة على العدوان، وألقم المذيع الحجر تلو الحجر، حتى كاد أن يعض الأنامل من الغيظ!.
وأبدى المغرد ياسر، إعجابه بتقدير مشعل لنفسه وحركته وحلفائه، وعدم تبرؤه من الإخوان ولا من إيران، لكنه في نفس الوقت مد يده للخليج.
وأكد المغرد نشأت الكريم، أن “حماس ولادة رجال، والأيام أثبتت أن كل قادتها سواء السياسيين أو العسكريين أهل للقيادة وذو خبرة وفهم وحنكة في إدارة شؤون الحركة وخدمة القضية الفلسطينية”، مشيرا إلى أن “من بينهم الشيخ أبا الوليد خالد مشعل، رجل ذو كاريزما وشخصية فذة يتقن فن الرد والإفحام مع أدب الحوار”.
تعجب وسخرية
وتعجب ناشطون من تغيير النظام السعودي لسياسته بين ليلة وضحاها وتحول قناة العربية من الهجوم على حركة المقاومة الفلسطينية والإخوان المسلمين ووصفها لهم بـ”الإرهابيين” إلى استضافة مشعل، متسائلين عما حدث ودفع العربية لفتح أبوابها له.
وتساءل المغرد عمر بن عبدالعزيز ساخرا: “ايش صاير ياجماعة خالد مشعل على قناة العربية ويدعو لترميم العلاقات مع السعودية أخاف أنام وأصحى ألقى المغامسي يبكي على مرسي”.
وتهكم الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب قائلا: “قناة العربية بالأمس تصنف حماس إرهابية! واليوم تستضيف خالد مشعل في مقابلة خاصة”.
ولفت أستاذ العلوم السياسية، عبدالله الشايجي، إلى استضافة العربية مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج! المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين!!، متسائلا: “ماذا جرى؟! هل هو انقلاب في قناة العربية؟!”.
توتر العلاقات
وربط ناشطون بين تزامن استضافة العربية لمشعل، وتوتر العلاقة بين الإمارات والسعودية والتي ظهرت في ملفات عدة، أبرزها إعلان وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان استغرابه لموقف الإمارات الرافض لقرار اجتماع أوبك+ بشأن خفض إنتاج النفط، ووقف الرحلات الجوية بين البلدين.
ورأى الكاتب اليمني عباس الضالعي، أن استضافة قناة العربية للقيادي بحركة حماس لأول مرة على شاشتها “رسالة سعودية مباشرة للإمارات”، متوقعا أن تشهد المرحلة القادمة “رسائل مبطنة بين الجانبين ستنتهي بحدث كبير”.
ونقل المغرد يحيى بن أحمد عن مشعل دعوته للسعودية الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين وفتح أبواب العلاقة مع حماس والعودة إلى دورها المعروف عنها في دعم القضية، متسائلا: “هل ستعود السعودية إلى رشدها وتقود الأمة أم ستبقى خلف عباءة محمد بن زايد لتفكيك الأمة والعار سيلاحق الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان أبد الدهر؟”.
وأشار المغرد عمر الشاذلي، إلى أن خروج مشعل في لقاء خاص مع قناة العربية “يدل على أن الرياض في خلاف شديد مع الإمارات المطبعة مع إسرائيل”، لافتا إلى وقف السعودية والإمارات الرحلات الجوية بينهما بدعوى كورونا.