شهدت الساعات الأخيرة قرارات مفاجئة داخل قناتي “إم بي سي” و«العربية» اللتين تتخذان من دبي مركزاً لهما. ويمكن القول بأن “إم بي سي” عرفت ما يشبه «إنقلاباً» بعودة سام برنيت إلى موقعه كرئيس تنفيذي لـ «مجموعة إم بي سي» وإزاحة مارك أنطوان داليوين، بينما «العربية» استغنت فجأة عن عدد من موظفيها.
في هذا السياق، بعد عام على إستقالة برنيت وتعيين داليوين مكانه، فوجئ الموظفون برجوع برنيت إلى كرسيه من دون سابق إنذار. ويمكن وصف المشهد في أروقة “إم بي سي” بأنه تبادل أدوار بين برنيت وداليوين، بتوجيهات من القيادات السعودية.
فالأول قدّم إستقالته العام الماضي بعد تدخّل القيادات السعودية في قرارات الشبكة على اثر وضع ولي العهد بن محمد سلمان يده عليها، ففضل ترك المحطة بعد نحو 17 عاماً من العمل فيها، وعُين داليوين مكانه.
وبات معروفاً أن داليوين جاء بمهام الاستغناء عن عدد من الموظفين آخرهم المتحدث الاعلامي بإسم المحطة مازن حايك، وفك الشراكة بين الشبكة السعودية وشركة «شويري غروب» بعد قرابة 14 عاماً من العمل معاً.
بهذه الخطوة، مهّد داليوين الطريق أمام سعودة القناة إعلامياً وسياسياً، وبالتالي تسلّم برنيت المهام قبل ساعات ليضع النقاط الأخيرة على انتقال “إم بي سي” إلى الرياض، ولاحقاً تعيين ماجد بن عبدالعزيز آل إبراهيم مديراً للقناة.
وماجد هو ابن شقيق وليد آل إبراهيم مؤسس الشبكة، وهو مقرّب من بن سلمان، ويتم حالياً التحضير له وتعزيز دوره عند انتقال الشاشة التي تأسست في التسعينيات من القرن الماضي، إلى الرياض بشكل نهائي خلال العامين المقبلين، وربما قبلهما.
كما سيكون ماجد واجهة للتغيرات السعودية التي تترافق مع عملية التطبيع مع العدو الاسرائيلي التي تشهدها الدول الخليجية.
في المقابل، من المعروف أن سام برنيت يملك مفاتيح وأسرار الشبكة، أكثر من داليوين، وهو الأقدر على تحضيرها للانتقال إلى الرياض وترك الامارات. على الضفة الأخرى، يهمس موظفو قناة «العربية» في الامارات عن إحتمال حدوث تغييرات ستصيب الشاشة السعودية التي تأسست عام 2003.
بعد القرارات التي إتخذت قبل عام وأبرزها تعيين السعودي ممدوح المهيني مديراً لقناتي «العربية» و«العربية الحدث»، شاءت الظروف أن يستلم مهامه مع تفشي فيروس كورونا، فتوقفت الأنشطة والتغطيات.
كما أن بعضهم وجد أن التغيرات التي تشهدها قناة “إم بي سي” – المنضوية مع «العربية» تحت عباءة «الشبكة العربية للأبحاث» – كانت مؤشراً إلى تعديلات في أقسام القناة، رغم أن القرارات الادارية في «العربية» و”إم بي سي” منفصلة عن بعضها، فلكل قناة ذراع سعودية، ولكنهما تصّبان في النبع نفسه وهو تحت جناحي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
في هذا السياق، برزت أول القرارات باستغناء «العربية» عن عدد من موظفيها القدامى. من دون سابق إنذار، أبلغت الشبكة مجموعة من العاملين بصرفهم، ومن بينهم اللبناني جميل ضاهر الذي عمل أكثر من 26 عاماً فيها، ورافق إنطلاقة القناة من لندن إلى دبي وكان يشارك في تقديم الفقرة الفنية في برنامج «صباح العربية».
في هذا السياق، تلفت مصادر «الأخبار» إلى أنّ الاستغناء عن الموظفين جاء نتيجة رواتبهم العالية، بعدما قررت المحطة فجأة خفض ميزانيات برامجها، على إثر فيروس كورونا الذي جمّد الأنشطة الفنية.
كما يتوقع بعضهم أن تكرّ سبحة الاستغناء عن الموظفين في «العربية»، بحجة الأزمة المالية التي سبّبها كورونا. كما يجد بعضهم أن عودة عبدالرحمن الراشد إلى «العربية» منذ عام بعدما شغل منصب مدير عام القناة منذ تأسيسها، وإستقال منها عام 2014، لم يكن على قدر التوقعات.
إذ ينشغل الاعلامي السعودي بإنطلاقة قناة «الشرق برس» التي تعتبر أحد أجنحة بن سلمان الاعلامية، ووضع الراشد إهتمامه بـ «العربية» جانباً. وجاء خبر إنطلاقة المحطة السعودية الشهر الماضي، بعد تأجيل مرات عدةّ.
وأمر بن سلمان بتأسيسها بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي (1958-2018) في تركيا، وضعف الاعلام السعودي في تلميع صورة ولي العهد الذي إتهم بجريمة مقتل الصحافي..
باختصار، تتوجه الأنظار في الأشهر المقبلة نحو وضع قناة “إم بي سي” وعملية إنتقالها إلى الرياض حيث بُنيت الاستديوهات، وكذلك لاحتمال خطة إستغناء عن عدد من الموظفين من «العربية».