شن رئيس الاستخبارات السعودية السابق سفير المملكة السابق في الولايات المتحدة “بندر بن سلطان”، هجوما حادا على القيادة الفلسطينية، واتهمها بتفضيل إيران وتركيا على السعودية.

جاء ذلك، في مقابلة له مع قناة “العربية”، قال فيها إن “القيادات الفلسطينية ترى أن إيران وتركيا أهم من الرياض والكويت وأبوظبي والقاهرة ودبي ومسقط”.

وأضاف أن “نكران الجميل من جانب القيادات الفلسطينية، لن يؤثر على تعلق السعودية بقضية الشعب الفلسطيني”، مشيراً إلى أنه “بات من الصعب الوثوق بقياداتهم”، حسب قوله.

وتابع “بن سلطان”: “نعيش في مرحلة صعبة وعالم مضطرب وواجب على قيادتنا وولاة أمرنا الحفاظ على أمننا الوطني ومصالح شعوبنا الأمنية والاقتصادية والاجتماعية”.

وكان الأمير السعودي، اتهم في جزء سابق من المقابلة، القيادة الفلسطينية بالتجاوز و”التجرؤ بالكلام الهجين”، في اعتراضها على قرار الإمارات والبحرين تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو ما أثار الكثير من التكهنات حول تطبيع سعودي مرتقب مع إسرائيل، حسب صحيفة “فايننشال تايمز”.

وقالت الصحيفة إن تصريحات “بن سلطان”، تشير إلى أن التطبيع الإماراتي البحريني جاء بضوء أخضر من القيادة السعودية.

فيما اعتبرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، أن حديث الأمير السعودي “تحول جذري وجاد في موقف السعودية كقائدة للدول العربية ضد رام الله”، كما أنها تضرب رواية رفض العاهل السعودي فكرة التطبيع مع إسرائيل.

وفي 15 سبتمبر/أيلول الماضي، وقعت كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل.

وأغضبت الخطوتان الإماراتية والبحرينية، الفلسطينيين الذي عولوا على دعم الدول العربية لقيام دولة فلسطينية، قبل التطبيع الكامل مع الدولة العبرية.

وكانت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، قد اعتبرت أن المقابلة التي أجراها رئيس الاستخبارات السعودية السابق، السفير السابق للمملكة في واشنطن “بندر بن سلطان” لقناة “العربية” السعودية، والتي هاجم فيها الفلسطينيين، “تحولا جذريا وجادا في موقف السعودية كقائد للدول العربية ضد رام الله”، كما أنها تضرب رواية رفض العاهل السعودي فكرة التطبيع مع إسرائيل.

وخلال مقابلته، شن “بندر بن سلطان” هجوما حادا على القيادات الفلسطينية، بسبب اعتراضها على قرارات التطبيع الإماراتي والبحريني الأخيرة مع إسرائيل، معتبرا أن لغتهم في الاعتراض “مستواها واط، وكلام لا يقال”، على حد وصفه.

وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمه “الخليج الجديد”، إن مقابلة “بندر بن سلطان” جعلت موقف السعودية من الفلسطينيين أكثر غموضا مما كان عليه في الأسابيع الستة منذ إعلان الإمارات وإسرائيل عن تطبيع العلاقات.

وأشارت إلى أن القيادة الفلسطينية كانت تشعر ببعض الراحة من الموقف السعودي، الذي لم يبتعد عن الدعم التقليدي للقضية الفلسطينية، رغم تطبيع الإمارات وبعدها البحرين، وتأكيد الرياض على أن السلام مع إسرائيل لن يتم إلا بعد إعطاء الفلسطينيين حقوقهم ومنها دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما قاله الملك “سلمان” في خطابه الأخير أمام الأمم المتحدة.

كما تجاهل الملك، في ذلك الخطاب، الإشارة إلى اتفاقي التطبيع الإماراتي والبحريني، وهو ما عكس نقصا في حماس السعودية تجاه تلك الخطوة.

وأوضحت “جيروزاليم بوست” أن التحليلات التي انتشرت مؤخرا عبر صحف عالمية، مثل “وول ستريت جورنال” و “نيويورك تايمز” في الأسابيع الأخيرة عن وجود فجوة بين العاهل السعودي وولي عهده “محمد بن سلمان” حول مسألة التطبيع أخذت رخما.

لكن، والكلام للصحيفة، جعلت مقابلة “بندر بن سلطان” تلك التحليلات مثار شك، وأشارت إلى تطورات مغايرة.

وقالت الصحيفة: “سيكون من الصعب تصديق أن الملك سلمان لم يكن يعلم أن شخصًا كان مسؤولًا حكوميًا كبيرًا – سفيرًا لدى الولايات المتحدة لأكثر من 20 عامًا، ثم رئيسا للاستخبارات السعودية حتى عام 2014 – سيتحدث علانية في قناة ممولة من المملكة عن هذه الأمور”.

وأضافت: “ما قاله الأمير بندر هو لائحة اتهام مدتها 40 دقيقة للقيادة الفلسطينية في غزة ورام الله”.

واحتفت الصحيفة العبرية بتصريحات “بندر بن سلطان” خلال مقابلته، قائلة إنه استهجن غضب الفلسطينيين من اتفاقيات التطبيع الإماراتية والبحرينية مع إسرائيل، بلغة قاسية، وقال إن القضية الفلسطينية عادلة لكن دعاتها فاشلون والقضية الإسرائيلية ظالمة لكن دعاتها ناجحون.

وروى “بندر” جهود المملكة لدعم الفلسطينيين، ماديا ومعنويا، وقال إن الفلسطينيين أخذوا الدعم المادي فقط وأهملوا المعنوي، المتمثل في النصائح السعودية.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن مقابلة “بندر بن سلطان” مع “العربية” قد تكون بداية حملة يشنها السعوديون ضد السلطة الفلسطينية.

وأردفت: “ما هو مؤكد، بعد مقابلة الأمير بندر، هو أن الفلسطينيين لم يعودوا ينظرون إلى السعوديين على أنهم مخلصون للقضية بعد أن غيّر سلام إسرائيل مع الإمارات والبحرين نماذج الشرق الأوسط”.