أجلت شركة “المراعي” السعودية لصناعة منتجات الألبان، إصدار صكوك دولية فوّضت بنوكاً لترتيب إصدارها؛ لأنها ستضطر إلى دفع سعر فائدة أعلى، بعد التداعيات الدولية لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ونقلت وكالة “رويترز”، الثلاثاء، عن مصادر مصرفية لم تسمها وصفتها بـ”المطلعة”، قولها: إن “شركة المراعي فوضت بنوكاً لترتيب الإصدار، لكن الصفقة التي كانت ستصبح باكورة إصداراتها في أسواق الدين العالمية تأجلت إلى العام المقبل”.
واضافت المصادر: إن “المراعي أرجأت العملية، كونها ستضطر لدفع علاوة سعرية أكبر في ضوء التقلبات العامة بالسوق، خاصة مع ارتفاع تكاليف الاقتراض السعودية في أعقاب مقتل خاشقجي”.
وكانت الشركة تخطط لإصدار صكوك بالحجم القياسي الذي لا يقل عادة عن خمس مئة مليون دولار.
ويتسم أداء السندات السعودية بالضعف قياساً إلى السوق الخليجية عموماً منذ بداية أكتوبر الماضي، حين قتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، ما يظهر أن قتله أثر سلباً على معنويات المستثمرين تجاه المملكة.
وارتفع العائد على سندات سعودية قيمتها ثلاثة مليارات دولار تستحق في 2023 بواقع خمسين نقطة أساس منذ اعتراف المملكة بمقتل خاشقجي بعد مماطلة دامت أسبوعين.
وكانت عوائد صكوك المراعي ستتأثر بذلك، لا سيما أن المستثمرين كانوا سيستخدمون السندات السعودية مرجعاً لتسعير الصكوك في ظل عدم وجود سندات دولارية قائمة للمراعي.
وذكرت المصادر أن المراعي درست خلال الأسابيع القليلة الأخيرة سبلاً بديلة لجمع التمويل، من بينها طرح سندات خاصة، لكن تلك الخطة ألغيت.
وتواجه السعودية أزمة كبيرة على خلفية قضية مقتل خاشقجي؛ إذ أقرت المملكة في 20 أكتوبر ، بقتله داخل قنصليتها في إسطنبول، بعد 18 يوماً من الإنكار، ولكنها خرجت بعدد من الروايات غير الدقيقة، التي تركت حالة من الغضب والاستياء الدولي.
وكانت وكالة “فيتش” الأمريكية للتصنيف الائتماني ذكرت، يوم 11 نوفمبر الجاري، أن قتل خاشقجي، والخلافات الدبلوماسية السعودية مع قطر وكندا وألمانيا، أثرت على سياسة النمو والتجارة والاستثمار في المملكة.
وأبرزت الوكالة الأمريكية أسباباً جديدة للمخاطر الاستثمارية في المملكة، تمثلت في سياستها الخارجية التي يصعب التنبؤ بها، والوتيرة السريعة في التغيير محلياً.