ليست دعابة، لذا أكمل قراءة المقال وستعلم أنها حقيقة في العالم الافتراضي، ولا يستطيع أي شخص مخالفة هذا الواقع. فتركي آل الشيخ يتمتع بمحبة كافة أطياف المجتمع، وإن أردت دليلًا على ما أقول فاذهب إلى حسابه في تويتر واقرأ تعليقات المتابعين. يكاد لا يوجد شخص بحساب رسمي ينتقده في شخصه أو يسيء إلى ما يقدمه بأي شكل. وهذا دليل على إجماع كافة أطياف المجتمع على هذا الكائن الاستثنائي.
ولكن لحظة، كم شخص في مجالسنا ولقاءاتنا ومقرّات أعمالنا وحياتنا العامة يحب هذا الشخص؟ أكاد أن أجزم وأقول لا أحد، حتى من يعمل معه في كل القطاعات التي أدارها ينافقونه خوفًا من حماقاته وبمجرد ما يختفي يكيلون إليه أشنع عبارات الذم. حتى الفنانين الذين تورطوا بتفاهته، إنما يقدمون (أعماله) خوفًا منه أو طمعًا فيه. فهو لا يعدو في نظرهم سوى (شوال) يدفع المال كالطفل من أجل متعته الآنية.
هذا التباين بين ما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي وبين الحياة التي نعانيها إنما هو دليل على تحكم الفاسدين على كل ما هو افتراضي، بينما في حياتنا نحن من يحدد الواقع، ومهما تطورت وسائل التواصل تقنيًّا فالحكم في النهاية في الشارع، وهذا (الشوال) لم يكن يومًا سوى فرضية حكومية لإلهاء الناس عن أمورهم المهمة واشغالهم عن كل ما يدور حولهم. والجميل أننا نحن (الشعب) نعلم أنها فقاعة صابون فالحياة لا يمكن أن تقاس بتغريدات وهمية أو هاشتاقات مسبقة الدفع.
هل اقتنعت بما أقول؟ إن كنت كذلك فاعلم أيضا أن هذا الكائن يتلاعب بمقدراتنا ويستبيح أموال الشعب. وقد ظن أنه الرقم الأصعب لأن الوهميين حوله يطبّلون له خوفًا أو طمعًا ولكن الحقيقة أنه وبمجرد مواجهته للشعب في مصر الشقيقة عرف قيمته ومقداره لدى الشعوب الحرة. وكذلك في بلادنا، فهو لا يتمتع بأي قبول ولا أي تقدير في الشارع. ولو كان لدينا صوت شعبي حقيقي سيحصل على أكثر شخصية منبوذة في المجتمع.
إن ابتسمت من المقال، فاعلم أنك سبب في تواجد هذا العابث، فالشعب المصري عرف قدره جيدًا ونبذه بعدته وعتاده من الشارع المصري. فلا تكن سببًا في بقاء هذا الوهم بيننا، وقم بدورك في محيطك وتحدث عن أكثر شخصية كراهة حتى يتيقن الجميع أنهم متفقون – على الأقل – في نبذ هذا الصبي ومن معه، وإلا سيبقى هذا (الشوال) يعبث بمقدراتنا وهو يظن أنه (محبوب) الجميع.
ختاما، يظن الواهم أن العالم الافتراضي هو من يدير الشعوب، ويعلم العارف الحصيف أن الشارع هو الحكم، وسيكون الشارع مصيرنا يوما ما.