خاص: منذ اعتلاء ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” لكرسي ولاية العهد في المملكة المحافظة وهو يسعى جاهدًا لتغيير الهوية المجتمعية للسعوديين من خلال خطة ممنهجة بدأت باعتقال كل من سيقف ضده من العلماء والدعاة الذين قد يقفوا أمام مخططه التغريبي، ثم السعي خطوة خطوة من أجل انفتاح المجتمع على المحرمات التي كانت ممنوعة من قبل مجيئه.

 

– لماذا أطفالنا؟!

كان “ابن سلمان” مدركًا جيدًا أنه قد يقابل بموجة رفض اجتماعية شديدة بسبب إصرار السعوديين على التمسك بهويتهم التي تربوا عليها، لهذا لم يكتف بفرض الأمر الواقع عليهم من خلال عملية إغراق المجتمع بموجة من الترفيه وتكسير للتابوهات التي كان يحافظ المجتمع السعودي على وجودها.

ولكن “ابن سلمان” كان يدرك أن هناك أجيال لن تقبل بهذا التغيير المجتمعي الشديد، حتى وإن رضخت له وقبلت به بسبب القمع الذي يحارب على كل من يخالف رأي “ابن سلمان” في هذه التغييرات، لهذا سعى “ابن سلمان” للتركيز على الأجيال القادمة لكي ينهي أي مقاومة ممكنة لتلك التغييرات المجتمعية، لهذا كان يسعى “ابن سلمان” لتغيير عقلية أطفال المملكة من خلال خطة مدروسة ومحبوكة للسيطرة على عقول أطفال اليوم، رجال الغد.

 

– المناهج والكيان الصهيوني:

أصدر معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي (IMPACT-se)، تقريرًا عن المناهج الدراسية السعودية للعام الدراسي 2022-2023، أظهر تحسينات في كل من الأمور المتعلقة بالمواد المعادية للكيان الصهيوني، وكذلك معاداة السامية.

وبحسب تقرير نشره موقع “جويش نيوز” أزالت السعودية “كل معاداة السامية عمليًا”، والمواد التي تعرض مؤامرات تشويه صورة الكيان الصهيوني من كتبها المدرسية.

وحلل التقرير “مجموعة مواد إنسانية كاملة” على مدى السنوات الخمس الماضية، بإجمالي 301 كتابًا دراسيًا، بما في ذلك 80 كتابًا دراسيًا للعام الدراسي الحالي 2022-23، حيث تم حذف المواد التي تشير إلى أن اليهود هم أعداء الإسلام، وكذلك تفسيرات الآيات القرآنية والتقاليد الشفوية التي تتهم اليهود والمسيحيين بالتآمر ضد الإسلام.

وفيما يتعلق بالمواد ذات الصلة بالكيان الصهيوني، أشار التقرير إلى وجود “اتجاه إيجابي للتحسن”، حيث تمت إزالة المواد المعادية للكيان الصهيوني من الكتب المدرسية لهذا العام، مثل الاتهامات الكاذبة بأن الكيان الصهيوني أشعل النار في المسجد الأقصى عام 1969، وأن الكيان الصهيوني شرع في حرب عام 1967 لتوسيع حدوده، ووصفه بأنه “ديمقراطية مزورة”.

ففي عام 2020، على سبيل المثال، وصفت الكتب المدرسية “استخدام الصهيونية للمرأة والمخدرات ووسائل الإعلام لتحقيق أهدافها”، ووصفت تأثير الصهيونية على العالم الإسلامي بأنه “حروب ونضالات […] فضلاً عن ذبح وطرد الفلسطينيين”. كما أزيلت الادعاءات بأن الهيكل اليهودي في القدس هو “تلفيق له دوافع سياسية”.

 

– المناهج ومعاداة السامية:

ونقل التقرير الرئيس التنفيذي للمعهد IMPACT-se ، ماركوس شيف، قوله: “عمليًا، تمت الآن إزالة جميع المواد المعادية للسامية التي تم تحديدها مسبقًا في كتب الدراسات الإسلامية السعودية. يأتي هذا بعد الإزالة السابقة لكميات كبيرة من معاداة السامية في مواضيع أخرى على مدى السنوات الأربع الماضية”.

وأشار “شيف” إلى أن الاتجاه الواضح للاعتدال فيما يتعلق بالكيان الصهيوني، مع عدم الاعتراف بالدولة اليهودية، جدير بالملاحظة للغاية. في حين أن جميع إصلاحات الكتب المدرسية مهمة، إلا أن الكتب المدرسية في المملكة العربية السعودية لها أهمية خاصة، حيث أنها توجه أكثر من 6 ملايين طفل سعودي، وكثير غيرهم ممن يدرسون الكتب المدرسية خارج المملكة العربية السعودية.

وكانت صحيفة “التايم” البريطانية في تقرير مطول لها حول تغيير المناهج في السعودية، نقلت عن مسؤولين بالخارجية الأمريكية قولهما إن “الفضل في التغيرات الجديدة يرجع لولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان”. وأردف أحدهما: “الإدارة تدعم الكتب المدرسية الخالية من التعصب والعنف، وتدعم أيضا تطوير برنامج تدريب المعلمين السعوديين”.

 

– المناهج والشذوذ الجنسي:

كما ذكرت “التايم” في التقرير ذاته أن التعديلات الجديدة على المناهج بالمملكة شملت حذف ما أسمته “دروس الكراهية” ليس فقط تجاه المسيحية أو اليهودية، ولكن حتى ضد الشواذ جنسيًا، إضافة إلى الإملاءات الإسلامية المتمثلة بالدفاع عن العقيدة باستخدام العنف. حسب قولها.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم حذف الأجزاء “الأكثر تعصبًا” في هذه المناهج، ومنها عقوبة الإعدام بكافة أشكاله على “الزنا وأفعال الشذوذ الجنسي وأعمال السحر”، بحسب توصيف هذه المناهج سابقًا.

وهو ما أكده تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الذي جاء فيه أن مراجعة المناهج تضمنت حذف الفقرات التي تتحدث عن عقوبة اللواط أو العلاقات المثلية، وعبارات الإعجاب بالجهاد و”الشهادة” وتصويرها بأنه “ذروة سنام الإسلام”.

 

– المناهج والأساطير والعقائد الهندية:

ذكرت صحيفة “East Coast Daily” الهندية أن المملكة العربية السعودية بصدد تعليم طلابها الأساطير الهندوسية، ضمن مناهج تعليمها.

وأوضحت الصحيفة الهندية، أن السعودية ستقر أسطورة رامايانا وماهابهاراتا، وكذلك الثقافات الهندية ذات الأهمية العالمية مثل اليوجا والأيورفيدا.

وأضافت الصحيفة أنه في الوقت نفسه أصبحت اللغة الإنجليزية إلزامية في الرؤية الجديدة 2030.

وتأتي تلك القرارات في إطار تنفيذ وزارة التعليم السعودية لرؤية ٢٠٣٠، والتي يزعم مؤيدو ولي العهد “محمد بن سلمان” أنها تهدف لنشر التنوع والتسامح.

 

– الموسيقى في المدارس:

أعلن ‏الرئيس التنفيذي المكلف لهيئة الموسيقى بالسعودية، سلطان البازعي، عن نية الحكومة السعودية إدراج مادة الموسيقى ضمن مناهج التعليم العام بدءًا من رياض الأطفال إلى بقية الصفوف الدراسية خلال عامين.

وقال “البازعي” في مداخلة مع قناة “الإخبارية” الرسمية السعودية: “بدأنا بنشاط لا منهجي عبر منصة مدرستي، والدراسات بين وزارتي التعليم والثقافة جارية على قدم وساق لتأهيل المعلمين وتصميم المناهج”.

وأضاف: “سيتم إطلاق المراحل الأولى قريبًا بإذن الله حيث سيكون تعليم الموسيقى حضوريًا في المدرسة والفصول والحصص الدراسية، وذلك خلال مدة لا تتجاوز العامين المقبلين”.

وأوضح “البازعي” أن البداية ستكون في صفوف رياض الأطفال والصفوف الأولية، ثم تتدرج إلى أن تصل إلى بقية المراحل الدراسية.

وبيّن أن الفكرة جاءت أيضًا أسوة بعدد من الدول العربية، التي تدرس المواد الفنية ضمن المناهج الدراسية، ومن بينها الكويت، والإمارات، ومصر ولبنان، للاستفادة من التجارب التي مرت بها هذه الدول، ولتشابه حال هذه الدول مع المملكة وتقدمها وتاريخها الفني الحافل.

وأكد “البازعي”، أن تركيز المناهج على الموسيقى وما يخصها من فهم الإيقاعات الموسيقية والسلم الموسيقي، ويتضح ذلك في أهداف المشروع الذي شرعت الدولة تطبيقه في 100 مدرسة خاصة حتى الآن، ودعمتها الهيئة بآلات موسيقية وساعدتها في تطوير المناهج ذات الصلة.

وفي مايو/أيار 2022، أعلنت هيئة الموسيقى السعودية، إطلاق نشاطها في المدارس، لتعليم الطلاب والطالبات الموسيقى، وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم.