خاص: بحسب تقرير لموقع “بزنس إنسايدر” فإن السعودية وولي عهدها “ابن سلمان” أثار حفيظة الولايات المتحدة، أقرب حليف دولي لها تقليديًا، وذلك بعدما اقترب أكثر من خصوم الولايات المتحدة بما في ذلك الصين وروسيا.

ورأى الموقع أن هذه الخطوة تبدو كأنها جزء من لعبة قوة لولي العهد الأمير محمد، وسط تصورات بأن نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة آخذ في التضاؤل، مع وجود تهديدات ومخاوف من تلك اللعبة التي يقوم بها “ابن سلمان” لخطورتها السياسية العالية على المملكة ونفوذها.

في حين اعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن ولي العهد السعودي ربما يستخدم علاقاته مع الصين وروسيا لإقامة علاقة أمنية أمريكية أوثق، في إشارة للمحاولات التي ستقوم بها الولايات المتحدة لمحاولة جلب المملكة إلى الحظيرة الأمريكية مرة أخرى.

 

– اللعب مع الجميع:

وفي رجوع إلى تقرير موقع “بيزنس إنسايدر”، جاء فيه أن السعوديين “يتعاملون مع الجميع -إسرائيل وإيران والصين والولايات المتحدة وروسيا والأوروبيين- ويتسمون بالغموض بشأن ما يريدون القيام به وما هو هدفهم النهائي”.

ونقل الموقع عن سينزيا بيانكو، زميلة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قولها إن “هذا خلق الكثير من الارتباك حيث يستمر الجميع في التساؤل عما يخططون له حقًا، وهذا هو بالضبط بيت القصيد”.

وأشار التقرير إلى أنه قبل عدة أشهر اتهمت إدارة بايدن السعودية بالوقوف إلى جانب روسيا في خفض إنتاج النفط، بالرغم من اعتقاد الولايات المتحدة بأنها أبرمت صفقة مع الرياض لزيادة الإنتاج من أجل كبح التضخم المحلي.

بينما في ديسمبر/كانون الأول الماضي، رحب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالرئيس الصيني، شي جين بينج، في المملكة في قمة كبيرة، حيث اتفق القادة على التعاون عبر مجموعة من الأهداف الاقتصادية والسياسة الخارجية، وأدت القمة إلى توبيخ من البيت الأبيض، الذي قال إنه لا يمكن الوثوق بالصين.

ثم عاود التقرير تأكيده على أن السعودية اتخذت أيضًا خطوات لاسترضاء الولايات المتحدة، حيث أعلنت عن حزم مساعدات كبيرة لأوكرانيا، حليف الولايات المتحدة، في حربها ضد روسيا، وأعلنت عن صفقة مع شركة “بوينج” الأسبوع الماضي لبناء أسطول من الطائرات الجديدة التي أشاد بها البيت الأبيض.

ووفقا للتقرير يبدو أن عملية الموازنة تستند إلى حسابات السعودية بأن الولايات المتحدة ستضطر إلى تقديم تنازلات للسعوديين من أجل الحفاظ على التحالف وتعويض النفوذ المتزايد للصين.

 

– خطورة سياسات “ابن سلمان”:

ويرى مراقبون للشأن السعودي أن السياسات المتضاربة تلك التي ينتهجها ولي العهد “ابن سلمان” قد تؤدي لسقوطه السريع، فاللعب على كل الخيوط يجعلك تخسرها كلها في آن واحد، فالجميع لن يثق فيك ولا بوعودك ولا بتعهداتك.

وأشار المراقبون أن “ابن سلمان” ينتهج هذا النهج بعد أن أوردته سياساته السابقة التي اتخذها في العديد من المواقف المصيرية السابقة مورد المهالك، فبعد فشله حتى الآن في معالجة تبعات قضية مقتل “خاشقجي”، وكذلك سقوطه في وحل اليمن، فهو يحاول إيجاد موطأ قدم له في عالم التفاعلات الدولية من خلال الضغط على كافة الأطراف للحصول على أفضل ما يمكنه الحصول عليه.

ولكن المراقبون عادوا ليؤكدوا أن الاتفاق الأخير مع إيران هو ملخص لنتيجة تلك السياسة التي يتبعها “ابن سلمان”، فهو أكبر خاسر من ذلك الاتفاق بحسب كثير من المحللين، وأن الاتفاق كان مجرد طوق نجاة يحاول به ولي العهد السعودي النجاة من مستنقع اليمن، وتخلي الولايات المتحدة عن حماية أجواء المملكة من صواريخ الحوثي.

 

 

– ضغط للحصول على النووي:

اعتبر تقرير نشره موقع “إنتلجنس أونلاين” أن السعودية تضغط على الولايات المتحدة وأطراف أخرى، عبر التلويح بإمكانية التعامل مع الصين في ملف البرنامج النووي السعودي المدني الضخم، لدفع واشنطن إلى تخفيف موقفها من ذلك البرنامج وتقليل قيودها على مستلزماته.

وقال التقرير، الذي ترجمه “الخليج الجديد” إن “محمد بن سلمان” يسعى إلى أن يكون للسعودية صناعة نووية مدنية خاصة بها لتطوير مسارات الطاقة بها، وفي محاولة لإحياء المشروع المتعثر، تتحدث الرياض عن إمكانية تأسيس شراكة مع الصين.

ويرى الموقع أن هذا التلويح من السعوديين يهدف بالأساس إلى استفزاز الولايات المتحدة وفرنسا وكوريا الجنوبية، التي كانت الرياض تريد الاستفادة من خبراتها في هذا البرنامج، لكن تلك الدول تمنعت على الرياض أو تباطأت، أو لم تهتم بشروط السعودية خلال الفترة الماضية.

ومن خلال التلويح بالعمل مع الصناعات النووية الصينية وفي نفس الوقت إعادة إطلاق المناقشات مع باريس، تأمل الرياض في رفع القيود المفروضة على المملكة للبدء في مشروعها النووي.