تقرير خاص
فور أن أعلن الديوان الملكي السعودي، في الـ 20 من الشهر الجاري، نقل الملك سلمان بن عبد العزيز إلى المستشفى بعد إصابته بالتهاب في المرارة، وبدأت داخل الديوان لعبة العروش التي شنها ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، ضد كل من يناوئه داخل الديوان، أو قد يحمل علامات معارضة في انتقال الحكم إليه.
وفي تسريبات خاصة به، نقل موقع “ويكليكس السعودية” عن مصادر مقربة للديوان أن حالة من القلق تسود أورقة الديوان، وسط إقالات واعتقالات لعسكريين ومدنيين، وضغوط منه على “هيئة البيعة” لتسليمه الحكم وسط توقعات بتنازل أبيه الملك “سلمان” عن الحكم له!
“ابن سلمان” والديوان:
نقل الموقع عن مصادر من داخل الديوان الملكي، قيام ولي العهد السعودي “ابن سلمان”، باعتقال عشرات الضباط العسكريين، والموظفين بالديوان الملكي، وذلك عقب نقل والده الملك “سلمان” إلى المستشفى بعد إصابته بوعكة صحية.
وذكر مصدر رفيع المستوى أن حالة من الغليان تجري داخل الديوان الملكي في ظل غياب الملك سلمان بن عبد العزيز؛ الذي يخضع للعلاج وسط سرية تامة، واستغلال ولى عهده الأوضاع لترتيب الظروف الخاصة به.
وأكد المصدر أن “ابن سلمان” عمل على الدفع بمزيد من الضباط والشخصيات الموالية له لإصدار قرارات وتوجهات تمهيدية للمرحلة القادمة، مضيفًا أنه من أجل ذلك اعتقل ولي العهد عشرات الضباط العسكريين والموظفين الحكوميين – الذين يتوقع منهم ردود فعل غاضبة خلال المرحلة المقبلة – تحت ذريعة الفساد.
كما أشار المصدر إلى أن المسؤولين الذين يتبعون ولى العهد يخضعون نظراءهم داخل الديوان الملكي، لجلسات مساءلة وتحقيقات حول العديد من الملفات الهامة.
وتأتي تلك التحركات وسط توقعات لمراقبين دوليين للشأن السعودي، أن يسعى “ابن سلمان” لنقل الحكم إليه قبل اقتراب موعد انتخابات الإدارة الأمريكية، وسط توقعات بخسارة حليفه الأقوى “ترامب” للانتخابات هناك، ما يعني بشكل واقعي انتهاء حلم “ابن سلمان” في اعتلاء عرش المملكة.
فقد ذكر المحامي الدولي وخبير القانون الدكتور، محمود رفعت، أن دخول أو بالأحرى إدخال الملك “سلمان” إلى المستشفى؛ يبدو أنه للإسراع بتنصيب محمد بن سلمان ملكًا على السعودية قبل الانتخابات الأمريكية في نوفمبر القادم.
ورأى “رفعت” في تغريدة أخرى أن انتخابات أمريكا المقبلة لو أتت بـ “جون بايدن” سيكون من شبه المستحيل وصول “ابن سلمان” للعرش، وشدد في نفس الوقت على أن وصول الابن للعرش سيكون كارثيًا على المملكة وبداية نهايتها.
– ضغوط على هيئة البيعة:
كما كشفت المصادر تحركات لـ”ابن سلمان” باتجاه الضغط على أعضاء “هيئة البيعة” للموافقة على نقل الحكم إليه، و”هيئة البيعة” هي هيئة سعودية تعنى باختيار الملك وولي العهد وولي ولي العهد، وتتكون من أبناء وأحفاد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود، وأسست الهيئة في 26 رمضان 1427 هـ الموافق 18 أكتوبر 2006 ، وكان يرأس الهيئة الأمير مشعل بن عبد العزيز آل سعود حتى وفاته في 3 مايو 2017، ولم يتم تعيين رئيس لها بديل عنه حتى الآن.
وكان حساب “مستشار الأمير محمد بن نايف” على “تويتر”، قد كشف السبب وراء عدم تعيين رئيس للهيئة حتى الآن، وهو سعي العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، لتجميد هيئة البيعة التي أوجدها الملك “عبد الله” قبل رحيله، حيث إن “الملك عبدالله” أراد أن يمنع الملك سلمان من تسلم الحكم لاعتباراتٍ عديدة؛ كونه سديري، وتدهور حالته الصحية”.
وتابع الحساب قوله: “هيئة البيعة كانت إحدى أدواته (والتي هُمشت فيما بعد لتمرير انقلاب بن سلمان)، كان المخطط أن يكون الأمير مقرن هو الخليفة، ليُعيّن بدوره الأمير متعب بن عبدالله وليًا للعهد”.
وذكر “مستشار الأمير محمد بن نايف” أن الملك “سلمان” استطاع بطريقة ما “أن يلتف على ترتيبات الملك عبدالله، وتسلم هو الملك، وبدأت الترتيبات (الخارجية والداخلية) لتمكين بن سلمان ودفعه لأن يكون ولياً للعهد، وفي سبيل ذلك تم تهميش هيئة البيعة حتى إن الهيئة لم تجتمع للموافقة على التغييرات التي أُحدِثت”.
واختتم الحساب تغريداته، بقوله: “يخاف بن سلمان من تكرار سيناريو عام 1963 عندما قام ولي العهد فيصل بتطويق قصر الملك سعود (رحمهما الله) وإجباره على التنازل عن الحكم، ولإدراكه بأن ذلك ممكن قام باحتجاز أو ابعاد كل من كان على علاقة بالنظام الذي أراد إرساءه الملك عبدالله كالامير محمد بن نايف والأمير متعب بن عبدالله”.
من الواضح أن “ابن سلمان” قد بدأ خطته لإعلان تنصيبه ملكًا، حتى ولو في حياة والده، ووضع خط نهاية لها وهي الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في خوف واضح منه من خسارة “ترامب” لتلك الانتخابات، وسط توقعات بأن تشهد المملكة أحداثًا متسارعة خلال خلال الأيام المقبلة، لتشتيت انتباه العالم حول جرائمه وانتهاكاته.