خاص: انتشرت في الآونة الأخيرة بعد المشاهد التي لم يكن أحد يتوقع ظهورها للعلن في المملكة العربية السعودية؛ وهي مشاهد شذوذ لم تكن لتظهر لولا التمهيد المستمر من قبل النظام السياسي الذي يحكم المملكة الآن لظهورها، وذلك بالترويج لكل ما هو يدعم الشذوذ، والتغاضي عن العواقب القانونية قبل المجتمعية التي ستترتب على ممارسته أمام الكاميرات في العلن.

ومن أهم تلك المشاهد والتي آثارت الموضوع من جديد في ظل الإدارة الجديد ذات النهج الغربي التي تتحكم في زمام الأمور في المملكة وعلى رأسهم ولي العهد الذي يقدم نفسه للغرب على أنه المصلح الذي جاء لإخراج المملكة من عصر الانغلاق إلى الانفتاح ناحية الغرب “ابن سلمان”، مشهد الفلوجر السعودية الشهيرة، فوز العتيبي، وهي ترقص داخل إحدى الملهى التي أصبحت منتشرة في المملكة الآن، وتقوم بأفعال شذوذ مع أحد الفتيات أمام الكاميرات.

ولكن للوصول إلى تلك الحالة من علنية ممارسة الشذوذ، كان لابد من الانتقال عبر طريق تمهيدي للوصول إلى ما وصل إليه الحال في المملكة الآن، فكيف أوصل “ابن سلمان” المجتمع السعودي إلى هذه المرحلة من التفسخ المجتمعي؟! وما الطرق التي روج بها للشذوذ داخل المجتمع السعودي المحافظ؟!

 

– تغيرات مجتمعية ممهدة:

تشهد المملكة منذ وصول “أبن سلمان” للحكم في 2017، تغيرات مجتمعية كبيرة؛ حيث سمح ببناء دور السينما وإقامة المهرجانات والحفلات الغنائية الصاخبة والاختلاط فيها، في حين كان كل ذلك ممنوعًا ومحاربًا من قبل الدولة قبل سنوات قليلة فقط.

حيث افتتح في المملكة، سلسلة نوادي ليلية إلى جانب أول معهد لتدريس الموسيقى. وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية هاشتاغ #ديسكوفيجده الذي تصدر قائمة أكثر الهاشتاغات انتشارا في المملكة حاصدا أكثر من 37 ألف تغريدة.

وقبل أشهر سجلت حالات التحرش خلال حفلات موسم الرياض تزايدا قياسيا بفعل فساد فعاليات هيئة الترفيه التي تنظم حفلات مختلطة للرجال والنساء في انقلاب على قيم المملكة خاصة تحريم الحفلات والاختلاط.

وعلى غرار مهرجان “وودستوك” الشهير، ضجت الموسيقى لساعات متواصلة خلال ثلاثة أيام في أرجاء الموقع الذي بني خصيصاً للحفل في الصحراء قرب الرياض، ورقصت نساء بعضهن بدون عباءاتهن وأغطية رؤوسهنّ، مع الرجال في الهواء الطلق، في مشهد غير مألوف.

وأغرت تأشيرات سياحية جديدة بعض الزوار والمصطافين، واجتذبت أنشطة ومناطق ترفيه مؤقتة مثل رحلات السفاري ومدينة ملاه ومسرح في الهواء الطلق أكثر من ثمانية ملايين زائر إلى الرياض منذ شهر أكتوبر.

وأظهرت الفيديوهات أفعال خارجة عن العادات والتقاليد المتعارف عليها في المجتمعات العربية، لفتيات وهن يرقصن بشكل “مثير للغاية” فضلا عن حالات التعري والتحرش الجنسي الفاضحة.

 

– إلغاء مواد ضد الشذوذ من المناهج:

قررت السعودية إلغاء المواد والنصوص التي تحتوي على “لغة هجومية” ضد الأديان الأخرى والشذوذ الجنسي، بتوجيهات من ولي العهد “محمد بن سلمان”.

جاء ذلك وفقا لما نشره تقرير لمعهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي، ونقلته مجلة “التايم” الأمريكية، في ديسمبر 2020.

وأوضحت “التايم” أن الرياض أقرت نصوصا ومواد جديدة “أكثر اعتدالا وتسامحا”.

وأشارت المجلة إلى أن التعديلات الجديدة شملت حذف دروس الكراهية سواء تجاه المسيحية أو اليهودية وحتى ضد الشواذ جنسيا، إضافة إلى الإملاءات الإسلامية المتمثلة بالدفاع عن العقيدة باستخدام العنف.

وبحسب التقرير، فقد تم حذف الأجزاء الأكثر تعصبا في هذه المناهج ومنها عقوبة الإعدام بكافة أشكاله على “الزنا وأفعال الشذوذ الجنسي وأعمال السحر”، بحسب توصيف هذه المناهج سابقا.

ونقلت “التايم” عن مسؤولين بالخارجية الأمريكية قولهما إن “الفضل في التغيرات الجديدة يرجع لولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان”.

وأردف أحدهما: “الإدارة تدعم الكتب المدرسية الخالية من التعصب والعنف، وتدعم أيضا تطوير برنامج تدريب المعلمين السعوديين”.

وأكد المسؤولان، أن الرئيس “دونالد ترامب” منح ولي العهد السعودي مساحة لإجراء إصلاحات في البلاد من خلال الانتباه إلى مخاوف المملكة من طموحات إيران الإقليمية.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى تصريحات للمتحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن، “فهد ناظر”، قال فيها إن مسؤولي التعليم السعوديين، وجدوا “بعض المواد التي اعتُبرت مرفوضة ومسيئة” في الكتب المدرسية للمملكة، وبذلوا “جهودا متضافرة لإزالة كل هذه المواد من المنهج بأكمله”، واستبدال “هذه المواد الهجومية بالدروس التي تعزز الاعتدال والتسامح والتعايش السلمي”.

وفي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال وزير التعليم السعودي “حمد بن محمد آل الشيخ” إن المملكة أجرت مراجعات للمناهج التعليمية “لضمان خلوّها من أفكار التطرف”.

وأثار تصريح الوزير عن مراجعة المناهج تفاعلات في منصات التواصل الاجتماعي، حيث استنكر معلقون المزاعم بأن المناهج تدعو للتطرف.

 

– مهرجانات تدعم الشذوذ:

كشف موقع “Dead Line” العالمي قبل أسابيع قليلة أن عرض المثلية الجنسية في أفلام مهرجان البحر الأحمر السينمائي في المملكة لن يكون عليه أي قيود.

وقال الموقع إنه يمكن للمثليين الحضور والمشاركة في المهرجان الذي تستضيفه مدينة جدة القريبة من مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وذكرت مديرة المهرجان Shivani Malhotra إن فكرة المهرجان في السعودية لإقناع الجماهير بقبول الأمر والشعور بالراحة عند مشاهدة الأفلام.

وبينت أن هذا جزء من عمل المهرجان، وقالت إنها مسألة وقت ليحدث هذا التغيير تدريجيًا. وذكرت المديرة أن الحكومة السعودية مولت المهرجان بميزانية كبيرة لم تعلن عن حجمها.

وبينت أنها تريد تحقيق مكاسب سياسية ومجتمعية لغسل صورتها القمعية.

ونوهت المديرة إلى أن استضافة صانعي الأفلام جاء من أجل بناء نظام ثقافي جديد لسوق السينما في المملكة.

شارك بالمهرجان الفيلم المغربي “القفطان الأزرق”، والذي وتدور أحداثه حول قصة خياط مغربي مثلي الجنس يتكتم على حياته الجنسية لمدة 25 سنة قبل أن يجبر على مواجهة حياته الجنسية عندما ينضم تلميذ ذكر إلى محله للتدرب على المهنة.

ونسب موقع المهرجان الفضل إلى المخرجة، مريم توزاني؛ لتغطية “موضوع معقد بحساسية وشجاعة”! مشيرًا إلى أن “الطريق لمجتمع تزدهر فيه التقاليد والتسامح معا”!

 

– حفلات تسمح بالشذوذ:

كشفت وكالة “بلومبرج” الأمريكية في تقرير لها، عن مظاهر سلوكية منافية للآداب انتشرت في أوساط مهرجان “ميدل بيست” الموسيقي السنوي الذي اختتم الأحد بالسعودية.

وقالت الوكالة في تقريرها إن المهرجان عج بالكثير من الأعمال والسلوكيات المنافية للآداب والذوق العالم وتعاليم كافة الأديان، مثل الشذوذ والتحرش وتعاطي الخمور وكافة أنواع المخدرات.

وذكرت مراسلة الوكالة في وصفها للمهرجان: “إنها حالة هذيان كبرى ليس أكثر، يمكنك شم رائحة المخدرات وخاصة الماريجوانا في كل مكان، العديد من الأشخاص السعوديين يتعاطون المخدرات جهارًا، كل أنواع المخدرات تقريبًا موجودة”.

وتابعت بقولها: “العديد من السعوديين أيضا عبروا عن غضبهم لما يحدث كونه يخالف تعاليم دينهم وتقاليديهم، لكن الغريب أن هذا المهرجان يقام تحت رعاية الحكومة السعودية وولي العهد محمد بن سلمان الذي يقود حالة الانفتاح في المملكة”.

وكانت فعاليات “ميدل بيست” الماضية أثارت فضائح وجدلاً كبيرًا وغضبًا عارمًا علي مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، حيث انتشرت العديد من فيديوهات فضائح حفلات المهرجان التي ظهر بها شباب وفتيات يشربون الخمور والحشيش، والقيام بالأمور المنافية لتعاليم الدين والقيم الأخلاقية في المجتمع السعودي.