تضاعف عدد هجمات الحوثيين ضد أهداف يغلب عليها الطابع المدني في المملكة العربية السعودية خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2021، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020، وفقًا لتحليل جديد لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
وأكد المركز في تحليله، الذي قام الموقع بترجمة مقتطفات منه، أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني وحزب الله اللبناني لعب دورًا حاسمًا في توفير الأسلحة والتكنولوجيا والتدريب وغيرها من المساعدات للحوثيين المتمركزين في اليمن. رداً على ذلك، تحتاج الولايات المتحدة إلى تقديم مساعدة إضافية للسعودية للدفاع عن البلاد ضد هجمات المواجهة.
– أهم الهجمات الموجهة للعمق السعودي:
وأشار المركز إلى أن إيران وأنصار الله، المعروفة باسم جماعة الحوثي، شنوا حملة من الهجمات البارزة ضد أهداف مدنية تابعة للسعودية والتحالف في الخليج، بدأت بعد التدخل بقيادة السعودية في اليمن في عام 2015.
وعدد التحليل الذي نشره المركز أهم تلك الهجمات، ومنها في 6 ديسمبر 2021، على سبيل المثال، اعترضت الدفاعات الجوية السعودية صاروخًا باليستيًا فوق الرياض، مما تسبب في سقوط شظايا في عدة أحياء سكنية.
وأضاف المركز أنه في تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، أطلق مسلحو الحوثي أكثر من عشر طائرات بدون طيار بمتفجرات على عدة مدن سعودية، بما في ذلك مصافي النفط في جدة. وردت السعودية باستهداف مستودعات أسلحة الحوثيين وأنظمة الدفاع الجوي والبنية التحتية للطائرات بدون طيار في اليمن.
وفي سبتمبر/ أيلول 2021، أصاب صاروخ حوثي المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، مما أدى إلى إصابة طفلين وإلحاق أضرار بعدة منازل. وكذلك في 3 في مارس 2021، أطلق مقاتلو الحوثي العديد من الطائرات بدون طيار والصواريخ على مدينة جازان الجنوبية، وضربوا منشأة تابعة لشركة النفط السعودية المملوكة للدولة، أرامكو السعودية، كما اعترض الجيش السعودي الآلاف من صواريخ الحوثيين الباليستية وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار وغيرها من أسلحة المواجهة.
– تساؤلات تحتاج لإجابة:
ولفت المركز إلى أنه في حين أن هذه الحوادث مقلقة، كان هناك القليل من تحليل البيانات حول الاتجاهات بمرور الوقت. لفهم حملة الحوثيين بشكل أفضل.
وطرح المركز عدة أسئلة؛ منها ما هي القدرات العسكرية الأساسية للحوثيين وشركائهم الأمنيين، وخاصة إيران، لشن هجمات ضد السعودية وأهداف أخرى؟ وكيف تطورت هذه القدرات؟ وهل طرأ تغير على عدد أو مدى تعقيد هجمات الحوثيين ضد السعودية وأهداف أخرى؟ وما هي الآثار السياسية الرئيسية، بما في ذلك استخدام تدابير مضادة محددة للدفاع ضد هجمات المواجهة؟
وللإجابة على هذه الأسئلة، حلل مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية 4103 هجمات حوثية ضد المملكة العربية السعودية داخل اليمن وضد أهداف أخرى، مثل الأهداف البحرية، في الخليج بين 1 يناير 2016 و20 أكتوبر 2021.
وأوضح المركز أنه بناءً على البيانات، يحتوي هذا التحليل على العديد من النتائج الأولية. أولاً، ينظم الحوثيون حملة حرب غير نظامية مكثفة بشكل متزايد ضد المملكة العربية السعودية ودول أخرى في الخليج باستخدام صواريخ كروز وصواريخ باليستية متطورة وطائرات بدون طيار وأسلحة مواجهة أخرى.
وأضاف المركز أن هذه الإجراءات تأتي في سياق تصاعد العنف في اليمن بين الحوثيين والسعودية. عدد الهجمات الحوثي في الشهر تضاعف ضد المملكة العربية السعودية وغيرها من الأهداف خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2021 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020.
وكذلك ذكر المركز أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني قام بتزويد الحوثيين بالتدريب وترسانة متنامية من الأسلحة المتطورة والتكنولوجيا للصواريخ الموجهة المضادة للدبابات والألغام البحرية والطائرات بدون طيار المحملة بالمتفجرات والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والمركبات البحرية بدون طيار (UMVs). )، وغيرها من الأسلحة والأنظمة.
كما قام فيلق القدس وحزب الله اللبناني بتحسين قدرات الحوثيين بتكلفة منخفضة نسبيًا، لا سيما مقارنة بالإنفاق السعودي على الدفاع الجوي لحماية أراضيها.
وركز المركز على أنه يجب على الولايات المتحدة وشركائها شن حملة أكثر عدوانية لتسليط الضوء علنًا على الإجراءات الإيرانية والحوثية وتقديم مساعدة أمنية إضافية للمملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى.
وفي ختام تحليله المطول أكد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن كلاً من إيران والحوثيين أظهرا قدرة مستمرة على تهديد المملكة العربية السعودية ودول أخرى في الخليج باستخدام أسلحة رخيصة الثمن نسبيًا مثل الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، وأنه يمكن لقوات الحوثيين فرض تكاليف سياسية ومالية على المملكة العربية السعودية.
كما أن فيلق القدس وحزب الله اللبناني لعب دورًا حاسمًا في تحسين قدرات الحوثيين. تحدث حملة الحرب غير النظامية هذه في سياق أوسع تقوم فيه إيران بزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب، ودعم عدد متزايد من الشركاء من غير الدول في المنطقة، وتطوير صواريخ أطول مدى وأكثر دقة. ومع ذلك، بدون حملة أكثر فعالية لتسليط الضوء علنًا على هذه الهجمات والتصدي لها ومساعدة المملكة العربية السعودية في الدفاع عن نفسها، ستستمر إيران والحوثيين في زعزعة استقرار المنطقة.