كشف تقرير لوكالة “بلومبرج” الأمريكية عن تعرض الموارد السعودية للاستنزاف من قبل مستشاري أعمال مدينة نيوم، بسبب الرؤي المتغيرة لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
وأشار التقرير إلى أنه منذ إطلاق المشروع في عام 2017، لم يتم سوى تنفيذ القليل بالمدينة، والمستفيد الأكبر من هذا هم المستشارون الذي يتلقون مرتبات كبيرة قد تصل إلى 900 ألف دولار سنويًا، فضلاً عن تمتعهم بامتيازات وخدمات عالية المستوى.
وذكرت المجلة أن جهود مستشاري “نيوم” قلما ينتج عنها شيء ملموس، مشيرة إلى أن عملهم في تلك المدينة تحول إلى فرصة توظيف مضمونة مقابل تقديم تصورات لن ترى النور في الأغلب.
ولفتت إلى أن الكثير من المستشارين يذهب إلى “نيوم” بنية جني أكبر كم من الأرباح قبل أن يأخذ كفايته ويرحل.
ورغم أن بعض أحلام مدينة “نيوم” واقعية ولها علاقة بالمستقبل الاقتصادي المنظور، مثل خطة بناء منشأة هائلة تتكلف 5 مليارات دولار لإنتاج وقود الهيدروجين للسيارات، كما أن رؤية بناء مركز اقتصادي هائل من العدم ليست مستحيلة، فمدينة دبي، مثلاً، كان أغلبها صحراء قاحلة قبل 30 عامًا.
واستشهدت المجلة بالإلغاء المفاجئ لمشروع الشاطئ الفضي (الذي كان من المقرر أن يشبه شواطئ الريفيرا الفرنسية)، حيث تم استبعاد المشروع في الربع الأول من 2019 بعد عدة جولات من التعديلات من لجنة رأسها ولي العهد السعودي، بدعوى أنه “ليس طموحًا كفاية”، بحسب موظفين سابقين.
وذكرت المجلة أن الأسلوب تكرر كثيرًا مع العديد من المشاريع الطموحة، من أهمها مبادرة لبناء حقل للطاقة الشمسية بتكلفة 200 مليار دولار.