خاص: يعيش العالم اليوم مخاضًا جديدًا، وتغيرًا في التكتلات والتحالفات، وربما نشهد صعود قوى، وتلاشي قوى أخرى! والعالم الإسلامي ليس بمعزل عن هذا التدافع والتصارع، إن لم يكن في القلب منه.
وأحد أهم خيوط التحليل السياسي لهذه المرحلة الفاصلة: النظر إلى الحزام الممتد من أفغانستان إلى المغرب العربي، مرورًا بباكتسان وإيران، وتركيا ومصر، والخليج والعراق.
هذا الحزام يشهد تغيرًا في التكتلات والمربعات السياسية، وصعود قوى وأفول أخرى.
وأهم ملامح هذا الحزام:
– يبدو أن هناك ولادة كيانات ودول لها هوية وقوة ذاتية وتوجه استراتيجي، وأهم من ذلك كله أنها لا تعادي الإسلام؛ نعني: باكستان، تركيا، ماليزيا، طالبان، حماس. وهناك قدر كبير من التنسيق بين هذه المكونات، قد يصل إلى مرحلة التحالف في بعض القضايا.
– مازالت حركة التحالفات والمحاور تتشكل وتتفكك، لكن لا تخطئ العين تصدع التحالف السعودي المصري الإماراتي، بل دور الإمارات كوكيل لأمريكا في المنطقة آخذ بالتلاشي والأفول.
ومصر السيسي رغم أنها تعيش الفشل والضعف في كل الأصعدة، إلا أنها تحاول أن تناور وتأخذ أدورًا أكبر. وليس بخاف على أي متابع، أن أي أدوار إقليمية لمصر ستكون على حساب الإمارات وتقزيم السعودية.
وأحد أهم ظلال القمة الثلاثية بين الكاظمي والسيسي وملك الأردن هو تقزيم السعودية، التي لا يمكن أن تغيب عن قمة كهذه! ناهيك عن الابتسامات بين السيسي وملك الأردن، في الوقت الذي تشوب فيه علاقة الأخير توترًا مع محمد بن سلمان واتهامًا له بتدبير انقلاب!
– سياسة بايدن في الإقليم ليست بعيدة عن سياسة أوباما، إن لم تكن استمرارًا لها، ترى هذه السياسة أن إيران هي الوكيل في المنطقة، وأن تركيا ينبغي تحجيمها وإضعافها، وهذا لا ينافي سماح أمريكا لتركيا ببعض التحركات مادامت تتقاطع مع المصالح الأمريكية.
ويمكن القول إن تركيا هي مرمى الصراع فعلاً، والمؤسف أن مصر لازالت تستخدم إلى اليوم لتكون الأداة القذرة في وجه تركيا، أما إيران فهي العدو التاريخي لتركيا، وأي نفوذ لإيران فهو على حساب السعودية وتركيا.
لكن إيران رغم ذلك تعيش مأزقًا، مأزق تمدد الأتراك في وسط آسيا وفي تفاهماتهم مع طالبان، ومأزق صعود طالبان. (وهذا ما سنفصل فيه في المقال القادم بإذن الله).