خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.

وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لاطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.

 

– السماح بـ”المساكنة” في السعودية:

كشفت وكالة الأنباء الإسبانية عن تطور صادم فيما يتعلق بالقوانين السارية في السعودية؛ تمثل بسماح السلطات بالمعاشرة دون زواج في المملكة، وتوجهها لتعديل القانون الذي يحظر ذلك.

ونقلت الوكالة عن محامين سعوديين قولهم إن سلطات المملكة لم تعد تتدخل في الحالة الزوجية للوافدين بالرغم من أن القانون يمنع المعاشرة دون زواج، وهي مستعدة لتعديل القانون الخاص بذلك.

وثارت تلك المسألة عقب انتقال نجم كرة القدم البرتغالي، كريستيانو رونالدو، إلى نادي النصر في السعودية، وسكنه مع حبيبته وأم أبنائه الخمسة، جورجينا رودريغيز، من دون عقد زواج في الدولة الخليجية التي تعتبر قوانينها أن المساكنة جرمًا يعاقب عليه القانون.

كذلك ما نقلته صحيفة “ماركا” الإسبانية، عن المحامين تأكيدهم أنه رغم حظر القوانين السعودية للمساكنة من دون عقد زواج، إلا أن السلطات بدأت تغض النظر ولا تلاحق أي شخص بما يتعلق بهذه الجريمة، وتطبق هذه القوانين عندما تكون هناك مشكلة أو جريمة مرتبطة بها فحسب.

وعلق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على تلك الأنباء بقوله: “صحيفة ديلي ميل البريطانية: السلطات #السعودية لم تعد تُقاضي الأشخاص الذين يعيشون بدون عقد زواج، والحكومة لم تعد تتدخل في الحالة الزوجية للوافدين. الكذّاب الأشر ابن سلمان يقول: نحكم بالقرآن والسنة! ابن سلمان سيُشرع الزنا في أطهر بقاع الارض!”.

بينما قال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “عدد من المحامين السعوديين يؤكدون لوكالة الأنباء الأسبانية أن السلطات في المملكة مستعدة لتعديل قانون منع المعاشرة دون زواج للوافدين، وأنها لم تعد تتدخل في شؤون الوافدين فيما يخص هذا الأمر!”.

في حين قال الناشط السعودي المعارض، عبد الحكيم الدخيل: “السلطات السعودية لم تعد تتدخل في الحالة الزوجية للوافدين بالرغم من ان القانون يمنع المعاشرة دون زواج، وهي مستعدة لتعديل القانون الخاص بذلك”.

وتابع “الدخيل” قائلاً: “أثار انتقال نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر في السعودية، إشكالية طرحتها وكالة الأنباء الإسبانية EFE، بشأن كيفية سكنه مع حبيبته وأم أبنائه الخمسة جورجينا رودريغيز من دون عقد زواج في الدولة الخليجية التي تعتبر قوانينها أن المساكنة جرما”.

من ناحيته، تساءل الناشط السعودي المعارض، عبد الله الغامدي قائلاً: “هل سيحترم ابن سعود نفسه والقانون الوضعي الذي وضعه ويطبق قانون العلاقات الجنسية غير شرعية والخلوة على رونالدو وعشيقته كما ينص نظام العقوبات؛ ولا القانون فقط يطبق على ناس وناس لا. ابن سعود هدم الدين والقيم؛ والآن الشاب والفتاة يختلون أو يمارسون الزنا وحجتهم ومثلهم الأعلى رونالدو”.

وقال حساب “مفتاح” الشهير عبر “تويتر”: “السلطات السعودية بدأت مؤخراً في غض الطرف وعدم مقاضاة الأشخاص الذين يعيشون بدون عقد زواج، على الرغم من أن قوانين المملكة لا تزال تحظر ذلك، كما أن الحكومة لم تعد تتدخل في الحالة الزوجية للوافدين”.

 

– استقبال شاتم رسول الله:

في واقعة جديدة أثارت غضب المغردين على مواقع التواصل، استقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، والمثير للجدل محمد العيسى، الداعيةَ الإيراني المثير للجدل أيضاً محمد توحيدي، على الرغم من تطاوله على أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في وقت سابق.

وبحسب ما نشره الحساب الرسمي لرابطة العالم الإسلامي على موقع التدوين المصغر “تويتر”، فقد استقبل أمينها العام “توحيدي” برفقة المرجع الشيعي فاضل البديري، في مقر الرابطة في مكة المكرمة.

وتداول الناشطون أيضاً صورة أخرى توثّق اللقاء واحتفاء “العيسي” به، على الرغم من تطاوله على أم المؤمين السيدة عائشة، في وقت سابق.

ونشر محمد توحيدي صورة له من داخل الحرم المكي في أثناء أدائه العمرة، معلّقاً عليها بالقول: “أشكر المملكة العربية السعودية على تسهيل زيارتنا إلى مكة المكرمة. أشكر جلالة الملك وولي العهد والسفارة السعودية ورابطة العالم الإسلامي”.

وأضاف قائلاً: “لقد مرت 16 عامًا منذ أن حججت إلى بيت الله تعالى . شكرا لكم على لطفكم وكرم ضيافتكم”.

وجاء الاحتفاء بـ محمد توحيدي من قبل محمد العيسى، على الرغم من تطاوله السابق على السيدة عائشة رضي الله عنها، ووصفه له بأوصاف مخلّة وخارجة.

وجاء تهجّم “توحيدي” على أم المؤمنين عائشة في ردّه على أحد المغردين قائلاً: “ابنتي ليست كزوجة نبيكم، تقضي لياليها مع رجال مختلفين، مثل USB في كل كمبيوتر”.

كما سبق وأن وصف نفسه قائلاً: “انا مسلم دمي نصراني، وقلبي يهودي، ينبض بالهندوسية وعقلي بوذي يعطني رؤية سيخية اتنفس البهائية، وعندما أنام أكون ملحدا وعندما استقيظ أكون انسانا”.

ويتبنى محمد التوحيدي -الذي نشأ وترعرع في أستراليا- مواقف اليمين المتطرف، إذ يرى أن المسلمين يشكّلون “تهديداً وجودياً” للحضارة الغربية، ودرج على توجيه انتقادات لاذعة للمذهب السني حتى أنه أصبح “بطلاً” في نظر اليمين المتطرف بالولايات المتحدة.

من ناحيته، قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “هذا إمام توحيدي الذي يطعن بعرض رسول الله (حاشاه) يُسمح له بأداء العُمرة، ويُمنع عنها علماء ودعاة ومفكرين؛ لأنهم يخالفون توجهات ابن سلمان!”.

وقال حساب “أخبار العالم الإسلامي” الشهير عبر “تويتر”: “المدعو “إمام توحيدي” الذي تطاول مرات على أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعلى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، يستقبل ويكرم ويلتقطون معه الصور التذكارية، وعلماء الأمة يهانون ويغيبون، إلى الله المشتكى، ولا ندري كيف سيذكر هؤلاء في التاريخ”.

كذلك أوضح حساب “نحو الحرية” أن “هذا الشخص ليس عادياً، يكفي أن تكتب اسمه في محرك البحث لتتعرف على الكوارث التي يقولها بحق النبي ﷺ وأمهات المؤمنين، اسمه “إمام توحيدي” وله الكثير من الفيدوهات التي يشيب لها الرأس!”.

وتابع الحساب بقوله: “محمد العيسى يستقبل المدعو “إمام توحيدي” المسيء للسيدة عائشة أم المؤمنين، والذي يقول أن الرسول ﷺ تزوج النساء ليحمي نفسه من القتل”.

وأشار المعارض السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي، إلى السبب وراء الاحتفاء السعودي الرسمي بتلك الزيارة المريبة، موضحًا بقوله: “إذا عُرف السبب بطل العجب؛ اهتمام ابن سلمان ومفتيه محمد العيسى بالملحد محمد التوحيدي هو أنه في اللجنة القانونية بمجلس الشيوخ في أستراليا، وهو عندهم آلة لهدم الإسلام وجاءوا به لكي يتكلم عن ضرورة إعادة تشكيل الإسلام. وهذا الذي جعل ابن سلمان يستضيفه ويدخله الحرم المكي”.

كما علف المعارض السعودي البارز، سعد الفقيه، على تلك الزيارة بقوله: “بتوجيه من ابن سلمان استضاف محمد العيسى أقذر وأسوأ من يمكن استضافته، الشيطان إمام توحيدي (شيعيًا متطرف إلى حد الاستفزاز، دينيا يتجرأ على القرآن نفسه، صهيونيا خاضع بشكل متكلف لإسرائيل، سياسيًا مع الحكومات الغربية ضد المسلمين في أوربا) لماذا اختاره ابن سلمان؟”.

وقال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “المدعو “التوحيدي” الذي استضافه العيسى وأكرمه.. يطعن بعرض النبي ﷺ ويسب أمنا عائشة! ما يحدث في بلاد الحرمين يسرّ أعداء الإسلام”.

وقال الناشط السعودي المعارض، عبد الحكيم الدخيل: “من عجائب السلطات السعودية أنها تحظر أي نوع من المناظرات في وقت تسمح للملحدين الحديث علنا في منابر في وقت تمنع الدعاة والملتزمين من أبداء الآراء العلنية بل وتعتقلهم بشكل تعسفي، ولماذا لا يوجد صوت سوى المدعو محمد العيسى في بلاد الحرمين”.

وأضاف الناشط عبد الله الغامدي: “ابن سعود يستقبل ويحتفي بشاتم وقاذف عرض الرسول ﷺ فأين العلماء وأين المشايخ وأين الشعب عن هذا الكفر؛ هل نزع ابن سعود الإسلام منكم أو هو الخوف والرعب منه؟”.

 

– تجسس السعودية على ويكبيديا:

ذكرت مصادر حقوقية سعودية أن سلطات المملكة اعتقلت المحرر في موسوعة “ويكيبيديا”، الصحفي زياد السفياني، وإصدار حكم بسجنه لمدة 8 سنوات.

وقال حساب “معتقلي الرأي” إن السبب وراء اعتقال “السفياني” اتهامه بتقديم معلومات اعتُبرت انتقادية بشأن اضطهاد النشطاء السياسيين في المملكة.

وأشار الحساب إلى أن بعد اعتقال الصحفي “السفياني” قامت المحكمة الجزائية المتخصصة بإصدار حكم ضده بالسجن مدة 8 سنوات.

و”السفياني” هو خريج كلية الطب عمل مع ويكيبيديا محررًا للمحتوى العربي منذ عام 2006، وتم ترقيته بعد ذلك في 2011 إلى دور مسؤول.

يُذكر أن السلطات السعودية كانت اعتقلت المحرر في “ويكيبيديا” الكاتب والمترجم والمبرمج، أسامة خالد، وأصدرت حكمًا ضده بالسجن مدة 37 عامًا.

والصحفي زياد السفياني، والمبرمج أسامة خالد، اللذين اعتقلا يعملان ضمن فريق الإشراف بموقع ويكيبيديا، وهما إداريان متطوعان يتمتعان بامتياز الوصول إلى أدوات ويكيبيديا الخاصة، بما في ذلك القدرة على تحرير الصفحات المحمية بالكامل.

يشار إلى أن اعتقال الصحفي “السفياني”، والمبرمج “خالد”، جاء بيوم واحد في سبتمبر 2020، وتم عرضهما على القضاء ليصدر ضدهما حكما أوليًا بسجن السفياني 8 سنوات وصاحبه 5 سنوات.

من جهتها، نفت موسوعة “ويكيبيديا” الإلكترونية التقارير التي اتهمت السلطات السعودية بـ”اختراق” فريق عملها في الشرق الأوسط.

وقالت مؤسسة “ويكيبيديا” التي تدير “ويكيبيديا”، ومقرها الولايات المتحدة، في بيان، بوقت متأخر من مساء الخميس، إن “هناك أخطاء جوهرية في البيان الوارد من داون/سمكس”.

وأوضحت أنه تحقيقها “لم يخلص إلى أن الحكومة السعودية اخترقت ويكيبيديا وأثرت على المستخدمين”.

لكنها أكدت أن بعض المحررين المتطوعين “الذين ربما كانوا سعوديين” كانوا من بين المشرفين الذين حظرتهم بسبب مخالفات.

كشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية السبب الحقيقي وراء اعتقال وسجن السلطات السعودية لمشرفي “ويكبيديا” السعوديين، أسامة خالد وزياد السفياني.

وقالت الصحيفة في تقرير لها إن السلطات السعودية حاولت إجبار المواطنين السعوديين أسامة خالد، وزياد السفياني؛ بالعمل لصالحها، لأنهما كانا يعملان كمشرفين رفيعي المستوى في موقع ويكيبيديا، ويتمتعان بامتياز تحرير الصفحات المحمية بالكامل.

وأوضحت “الجارديان” أنه عندما رفض أسامة خالد وزياد السفياني العمل كجواسيس لصالح نظام “ابن سلمان”؛ تم اعتقالهما وسجنهما منذ سبتمبر 2020، وحُكم بالسجن ضد أسامة خالد مدة 32 عامًا، بينما حُكم على زياد السفياني بالسجن 8 سنوات.

وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، تعلقًا على تلك الأنباء: “لم يمضي الكثير على محاكمة أحمد أبو عمو بتهمة التجسس.. نظام قائم على التجسس والقرصنة!”.

وأضاف “الشلهوب” في تغريدة منفصلة: “زعيم المافيا ابن سلمان، يقتـ ـل المواطنين ويقطّعـ ـهم، ويجنّد الجواسيس في المنصات العالمية على الانترنت، ويخترق هواتف المعارضين، ويعتقل من يكتب ولو كلمة في نقده!”.

وقال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “فضائح تجسس نظام ابن سلمان تتوالى تباعًا.. موسوعة ويكيبيديا توقف 16 محررًا سعوديًا بعد اكتشاف تجنيدهم للتجسس لنظام ابن سلمان! التجسس الذي يقوم به نظام ابن سلمان يعكس عقلية القمع والإجرام التي تحرّكه!”.

بينما قال حساب “مفتاح” الشهير عبر “تويتر”: “الحكومة السعودية انتهكت الآن منصة دولية موثوقة وذات مصداقية عالمية مثل ويكيبيديا، وحكمت بالسجن على محررين مستقلين عملوا في ويكيبيديا، بعد تجسسها على الموقع”.

وقال الناشط السعودي المعارض، عبد الحكيم الدخيل: “شركة ويكميديا المالكة لموسوعة ويكبيديا، أنهت بعد تحقيق داخلي خدمات جميع الاداريين والمحررين المتطوعين التابعين لها في #السعودية بسبب صلاتهم مع أطراف خارجية كانوا يعدلون المنصة بطريقة منسقة لتعزيز اهداف تلك الاطراف واعتقال اخرين من قبل السلطات بسبب التأثير على الرأي العام”.

وقال حساب “مجتهد فيديو” الشهير عبر “تويتر”: “فضائح ابن سلمان لا تتوقف.. ويكيبيديا توقف 16 محررًا سعوديًا بعد اكتشاف تجنيدهم للتجسس لابن سلمان”.

فيما قال الأمين العام لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض، عبد الله العودة: “الحكومة السعودية تشغّل عملاء داخل ويكبيديا لدعم طرح يؤيد النظرة الحكومية في موادّها.. وتعتقل كتّاب ومدراء سابقين في ويكيبيدا لا يتوافقون مع طرحها”.

فيما قال الناشط السعودي المعارض، ناصر القرني: “نظام ضيع حياة شاب يعمل في تويتر لأجل التجسس على معارضيه والآن يسرق أعمار شباب يعملون في ويكيبيديا لرفضهم المخاطرة والمشاركة في بطشه!”.