خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.
وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.
مؤتمر دولي لدعم د. “سلمان العودة”:
كشف الأكاديمي السعودي المعارض ونجل الداعية المعتقل “سلمان العودة”، عبد الله العودة، عن تصدر وسم #مؤتمر_سلمان_العوده، لتريند المملكة، فيظل الإقبال على متابعة فعاليات مؤتمر “مصلحون معاصرون”، الذي تبنى في دورته الأولى قصة صمود “العودة”، المعتقل في المملكة منذ سبتمبر 2017.
وقال نجل “العودة” في تغريدة عبر حسابه رصدها الموقع: الآن وسم #موتمر_سلمان_العوده، ترند في السعودية، وأكثر من وطن عربي.
واستمرت فعاليات المؤتمر على مدار يومين، 12 و13 فبراير/ شباط، وتأتي في إطار تسليط المؤتمر الضوء على “المصلحين المعاصرين ممن تعرضوا لمظالم نتيجة إسهاماتهم في المجالات الفكرية والسياسية والاجتماعية”.
وأعلن القائمون على المؤتمر تخصيص دورته الأولى، للداعية السعودي المعتقل منذ سنوات، سلمان العودة، دعمًا لصموده.
وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “ما يتعرض له الشيخ سلمان العودة في سجنه هو الإرهاب بعينه!”، وتابع في تغريدة أخرى: “محمد بن سلمان الذي يغازل بايدن بإطلاق سراح لجين الهذول وحملة الجنسية الأمريكية، هو ذاته الذي يقتل الشيخ سلمان العودة قتلًا بطيئًا”.
وأضاف “الشلهوب”: “الحملة المسعورة التي يقودها الذباب ضد الشيخ سلمان العودة تثبت شيئًا واحدًا؛ ابن سلمان مرتعب وخائف جدًا من هذا الرجل حتى وهو مقيّد بالسلاسل”
بينما أكدت الناشطة المعارضة، نورة الحربي أن “المسؤول الأول عن جريمة القتل البطيء للشيخ سلمان العودة دون شك؛ هو رأس هرم السلطة الحالي في المملكة”، في إشارة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
وحول النشاط الحقوقي لنجل “العودة”، قالت علياء الهذلول، شقيقة الناشطة “لجين الهذلول”: “ما شاء الله عبد الله العودة طاقة وأفكار، يارب افرج عن والده، وفرح قلبه برؤيته قريبًا”، مختتمة تغريدتها بقولها: “لا تقتلوا سلمان العودة”.
وقال الباحث بالشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “الشيخ سلمان العودة: إذا كنت في كل حالٍ معي فعن من سواك أنا في غنى. اللهم كن معه، اللهم فك أسره”.
وفي كلمتها بالمؤتمر، قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، مضاوي الرشيد: “كان الشيخ المعتقل خطيبًا وواعظًا جريئًا، وبرز لأنه كان يتمتع بشخصية كاريزمية بين أتباعه”.
في حين قال الحقوقي السعودي، علي الدبيسي: “مؤتمر سلمان العودة، حدث هام يبرز موقفًا دوليًا رافضًا لجنون الدكتاتور سلمان، وسفه ابنه المريض”، وتابع بقوله: “المؤتمر يُمَتن الحاجز بين سيفهم ورأس الشيخ العودة سلمه الله، إنقاذه من حكم الإعدام، لا يعني إغفال أنه يتعرض أصلاً لقتل بطيء”.
وذكرت الناشطة المعارضة بلندن، علياء أبوتايه الحويطي: “كلنا الشيخ سلمان العودة، رمز الوسطية، والوجه المشرق الذي يمثل الاسلام خير تمثيل، كتب أكثر من 67 كتابًا حيث يخلد فكره، هو حر وحي، راسخ علمه في وجدان كل حر قرأ له أو تأثر به، سجنه لن يزيدنا إلا حبًا به وإصرارًا على خروجه حرًا من زنازين الظلم في أسرع وقت”.
إهمال صحي متعمد بسجون المملكة ضد معتقلي الرأي:
كشفت مصادر حقوقية سعودية عن تعمد إداراتي سجني “أبها”، و”الطرفية” فرض سياسة الإهمال الصحي ضد المعتقلين والمعتقلات بهما، ما يهدد حياة من فيهما للخطر.
وقال حساب “معتقلي الرأي” في تغريدة رصدها الموقع: “تأكد لنا أن السلطات تفرض إهمالاً طبيًا متعمدًا في سجن أبها ضد المعتقلين”.
وأشار الحساب إلى أن هناك خطرا حقيقيا على حياة عدد من المعتقلين المسنين المصابين بأمراض مزمنة وخطيرة.
وفي تغريدة أخرى، قال “معتقلي الرأي”: “تأكد لنا تعمّد إدارة سجن الطرفية فرض سياسة الإهمال الصحي ضد السيدات المعتقلات؛ ما تسبب لبعضهنّ بأمراض خطيرة، منها أمراض الغدد وأمراض القلب”.
وتحت وسم #سجينات_الطرفية_في_خطر، قال الناشط السعودي المعارض، ماجد الأسمري: “مما بلغني: المعتقلات يعانين من مشاكل صحية، أمينة الراشد في معاناة مستمرة مع مرض القلب، وعدد منهن لديهن نقص حاد في الكالسيوم، ومرض الغدة الدرقية، كذلك تردي الرعاية الصحية بالسجن كغيره من سجون المباحث الأخرى”.
بينما قال حساب “سعوديات معتقلات” على تويتر: “جميع المعتقلات في سجن الطرفية يعانين من أمراض جلدية نظرًا لعدم وجود تهوية جيدة في الزنازين، فضلًا عن عدم السماح لهن للتعرض لأشعة الشمس بشكل كاف”.
في حين حمل حزب التجمع الوطني السلطة السعودية مسؤولية تردي أوضاع المعتقلين والمعتقلات في السجون، كما دعا للإفراج عنهم بدون قيود.
وقالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “أختكم المعتقلة أمينة الراشد تعاني من مرض القلب منذ عدة سنوات، وإدارة سجن الطرفية لا توفر لها الرعاية الصحية”.
وقال حساب “كشكول (سياسي)” الشهير على “تويتر”: “#سجينات_الطرفية_في_خطر، وكل الشعب والبلد في خطر تحت حكم النظام السعودي المجرم، صرنا كل يوم نصبح ونمسي على جريمة جديدة لنظام الاحتلال السعودي، وما عاد حتي النساء المسنات والأطفال في أمان من جرائم هذا النظام الهمجي المحتل”.
في حين قال الناشط أنس الغامدي: “ما في أكثر من كذا إهانة للشعب، نساء المسلمين تخطف وتضرب باسم القانون”.
اعتقال الداعية المسنّة “عائشة المهاجري” بمكة:
كشف حساب “معتقلي الرأي” عبر “تويتر”، عن اعتقال السلطات السعودية للداعية السعودية المعروفة بمكة المكرمة، عائشة المهاجري، وسيدتين أخريين إحداهن تبلغ من العمر (80 عامًا)!
وقال الحساب في تغريدة رصدها الموقع: “تأكد لنا خبر اعتقال الداعية المعروفة عائشة المهاجري (65 عامًا)”.
وأشار الحساب إلى مداهمة نحو 20 عنصرًا من المباحث لمنزل “المهاجري” في مكة، لافتًا إلى أنها حاليًا في سجن “ذهبان”.
وأرجع “معتقلي الرأي” السبب وراء اعتقال “المهاجري”، إلى نشاطها الدعوي، وتحفيظ القرآن في منزلها.
ولفت الحساب إلى أن أبناء الداعية “المهاجري”، تعرضوا أيضًا للتهديد بالاعتقال؛ حين ذهبوا للسؤال عنها بعد اعتقالها، وقد قيل لهم حرفيًا: “كل من يسأل عنها سوف يُعتقل معها”.
وأضاف الحساب في تغريدة أخرى: “كما تأكد لنا اعتقال سيدتين مع عائشة المهاجري، وذلك في نفس يوم مداهمة منزلها، وتبيّن أن إحدى السيدتين عمرها (80 عامًا)، في حين تحفظت عائلة السيدة الأخرى عن نشر أية معلومات تتعلق بها”.
والشيخة عائشة المهاجري، هي معلمة متقاعدة في منتصف الستينات من العمر، ومعروفة في مكة المكرمة منذ سنوات طويلة بسمعتها الطيبة، ودروسها الدعوية القيّمة.
وقال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “هل تعرفون لماذا قام ابن سلمان باعتقال الداعية عائشة المهاجري؟ لأنها تقوم بتدريس القرآن في بيتها في مكة “، متابعًا بقوله: “ذكرني ذلك بإحدى التهم الموجهة إلى الشيخ سلمان العودة، وهي إنشاءه منظّمة النصرة في الكويت للدفاع عن الرسول ﷺ”.
في حين قال حساب “سعوديات معتقلات” عبر “تويتر”: “الداعية عائشة المهاجري خلف القضبان على خلفية جهودها الخلصة في تربية البنات على حب القرآن الكريم، وتدريسه إياهن في مكة حيث نزلت أولى الآيات الكريمات”.
وعلقت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي، على أنباء اعتقال “المهاجري”، بقولها: “اعتقال السيدة المسنة عائشة المهاجري، جريمة جديدة من جرائم السلطة السعودية القمعية”.
وحول الأنباء التي أفادت اقتحام 20 عنصر من الأمن بيت الداعية “المهاجري” للقبض عليها، قالت “الماضي”: “20 عنصر على امرأة مسنة! لا خوف من الله، ولا خجل من الناس”.
وقال الناشط السعودي البارز، سعيد بن ناصر الغامدي: “تحفيظ القرآن في البيت تهمة قديمة جديدة من أيام أبي لهب، وأبي جهل، وستالين، وابن علي، وحكومة الصين. أما تعليم الرقص والغناء، ولف سجائر الحشيش، واجتماعات الجنس الثالث، فهذه مزايا في هذا العهد الأنيومي”.
في حين قالت الناشطة السعودية المعارضة بلندن، علياء أبوتايه الحويطي: “لازال مستمرًا في اختطاف المواطنين من كل طيف، بدون أي تهم واضحة ولا شفافية، لا حفظة كتاب الله، ولا الدعاة والمشايخ والمثقفين، ولا الحقوقيين وأصحاب الأرض، ولا الليبراليين. كلُ أسير في معتقل ابن سلمان، رسالة واضحة كونوا قطيعًا واحدًا تحت حكم مستبد أو التنكيل”.
إنشاء رابطة لليهود بدول الخليج :
حذر خبراء بالشأن الخليجي من خطورة إعلان الكيان الصهيوني تدشين رابطة للجالية اليهودية بالدول الخليجية، ومنها السعودية.
تأسيس الرابطة اليهودية أعلنته وسائل إعلام عبرية، وأكده حساب “إسرائيل بالعربية” على تويتر، الذي تديره وزارة الخارجية الصهيونية، موضحًا أن الرابطة “ستضم يهودًا من الإمارات والبحرين وعمان والسعودية وقطر والكويت”.
الرابطة زعمت أنها “ستتولى أمور وشؤون الجاليات اليهودية في البلدان الخليجية الست فيما يخص النواحي الدينية والعقائدية والطقوس والمناسبات الاجتماعية والدينية وأيضا الأمور التي لها علاقة بالتربية والتثقيف اليهودي لا سيما لدى الأطفال”.
ويتولى أمور الرابطة الحاخام، إيلي عبادي، الذي تعود أصول أسرته إلى مدينة حلب السورية، وولد في بيروت، وغادرها مع عائلته في بدايات الحرب الأهلية اللبنانية.
وتتكون الرابطة من 7 أعضاء يتوزعون على الدول الخليجية الست، ويترأسها إبراهيم داوود نونو، وهو بحريني من أصل عراقي وصلت عائلته إلى البحرين منذ عقود، وهو رئيس الجالية اليهودية في البحرين التي يبلغ عدد أفرادها 50 شخصًا.
وأكد الخبراء ارتباط تلك الخطوة الصهيونية بأطماع في إقامة “دولتهم المنتظرة”، بحسب التفسير اليهودي لكتابهم المقدس، بين نهري النيل والفرات، التي تضم أراضي فلسطين ولبنان وسوريا والأردن والعراق، والكويت والسعودية والإمارات وعمان واليمن ومعظم تركيا والأرض الواقعة شرق نهر النيل.
وقال الباحث في شؤون الخليج، فهد الغفيلي، إن الكيان الصهيوني “يريد اختراق المجتمعات الخليجية، ويساعده في ذلك للأسف الحكومة السعودية والإماراتية”، موضحًا أن المملكة “عملت على تحسين صورة إسرائيل عن طريق اللجان الإلكترونية والإعلام، ورفض الحديث عن دور الإمارات القذر”.
واعتبر “الغفيلي” إنشاء “رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية” خطوة أُخرى في هذا الاتجاه.
ورأى الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، أن أخطر شيء حصل بعد تطبيع الإمارات والبحرين هو إنشاء “رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية” هذه الرابطة ستعمل عمل “اللوبي” وستكون نواة لتدخل صهيوني أكبر في الحياة السياسية والاقتصادية والقضائية والثقافية والتعليمية الخليجية.
وأضاف أنها ستكون “دولة داخل الدولة” ستدير شؤون اليهود بمعزل تام عن الدول التي يوجدون فيها، مشيرا إلى أن الأهداف التي ذكرها موقع الرابطة هي للتغطية على الهدف الرئيس “تشكيل لوبي إسرائيلي” داخل الخليج العربي.
وقال الشلهوب في تغريدة أخرى: “لا يوجد أقلية يهودية في الخليج، لذلك فإن الهدف من إنشاء “رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية” ليس إدارة شؤون اليهود كما يقولون، الهدف أكبر من ذلك بكثير، يريدون خلق ذرائع ومبررات لتنفيذ ما يخططون له مستقبلًا”.
من جانبه قال حساب “نحو الحرية” السعودي المعارض في تغريدة له: “هاج المطبلون والوطنجية وماجوا من أجل خريطة نشرتها وكالة أمريكية تدعي أنها لأطماع تركيا المستقبلية، شق “منذر آل الشيخ” جيبه ولطم خديه من أجل هذا الخبر. لكنهم عموا وصموا آذانهم عن خبر تشكيل “رابطة الجالية اليهودية” في الخليج، التي ستهد بيوت الخليجيين على ساكنيها مستقبلاً”.