خاص: رغم العنف الذي تواجهه المعارضة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها من قبل النظام الغاشم، والذي استعرت مواجهته بعد اعتلاء “محمد بن سلمان” لمقعد ولاية العهد، إلا أنه لا يزال للحق صوت، يستحق أن يُبرز أمام سيل التزييف والاتهامات الملفقة التي يتقن النظام السعودي لصقها بكل من يعارضه.
وسنحاول في هذه الزاوية استعراض أهم وأبرز الأنشطة المناهضة لاستبداد النظام السعودي، والقضايا التي يتبناها النشطاء والأكاديميون والمثقفون السعوديون في مختلف دول العالم، في محاولة لإطلاع القارئ على جهودهم في التصدي لمشروع “ابن سلمان” السلطوي الاستبدادي.
– حملة ضد ضريبة القيمة المضافة:
دشن ناشطون سعوديون عبر موقع التدوين المصغر “تويتر” حملة إلكترونية ضد ضريبة القيمة المضافة والضرائب الأخرى التي تفرضها الحكومة السعودية على المواطنين بالمملكة.
وتحت وسم #هلكتنا_الضرايب، طالب الناشطون بالتزامن مع الذكرى الرابعة لتطبيق ضريبة القيمة المضافة، الحكومة السعودية لإلغاء تلك الضريبة وغيرها من الضرائب التي أرهقت كاهل المواطن السعودي.
وعلق حساب “الديوان” الشهير عبر “تويتر” على الحملة بقوله: “#هلكتنا_الضرايب، والحكومة بقيادة ابن سلمان لا إحساس ولا حياء؛ ففي وقت الضرائب وملاحقة التجار بأثر رجعي، لم يجن المواطن إلا مزيدًا من المحق وارتفاع الأسعار وحرق أموال الوطن لتلميع المستبد خارجيًا واغتساله بتبديد أموالنا لفعاليات الترف، لا يحق لمواطن أن يسأل أين ذهبت الضرائب وإلى متى؟”.
بينما قالت الناشطة النسوية السعودية، شعاع الزهراني: “احنا كنساء نحارب على جبهتين؛ جبهة انتزاع حقوقنا المسلوبة والتمثيل السياسي والشعبي، وجبهة محاربة الأوضاع الاقتصادية التي تفرض علينا أضعافًا كوننا نساء”.
تابعت “شعاع” في تغريدة أخرى قائلة: “دائمًا عند الحديث عن الوضع الاقتصادي نتذكر الضريبة الوردية وفرق السعر لنفس المنتجات والخدمات بحسب الجنس، وأفضل مثال على ذلك رسوم مدارس تعليم القيادة للنساء في السعودية مقارنة بمثيلاتها من مدارس تعليم القيادة للرجال؛ يعني زيادة على أننا حرمنا من حقنا ندفع ثمن أعلى”.
وشاركت الناشطة السعودية المعارضة المقيمة بلندن، علياء الحويطي، بقولها: “سلطة ابن سلمان تعطيك منزل بقروض ميسرة عند الاستلام، ولا تُبقي شيئًا من الراتب عند التسديد!”.
بينما قال المحام والحقوقي السعودي البارز، يحي عسيري: “أهلكت شعبنا الضرائب وأهلكه الاستبداد! هذا المستبد يدمر كل شيء، يسرق كل شيء، يقمع الشعب ويصمته ولا يسمح له بالمشاركة ولا بالمراقبة ولا حتى بإبداء الرأي أو الاعتراض على الفساد، وفوق هذا يفرض ضرائب!”.
وقالت الأكاديمية السعودية المعارضة والمتحدثة باسم حزب التجمع الوطني المعارض، مضاوي الرشيد، إن “السلطة أهلكت الشعب بالضرائب، ولا تفكر أبدًا بأصحاب الدخل المحدود”.
في حين نشر حساب “صوت الناس” التابع لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض، فيديو يظهر فيه تدهور القدرة الشرائية، ارتفاع متزايد للأسعار، ضرائب جديدة كل يوم، وتزايد للفقر، وتغير أسعار المنتجات من 2015 إلى 2020.
بينما قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حنان العتيبي، عن ولي العهد السعودي: “ينفق المليارات في المواسم والشعب يسدد فواتيرها بفرض المزيد من الضرائب؛ والنتيجة هي الفقر المستشري”.
بينما قالت المغردة السعودية، نيبال علي: “خمس سنين والحكومة تأخذ ١٥٪ من كل مواطن، وعلى أي سلعة يشتريها”، وتساءلت “نيبال” بقولها: “فين بتصرف الفلوس؟! على حرب اليمن ولا على هيئة الترفيه؟”.
وشارك حساب “كشكول” الشهير عبر “تويتر” في الحملة بقوله: “#هلكتنا_الضرايب، طيب والحل؟ إذا محمد بن سلمان عرف إن الضرايب أهلكتكم، راح يحن عليكم ويلغى الضرايب مثلًا؟”، متابعًا بقوله: “كل مشاكلكم سببها سكوتكم علي آل سعود، وحلها إنكم تقتنعوا أن ضريبة الذل أفدح من ضريبة الكرامة، وتنفضوا غبار الذل وتتحركوا لانتزاع حقوقكم”.
وقالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “أهلكتنا السلطة المستبدة الناهبة لخيرات الوطن القامعة للشعب لذلك #الشعب_يريد_إسقاط_النظام_السعودي ،#هلكتنا_الضرايب”.
فيما قالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “في عهد ابن سلمان، #هلكتنا_الضرايب، والأسعار في تضاعف والمواطن في مصيبة”.
– “ابن سلمان” يتوسل لـ“أردوغان” بخصوص “خاشقجي”:
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يريد التوصل إلى عهد من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال لقائهم المزمع الشهر المقبل.
وأوضحت الصحيفة أن “ابن سلمان” يريد من “أردوغان” عدم إثارة قضية اغتيال جمال خاشقجي مرة أخرى، وتوجيه وسائل الإعلام التركية بالتوقف عن الحديث عن القضية.
ورغم ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن “أردوغان” سيلتقي “ابن سلمان” بملفات تتعلق بالمال أكثر من السياسة، إذ يمكن أن تساعد المحادثات مع الرياض في إنهاء مقاطعة سعودية للبضائع التركية، استمرت لنحو عامين.
من جانبه، قال الأمين العام لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض، عبد الله العودة، تعليقًا على ذلك المطلب، بقوله: “محمد بن سلمان كان لديه طلب واحد فقط من أردوغان، طلب لا يتعلق بتسليح ولا اقتصاد ولا أمن قومي ولا حماية شعبنا”، متابعًا: “طلب واحد فقط: ألا يتم ذكر اسم خاشقجي في تركيا”.
وتابع “العودة”: “لكن نحن نقول: ستضطر السفارة السعودية في واشنطن أن تتحدث عنه كل ساعة؛ لأنها تقع على شارع جمال خاشقجي في واشنطن العاصمة”.
في حين قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “عندما قام الحجاج بقتل سعيد بن جبير كان إذا ينام يراه بالمنام، فيستيقظ صارخًا، مالي ولسعيد بن جبير، وأنا متأكد أن ابن سلمان الآن يقول مالي ولخاشقجي”.
فيما قالت الأكاديمية السعودية المعارضة، حصة الماضي: “إن توقف أردوغان وإعلامه عن ذكر موضوع اغتيال جمال خاشقجي، فلن يتوقف الأحرار؛ وسيظل دم جمال رحمه الله يلاحق محمد بن سلمان وسعود القحطاني وبقية فريق الإجرام”.
وعلق المغرد السعودي، عبد الله علي حسين، على الأنباء تلك بقوله: “ابن سلمان أدان نفسه، بطلبه من أردوغان عدم التكلم في قضية مقتل خاشقجي عند زيارته للمملكة!”.
وقال حساب “نحو الحرية” الشهير عبر “تويتر”: “محمد بن سلمان سيطلب من الرئيس التركي أردوغان بالتوقف عن إثارة قضية قتله للصحفي جمال خاشقجي، خاشقجي يرعب ابن سلمان حياً وميتاً”.
فيما قال موقع “الرأي الآخر” تعليقًا على الأنباء: “أيما كانت دوافع أردوغان لزيارة السعودية، وسواء كان هو من طلب الزيارة أم دعاه محمد بن سلمان عبر وسيط دبلوماسي، فإن المعارضة السعودية لم تعول يوماً على مواقف تركيا بشأن واقعة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي”.
بينما قال الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي: “ابن سلمان أدان نفسه، بطلبه من أردوغان عدم التكلم في قضية مقتل خاشقجي عند زيارته للمملكة! إذا كان ابن سلمان يعلم أنه بريء من الجريمة فلماذا يخشى طرح الموضوع؟”.
– “السديس” وحفلات الترفيه بالمملكة:
تداول ناشطون بمواقع التواصل مقطعا مصورًا أثار جدلاً واسعًا، يزعم فيه عبد الرحمن السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، عدم وجود احتفالات مخالفة للشرع في السعودية.
ووفق المقطع المتداول على نطاق واسع، قال السديس ما نصه: ”ومن فضل الله عز وجل على هذه البلاد المباركة، أنه ليس فيها من معالم البدع والمخالفات وهذه الاحتفالات المخالفة للقرآن والسنة.”
وتسببت تصريحات السديس تلك بموجة غضب واسعة بين النشطاء، الذين ردوا عليه بأجزاء مصورة من حفلات هيئة الترفيه المليئة بالرقص والغناء والمشاهد الخادشة.
ويشار إلى أنه مؤخرا ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية بمقاطع جديدة مثيرة من فاعليات موسم الرياض. تسببت في موجة غضب واسعة بين السعوديين بسبب مشاهد التعري والرقص والغناء في البلاد المحافظة طيلة العقود الماضية.
من ناحيتها، قالت الناشطة السعودية المعارضة، نورة الحربي: “السديس على منبر الرسول ﷺ يبيح ما يجري في هيئة الترفيه من المعاصي والاختلاط والانحلال الأخلاقي”.
فيما قال حساب “علماء السلطان” الشهير عبر “تويتر”: “السديس، صمت دهراً ونطق زوراً! يقول إن بلاد الحرمين لا يوجد فيها احتفالات مخالفة للقرآن والسنة، بينما هيئة الترفيه لم تترك باباً من المخالفات الشرعية إلا دخلته!”.
وعلق الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، على تلك التصريحات بقوله: “السديس يقول: “بلاد الحرمين لا يوجد فيها احتفالات مخالفة للقرآن والسنة”، هؤلاء فقدوا الحياء نهائيًا ولم يعدوا يخجلوا من الكذب”.
وقال حساب “نحو الحرية” الشهير عبر “تويتر”: “مطبل السلطة السديس: بلاد الحرمين لا يوجد فيها احتفالات مخالفة للقرآن والسنة”.
وتابع الحساب بقوله: “صوت السديس، وبكاء المغامسي، ومحاضرات وسيم يوسف، أخطر على الإسلام من الإلحاد”.
وعلقت مجلة “ميم” على التصريحات بقولها: “السديس: الحمد لله لا وجود لمظاهر البدع والحفلات المخالفة للقرآن والسنة في هذه البلاد.. ومتفاعلون يردون: ماذا عن مشاهد التحرش والرقص واستهلاك المخدرات التي تناقلها العالم من موسم الرياض؟ هل هي من القرآن والسنة؟”.
وقال الأكاديمي السعودي المعارض، الدكتور محمد الدوسري: “السديس صمت دهراً ونطق زوراً! يقول إن بلاد الحرمين لا يوجد فيها احتفالات مخالفة للقرآن والسنة بينما #هيئة_الترفيه لم تترك باباً من المخالفات الشرعية إلا دخلته”.
وقال حساب “صرخة الشعب” الشهير عبر “تويتر”: “السديس: احتفالات راس السنة مخالفة للقرآن والسنة ولا توجد في بلادنا.. يبدوا أنه لا يعلم شيئا عن #موسم_الرياض ولا ميدل بست ولا #ليلة_تريو_الرياض”.
وقال حساب “الصندوق الأسود” على “تويتر”: “لعنة الله عليه ما رأينا حجم النفاق من العلماء الطواغيت أكثر مما رأيناه من هذا السديس”.
وقال مغرد سعودي: “السديس باع نفسه لابن سلمان وبن سلمان باع نفسه لابن زايد وابن زايد باع نفسه للصهاينة هي حلقة تؤدي بعضها لبعض. هم أولياء الشياطين بعضهم من بعض”.