هيئة التحرير
خاص: نعيش اليوم فصلاً جديدًا في الصراع العالمي، الذي قطباه أمريكا والصين، وغالب ما تفعله أمريكا اليوم هو من أجل التفرغ لسباقها مع التنين الصيني.
فأمريكا على سبيل المثال:
تريد الحل في أفغانستان من أجل التفرغ للصين، وهذا الحل يتمثل بالانسحاب الآمن؛ لأن أي مواجهة لها مع الصين سيجعل قواتها وقواعدها العسكرية في أفغانستان تحت لظى النيران الصينية. ولن يكون هذا الانسحاب آمنًا إلا بوجود حكومة قوية راسخة ليست حليفة لروسيا ولا الصين، وهذا لا ينطبق إلا على طالبان.
كما تريد أمريكا تحجيم النفوذ الإيراني الذي تمرد على الخطوط الحمراء، وتحجيمه بمنظور إدارة بايدن يكون باحتوائه وتأطيره وإعادته إلى لعبة المفاوضات وسياسة العصا والجزرة مرة أخرى.
ويظهر كذلك رغبة الإدارة الأمريكية بكبح جماح تركيا ونفوذها الصاعد في العالم الإسلامي؛ لأن هذه القوة مع حلفائها أحد المرجحات في هذا الصراع العالمي، وتخشى أمريكا ألا تصب هذه القوة في خزان مصالحها.
أمريكا اليوم ليست أمريكا الماضي، نعم هي لاتزال القوة العظمى، لكن خياراتها اليوم ليست كالأمس، ولذا نجدها اليوم مثلاً تقاربت أكثر مع اليابان وإن أغضبت كوريا، وتقاربت أكثر وأكثر مع الهند وإن خسرت باكستان، فالهاجس الأمريكي الأول هو التنين الصيني.
لكن الأمر الأهم في هذا السياق، هو أن الإدارة الأمريكية باتت ترى أن السياسات التي سمحت بها في الشرق الأوسط خلال السنوات السبع الماضية لم تحقق إلا الفشل، وضمور المصالح الأمريكية في المنطقة!
فالدول الوظيفية الرئيسة في المنطقة وصلت إلى طريق مسدود وأضحت غير قادرة على خدمة المصالح الأمريكية! بل أضرت بها!
فمصر مع السيسي أشبه بالجسم المعاق، وغارقة في مشاكلها الداخلية والخارجية، والسعودية مع محمد بن سلمان كذلك، وهذا يقتضي من أمريكا تعديل سياستها في المنطقة، فلا يمكن للعقل الأمريكي الانتهازي أن يسير في نفس الطريق الخاطئ. ولكن تعديل السياسات يستلزم تغيير الأشخاص!
فهل نرى وجهًا جديدًا في مصر وآخر في السعودية؟!