زيارة الرئيس الصيني “شي جين بينغ” إلى السعودية، تحمل في طياتها أخبارا غير سارة لروسيا.. هكذا خلص تقرير لموقع “كوارتز” الأمريكي، في معرض تعليقه على الزيارة التي شهدت التوقيع على عدد من الاتفاقات بين بكين والرياض.
وأضاف الموقع المعني بالأخبار والتقارير الاقتصادية، أن مخرجات زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية، توضح أن بكين ترى النفط الروسي زهيد الثمن فرصة مناسبة، لكن النفط السعودي رهان أكثر أمانا على المدى الطويل.
وأشار إلى أن “الأمر سيثير قلق المنتجين الروس، الذين من غير المرجح أن يستعيدوا سوقهم الأوروبية في أي وقت قريب”.
ولفت التقرير إلى أن روسيا ودول منظمة “أوبك” تتنافس على السوق الصينية، حيث أصبحت الآن السوق الأوروبية مغلقة أمام روسيا بعد غزوها أوكرانيا، مما يجعل الصين أكبر زبون لنفط روسيا.
ووفق “كوارتز”، فإن “النفط يمثل جوهر العلاقات الصينية السعودية، وعلى الرغم من عدم الكشف عن أي اتفاقات نفطية محددة بين البلدين، لكن الواضح أن زيارة “شي” للرياض كانت فرصة للبلدين لتوطيد علاقاتها التجارية الطويلة في مجال الطاقة”.
ونوه بأن السعودية هي أكبر مورد نفط للصين، حيث ستوردت بكين خام سعودي بقيمة 43.9 مليار دولار في عام 2021.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” إلى السعودية في يونيو/حزيران الماضي، والتي استهدفت دفع “أوبك” لزيادة إنتاجها النفطي، انتهت باختيار المملكة الإبقاء على مستوى إنتاجها، ما عزز موقف روسيا.
وأوضح أنه في الوقت الذي تتزايد فيه العقوبات المفروضة على صادرات روسيا النفطية بسبب الحرب التي تخوضها في أوكرانيا، “صعب قرار السعودية على الدول الأخرى رفض النفط الروسي”.
وأشار الموقع إلى أن الصين تمكنت من انتزاع خصومات كبيرة من الموردين الروس، الذين ليس لديهم خيار سوى القبول، وإلا سيكون البديل هو قطع أحد أهم مصادر الدخل لروسيا.
ونقل الموقع عن “بادي رايان” مساعد مدير وحدة أمن الطاقة الأوروبية في المجلس الأطلسي (مركز بحثي مقره واشنطن)، قوله إن “الأمر في يد الصين في الوقت الحالي، لأن روسيا ليس لديها الكثير من الخيارات”، مضيفا ” الخصومات الروسية قد تسبب توترا لموسكو مع منظمة أوبك، إذا دفعت أسعار روسيا المخفضة بالسعوديين والإماراتيين إلى خارج السوق”.
وأكد “رايان” أنه على الرغم من استحواذ “أوبك” على بعض أعمال روسيا في أوروبا، إلا أن هذه السوق أصغر بكثير من الصين.