كشفت صحيفة “لوبينيون” الفرنسية، أن بناء مشروع مدينة “نيوم” المستقبلية وسط الصحراء السعودية، تأخر بسبب هروب المستثمرين والشركات المنفذة.
ويفترض أن يساهم المشروع في تنويع اقتصاد المملكة وتقليل اعتمادها على النفط قبل نفاد احتياطياتها من النفط الخام ويغير وجهها من خلال جذب استثمارات جديدة بمليارات الدولارات.
وقالت “لوبينيون” إن المنفذين لا يستطيعون تحمل الضغط المُمارس لتحقيق المشروع الطموح لولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”.
وأوضحت أن “المهندسين وجدوا صعوبات في الرد على طلب بن سلمان القاضي بحفر سفح الجبل بارتفاع 800 متر وما يعادل ارتفاع 30 طابقا من أجل إقامة سلسلة من الفنادق والمساكن. ومن بين مطالب ولي العهد السعودي الأخرى، مشروع بناء عشرات القصور، كل منها أكبر من ملعب لكرة القدم”.
وأضافت: “الفرق التي غادرت المشروع تتساءل ما إذا كان البعض مستعدا لشراء هذه المباني التي يمكن أن يصل سعر الواحدة منها إلى 400 مليون دولار، بحسب دراسة لخطط المشروع وللقاءات التي أجريت مع أشخاص شاركوا في تطوير نيوم”.
وبحسب الصحيفة، “تجاهل بن سلمان البدائل التي اقترحها مخططو المدينة الذين قدموا حلولاً أبسط لجعل نيوم مدينة خالية من التلوث، وطلب منهم التحلي بالجرأة.. وقال لهم: أريد أن أبني أهراماتي”، وفق ما نقلته عنها صحيفة “القدس العربي”.
ويشكك بعض موظفي “نيوم” وكذلك مسؤولين سعوديين في جدوى المشروع، بحسب “لوبينيون”، التي أوضحت أن صندوق الثروة السيادي ووزارة المالية السعودييْن استثمرا أكثر من مليار دولار في البنية التحتية الأولية والمخططات وعقود الاستشارات ورواتب الموظفين، وهو رأس المال الذي يقول بعض المسؤولين السعوديين إنه كان من الممكن استخدامه بشكل أفضل في أماكن أخرى.
ويقول مسؤولون آخرون حاليون وسابقون، إنهم غير مقتنعين بأن المستثمرين الأجانب سيشترون بعض مقترحات “نيوم”، كما أنهم يشكّون في قدرة المملكة على تحقيق أهداف المشروع، الذي يخطط لوضع مجموعة جديدة من القواعد في المدينة لجذب الأجانب المعتادين على القواعد الغربية، التي تسمح باستهلاك الكحول أو حرية تداول الرجال والنساء.
في المقابل، وصف متحدث باسم شركة “نيوم” المملوكة لصندوق الثروة السيادي السعودي، المشروع بأنه غير مسبوق، وقال إن شكله النهائي لم ينته بعد.
والمشروع، الذي يمتد على مساحة إجمالية تصل إلى 26 ألفا و500 كيلومتر مربع، ويمتد 460 كيلومتراً على ساحل البحر الأحمر، تأمل المملكة أن يحل محل وادي السيليكون في مجال التكنولوجيا، وهوليوود في مجال الترفيه، والريفيرا الفرنسية في مجال السياحة وتمضية العطلات.
ومن المنتظر أن يعمل مشروع نيوم الذي ستمتد أجزاء منه إلى الأردن ومصر في منطقة التقاء الدول الثلاث قرب البحر الأحمر، على جذب الاستثمارات الخاصة والاستثمارات والشراكات الحكومية.