رأت صحيفة “دير شتاندرد” النمساوية أن مصير ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يعتمد كلياً على ما إذا كان بإمكانه تحقيق توافق داخل عائلته الملكية.
وأوضحت الصحيفة أن السياسة التي ينتهجها بن سلمان تضعه في خطر؛ حيث تعتمد على الاحتكار المستمرّ للسلطة، وكسر العديد من أركان النظام السياسي التي كان يتقاسمها الكثير من عائلة آل سعود.
وأضافت: “بيد أنه قبل شهرين، عاد الأمير أحمد بن عبد العزيز من المنفى، وباعتباره ابن مؤسّس الدولة فلا يزال يتمتّع بنفوذ في العائلة الحاكمة”.
واستطردت الصحيفة: “عودة الأمير القوي في أعقاب الأزمة السياسية المستمرّة حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي هي بالتأكيد ليست مصادفة؛ بل كانت بضمانات دولية، وهذا يدلّ على أن أفراد العائلة المالكة أصبحوا متوتّرين بشكل متزايد ويتطلّعون بشكل حاسم إلى سياسات بن سلمان”.
كما أوضحت الصحيفة النمساوية أن وفاة الأمير طلال بن عبد العزيز، قبل بضعة أيام، تذكّر أيضاً بالمقاومة داخل العائلة الحاكمة التي كانت موجودة دائماً وتمثّل خطراً مستمرّاً.
وأردفت أنه لم يتم إلى الآن تحديد مصير “بن سلمان” من قِبل المجتمع الدولي، حتى إن التغريدات المتقطّعة من البيت الأبيض غير قادرة على تحديد مصيره.
وأوضحت الصحيفة أن الأوروبيين منقسمون بالتساوي فيما يخصّ موقفهم تجاه “بن سلمان”، في وقت تفيد فيه التقارير بأن التوقّف المعلن عن تسليم الأسلحة من قبل الحكومة الألمانية هو شكلي للغاية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي يحتاج الآن إلى توافق داخل العائلة المالكة، ونجاح سياسي واقتصادي سريع؛ ليتغلّب على عثرته، لا سيما بعد أن تم تأجيل الخصخصة الجزئية لشركة أرامكو السعودية حتى إشعار آخر.