ما تزال قصص العلاقة الشخصية والاقتصادية التي تجمع صهر الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، مع أركان الحكم بالعربية السعودية تثير الكثير من علامات الاستفهام.
هذا التضارب بين العلاقة الشخصية و”البزنس”، وبين كون كوشنر مستشارُا رسميُا لترامب بذات الوقت، دفع كثيرين للسؤال عن طبيعة العلاقة والفائدة التي يجنيها كوشنر وكذا الرياض من جراء التداخل بالعلاقة بين “السياسي” و الاستثماري الشخصي” بين الطرفين .
وفي هذا الصدد ذكرت مجلة “نيوزويك” أن مشاركة كوشنر، في مؤتمر مبادرة استثمار المستقبل بالرياض قد أثار قلق المراقبين الحكوميين بشأن أخلاقيات تعامله مع الحكومة السعودية وتضارب المصالح، فهو كمستشار للرئيس ترامب يملك وزوجته إيفانكا حصة مشروع تنفذه شركة تملك جزءا منها الحكومة السعودية.
والتقى عشرات رجال الأعمال والمسؤولين في مؤتمر “دافوس في الصحراء” الثلاثاء الماضي في محاولة سعودية لدعم جهود ترميم صورة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي تحدثت تقارير عن دور له في الجريمة التي وقعت في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 2018.
وقالت وكالة فرانس برس إن المؤتمر الذي سيعقد في الرياض ويستمر من الثلاثاء إلى الخميس ، يمنح المملكة مناسبة جديدة لطي صفحة جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي التي ألقت بظلالها على المنتدى السنوي العام الماضي.
ووصل كوشنر إلى السعودية يوم الثلاثاء وبعد عام من مقاطعة قادة الغرب بمن فيهم بعض المسؤولين في الولايات المتحدة عقب اغتيال الصحافي جمال خاشقجي.
ونشرت منظمة “مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق في واشنطن” بيانا على الإنترنت يوم الثلاثاء ذكرت فيه بما توصلت إليه العام الماضي وهو أن شريكا تجاريا لمنظمة ترامب في أندونيسيا وقعت عقدا مع شركة إنشاءات تملكها الحكومة السعودية لبناء منتجع يحمل اسم ترامب، وتم التوصل للاتفاق قبل مقتل خاشقجي بثلاثة أسابيع.
وظهر المشروع في سجلات كوشنر المالية التي كشف عنها إيفانكا ترامب، وهي مستشارة بارزة في البيت الأبيض ذكرته في أرصدتها حسب المنظمة.
وقال المتحدث باسمها جوردان ليبوفيتز “السؤال أصبح عن تأثر تعامله مع الحكومة السعودية، وهل سيقوم بعمل أمر يهدد مصالح عائلته المالية؟”.
وأضاف: “هذا يثير أسئلة خطيرة بشأن الأمن القومي، خاصة في ظل القلق المتعلق بالتصريح الأمني لكوشنر” واطلاعه على الملفات السرية للحكومة.
وأشار ليبوفيتز أن لقاءات كوشنر مع المسؤولين السعوديين ليست موثقة ولا توجد وثائق مكتوبة عما يجري فيها.
وفي السجل المالي الذي قدمه كوشنر عام 2018 إلى مكتب أخلاقيات الحكومة الأمريكي ظهر اسم السعودية في فقرة تتعلق بالهدايا وبدلات سفر.
وتكشف الهوامش عن ان الكيان التجاري يملك الملكية الفكرية والعلامة التجارية المسجلة في أكثر من دولتين بمن فيها السعودية. وتشير إلى ماركة المجوهرات المسجلة باسم إيفانكا مسجلة في الولايات المتحدة.
وفي القسم المخصص في السجل المالي لموارد الزوجة المالية من أرصدة ودخل وحسابات تقاعد تضم “دي تي ليدو غولف مانجر”، “ليدو هوتيل مانجر” و”دي تي ليدو تكنيكال سيرفس مانجر” ولا تذكر الوثائق شيئا عن نوع الدخل أو المبلغ بالتحديد. وليدو هو مشروع التطوير الإندونيسي الذي تعمل عليه الشركة المدعومة من السعودية.
وقال ريتشارد بينتر، المحامي في أخلاقيات الحكومة والذي عمل مع إدارة جورج دبليو بوش إن ظهور اسم السعودية في سجل كوشنر المالي يثير عددا من المحاذير، الأول بند المكافآت لو ظهر أن ترامب يحصل على موارد مالية من نشاطات منظمته التجارية.
الثاني انتهاك بند تضارب المصالح والذي لا ينطبق على الرئيس ولكن على كوشنر وزوجته. الثالث، مسؤول حكومي بارز يدير أعمالا مع حكومة ديكتاتورية”.
وقال إنه يشعر بالقلق أكثر من كشف كوشنر في سجله المالي “فالسجل المالي يخبرك عن المشاريع التجارية التي يديرها، والسؤال هو ماذا كان يفعل من أجل الحكومة الأمريكية وهو هناك؟” أي في السعودية.
وتحدث كوشنر في المؤتمر الذي يطلق عليه “دافوس الصحراء” عن العمل الذي يقوم به وكان إيجابيا في إمكانية إعادة انتخابه “ما نجده الآن هو الحماس للرئيس في الداخل وأنه أقوى مما كان عليه في السابق”.
وكان من أبرز ما تحدث به كوشنر بالمؤتمر، اعتباره أن “إسرائيل ليست مصدر كل معاناة الفلسطينيين”.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كوشنر قوله خلال مؤتمر دافوس الصحراء في الرياض قوله إن “إسرائيل ليست مصدر كل معاناة الفلسطينيين”، وذلك خلال جلسة حوارية في اليوم الأول من منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار”.
ومن وجهة نظر كوشنر “إذا أردت أن تستثمر في الضفة الغربية وغزة، فإن المسألة التي تمنعك هي الخوف من الإرهاب واحتمال أن يواجه استثمارك الخراب”.
وتابع بأن “حل النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل يفتح الطرق أمام تحقيق تقدم نحو جمع الناس معا”.