أعلن ولي العهد محمد بن سلمان انقلابا علنيا في الموقف السعودي من إسرائيل، بالتأكيد أنه لا ينظر إلى تل أبيب كعدو بل كحليف محتمل.
وقال محمد بن سلمان، إن المملكة تنظر إلى إسرائيل كـ “حليف محتمل” في العديد من المصالح المشتركة.
وجاءت تعليقات ولي العهد السعودي ردا على سؤال في مقابلة مع مجلة “أتلانتيك” الأميركية في أول حديث مع وسيلة إعلام أجنبية منذ عامين.
وردا على سؤال إن كانت السعودية ستحذو حذو بعض الدول العربية في مسألة إيجاد علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، قال الأمير محمد بن سلمان: “إننا نأمل أن تُحل المشكلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.”
وأضاف: “إننا لا ننظر إلى إسرائيل كعدو، بل ننظر لهم كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معًا.”
واستدرك ولي العهد السعودي بالقول: “لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك.”
وعن علاقات السعودية مع إيران، قال ولي العهد: “قمنا خلال أربعة أشهر بمناقشات، وسمعنا العديد من التصريحات من القادة الإيرانيين، التي كانت محل ترحيب لدينا في المملكة العربية السعودية، وسوف نستمر في تفاصيل هذه المناقشات، وآمل أن نصل إلى موقف يكون جيدًا لكلا البلدين، ويشكل مستقبلًا مشرقًا للسعودية وإيران.”
ولدى سؤال بن سلمان فيما إذا كان يفضل وجود اتفاق نووي أم لا، قال : “أعتقد أن أي بلد في العالم لديه قنابل نووية يُعد خطيرًا، سوءًا إيران أو أي دولة أخرى، لذا نحن لا نود أن نرى ذلك، وأيضًا نحن لا نرغب في رؤية اتفاق نووي ضعيف؛ لأنه سيؤدي في النهاية إلى ذات النتيجة.”
وبخصوص موقف الرئيس الأميركي جو بايدن من الأمير محمد بن سلمان بعد قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، قال ولي العهد: “إن هذا الأمر يعود إليه (بايدن)، ومتروك له للتفكير في مصالح أمريكا، فليفعل ذلك إذن.”
وعقبت مجلة The Atlantic على المقابلة مع بن سلمان بأن طلب ولي العهد الرئيسي من العالم وخاصة امريكا، هو الطلب المعتاد من المستبدين الذين يسيئون التصرف؛ وهو البقاء بعيداً عن سياساته الداخلية.
وأبرزت المجلة أنه “لم تكن مقالات الصحفي المغدور جمال خاشقجي لتوقف بن سلمان، لكن مقتله كان بمثابة تحذير بشأن شخصية الرجل الذي سيدير المملكة لنصف القرن المقبل، ومن المهم القلق بشأن العقلية المريضة لهذا الرجل”.
وعقبت المجلة “يبدو أن ابن سلمان كان لديه قائمة استهداف افتراضية جاهزة للتنفيذ، لاغتيال 1000 شخص، وهو فقط يؤكد أن مقتل خاشقجي كان خطأً فادحاً وغير احترافي”.
أذ صرح بن سلمان “إذا أردت أرسل فرقة للقتل، فسيختار هدفًا أكثر قيمة من خاشقجي، وقتلة أكثر كفاءة، ولن يكون خاشقجي حتى من بين أفضل 1000 شخص في القائمة”.
وأشارت المجلة إلى أن الأسئلة الصعبة تسببت في تحرك بن سلمان بسرعة، وكان صوته يهتز بتردد أعلى، وكل دقيقة أو دقيقتين كان لديه تشنج غريب في الحركة؛ إمالة رأسه سريعاً للخلف، ثم يتبعها بلع ريقه، إيماءة غريبة في شفاهه”.