تثير التسريبات الجديدة عن عمليات تعذيب قاسية ضد معتقلي الرأي في السعودية قلقا متزايدا على مصير السجناء بالمملكة لدى الأوساط الحقوقية الدولية وفي بعض العواصم الغربية، بينما لم تجف بعد دماء الصحفي جمال خاشقجي.
وقال عمر نجل محمد فهد القحطاني الفائز بجائزة نوبل البديلة وأحد سجناء الرأي في السعودية، إنه يخشى على حياة والده داخل السجن.
وأضاف عمر القحطاني في لقاء مع برنامج “بلا حدود” أن هذه الخشية ازدادت بعد حادثة اغتيال خاشقجي بطريقة مروعة داخل القنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكانت مؤسسة جائزة نوبل البديلة قد منحت أواخر سبتمبر/أيلول الماضي جوائزها الخاصة بالدفاع عن حقوق الإنسان لثلاثة حقوقيين سعوديين معتقلين هم محمد فهد القحطاني، وعبد الله الحامد، ووليد أبو الخير.
وفي مقابلة مع برنامج “بلا حدود” على شاشة الجزيرة، طالب المدير التنفيذي للمؤسسة أولي أكسكول السلطات السعودية بإطلاق سراح الناشطين الثلاثة.
وأضاف أكسكول أن المؤسسة لا تستطيع الذهاب إلى السعودية لتسليم الجائزة خوفا من تعرض طاقمها للخطر، معتبرا أن حملة العلاقات العامة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان انهارت سريعا عقب مقتل خاشقجي.
تعذيب فمحاولة انتحار
في هذا السياق أوردت هيومن رايتس ووتش تفاصيل جديدة عن تعذيب ناشطات سعوديات معتقلات منذ أشهر، لتؤكد بذلك تقريرا لمنظمة العفو الدولية (أمنستي).
وقالت هيومن رايتس عن مصادر مطلعة أن المحققين السعوديين عذّبوا ما لا يقل عن ثلاث ناشطات سعوديات، موضحة على موقعها الإلكتروني أن ذلك تم أثناء احتجازهن منذ بداية مايو/أيار 2018.
وأضافت أن معتقلة واحدة على الأقل حاولت الانتحار ثلاث مرات بسبب تعرضها للتعذيب والتحرش الجنسي في أحد سجون السعودية.
ودعت المنظمة السلطات السعودية إلى تقديم أدلة على سلامة المعتقلات داخل السجون، وطالبتها بالتحقيق بشكل موثوق في الادعاءات المقدمة عن سوء معاملة سجناء.
وكانت منظمة العفو الدولية أكدت في وقت سابق تعرض ناشطين سعوديين -بينهم نساء- لتحرش جنسي وتعذيب وغيره من أشكال إساءة المعاملة؛ أثناء استجوابهم في سجن “ذهبان” المركزي بمدينة جدة غربي البلاد.
وأوضحت “أمنستي” في تقرير أن الصعق بالكهرباء والجَلد من بين أساليب التعذيب هذه، وقالت إن هذه الممارسات تسببت في إعاقات جسدية لبعض المعتقلين.
وفي واشنطن، قال السيناتور الديمقراطي بوب ميننديز، إن التقاير الإعلامية عن تعذيب ناشطات في السعودية أمر مقلق.
من جهته، قال رئيس منظمة “قسط” لحقوق الإنسان الناشط السعودي يحيى عسيري لبرنامج “بلا حدود” إن أعداد المعتقلين في السعودية تضاعفت في عهد ولي العهد باعتراف محمد بن سلمان نفسه، وأضاف أن ما يُعلن من تلك الأعداد هو النزر اليسير.