انتقد المعارض السعودي محمد العمري، توجيه المدعو أنس الشهري الذي استدل الناشطون على أنه أحد الأذرع الأمنية السعودية، عبارات خادشة للحياء عن الناشطة النسوية أسماء السبيعي المعتقلة منذ أكثر من 3 أشهر بسجون المملكة.
وقال في حديثه إن النساء السعوديات مقموعات في ظل العهد السلماني، مشيراً إلى أن التحرش أصبح أمر صريح وسلوك دولة في ظل وجود الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله محمد، وبتوجيه من مستشار الملك سعود القحطاني، الذي يمثل هذه السياسة المتبعة.
ورأى العمري، أن رسالة الشهري، الذي أكد اغتصاب أسماء السبيعي، وتوعد المطالبين بالإفراج عنها بسحبهم على وجههم على الانفرادي، يثبت أن كل ما أعلنته الناشطة لجين الهذلول عن تعرضها للتحرش والانتهاكات خلال فترة اعتقالها صحيح ونهج للتعامل مع باقي المعتقلات.
وذكر بأن لجين الهذلول عندما خرجت واشتكت وطلبت التحقيق في قضية التحرش بها، رفض القاضي فتح تحقيق في ذلك، مما أعطى ضوء أخضر لدي ضباط التحقيق بالتحرش بالنساء والتعرض لهن وأصبح ذلك أسلوب متبع لدي الأجهزة الأمنية.
وأكد العمري، أن هذه التجاوزات بحق النساء المعتقلات السياسات أو حتى الجنائيات، والتحرش بهن من قبل أفراد قوى الأمن، سيرة ثابتة يشكو منها الجميع، وتعد تجاوزات متكررة، لافتاً إلى تعرض ذوي المعتقلين والمعتقلات أيضا أثناء زيارتهم لأبنائهم للامتهان والتحرش.
وأشار إلى تعرضهم للتفتيش الدقيق ولمس أعضائهم والتحرش بالنساء من قبل سجانات شداد غلاظ، واصفاً ما يحدث بأنه حط من كرامة الإنسان وإذلال لمنع النساء من الزيارة من جانب، وشن حرب نفسية على المعتقلين والمعتقلات وذويهم من جانب آخر.
واستنكر المعارض السعودي، أن التشهير والتفاخر بمثل هذه التصرفات أصبح موجود إلكترونياً ومن خلال الاتصالات الهاتفية، إذ يتم الاتصال على النساء المستهدفات بالاعتقال قبل اعتقالهن بأيام ويهددن لفظياً بالتحرش والتنكيل بهن وتعذيبهن واغتصابهن إذا لم يصمتن.
ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية تستخدم النساء أيضا للضغط على المعتقلين السياسيين، إذ يأتوا بنسائهن ويتحرشون بهن ويعذبهن أمام المعتقلين لانتزاع الاعترافات منهم، ومن ثم الزج بهم في المعتقلات، مستهجناً ضرب الأجهزة الأمنية بالدين والعادات والتقاليد عرض الحائط.
ودعا العمري، الأجهزة الإعلامية إلى تسلط الضوء على تجاوزت الأجهزة الأمنية بالمملكة وتوعية الأهالي بألا يتستروا على مثل هذه التجاوزات التي يعتبروها عاراً يمسهم مجتمعياً فيلتزمون الصمت على هذه التجاوزات.
وأشار إلى أن الدولة تتعمد استهداف القبائل القوية بالمملكة من خلال تجنيد بعض المشاهير المحسوبين على هذه القبائل للقيام بأفعال غير أخلاقية ثم تنشر الدولة هذا الفعل الفاضح لمحاربة هذه القبيلة من خلال نساءها.
وتهكم العمري، على رفع النظام السعودي لشعار تمكين المرأة، من خلال إشراكها في المسابقات الرياضية الدولية، مؤكداً أن ذلك كله موجه للإعلام الغربي لتحسين صورة المملكة في الدول الغربية فقط، والتغطية على الظلم الذي تتعرض له النساء بالمملكة.
وأكد أن بن سلمان يستخدم نهج استهداف النساء تعمداً لإذلال الناس، بعكس ما يشاع في الإعلام الغربي عن تعينهن سفراء وتصدرهن المشهد، خاصة أثناء مناقشة الملف الحقوقي بالمملكة في مجالس الأمم المتحدة.
حسابات حقوقية على تويتر كشفت في يوليو/تموز الماضي، اعتقال السلطات السعودية الناشطة الحقوقية أسماء السبيعي، معربين عن تخوفاتهم من مصيرها المجهول داخل السجون، في ظل ممارسة السلطة نهج القمع والاعتقال لكل المؤثرين في المجتمع.
أسماء برزت بدفاعها عن النساء المعنفات والعاطلين وفئة البدون في السعودية، وإنصاف المعتقلين جراء الأحكام القاسية بسب تغريدة، وكانت تؤكد على ضرورة علنية المحاكمات وإيقاف إرهاب الناس بالمحاكمات السرية وأحكامها القاسية.
وركزت المعتقلة السعودية ذات ال22 عاماً، اهتمامها على الوعي الاجتماعي وتثقيف الأسرة بالأنظمة لحماية الفئات الضعيفة في المجتمع من الظلم المخفي الذي يمارس في بعض البيوت، وابتعدت عن الشؤون السياسية، إلا أنها لم تسلم من سجون ابن سلمان.