مع عودة منافسات رابطة لاعبي الجولف المحترفين، بعد عطلة عيد الميلاد، وبدء منافسات سلسلة لايف جولف الجديدة، المدعومة سعوديًا، في 24 فبراير/شباط المقبل، قد يظن المتابع أن السلام قد حل على عالم محترفي الجولف، لكن ذلك في الواقع ليس صحيحا، إذ تبدو الحرب الأهلية في لعبة الجولف مهددة بالتفاقم”..
هكذا وصفت صحيفة “نيويورك بوست” تأثير البطولة الجديدة، المدعومة سعوديا، من الزاوية الحقوقية والقانونية، وأشارت، في تقرير ترجمه “الخليج الجديد”، إلى أن “لايف جولف” تسعى حاليا لتحديد ما إذا كانت رابطة لاعبي الجولف المحترفين مسؤولة عن تمويل الاحتجاجات المناهضة للسعودية، التي نظمتها مجموعات مثل “العدالة لضحايا 11 سبتمبر” و”اتحاد عائلات ضحايا 11 سبتمبر”.
وفي المقابل، تزعم رابطة لاعبي الجولف المحترفين أن “لايف جولف” كلفت شركة بجمع ملف عن تلك الاحتجاجات، واعتبرت ذلك أمر مقلق بشأن الأشخاص المشاركين في الاحتجاجات، على أقل تقدير، في ضوء سجل السعودية الحقوقي، خاصة بعد جريمة قتل الصحفي “جمال خاشقجي” داخل قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول عام 2018.
وفي الوقت ذاته، قام منظمو بطولة الماسترز للجولف بتوجيه الدعوات للمشاركة في مسابقة هذا العام إلى ما يصل إلى 16 لاعبًا مشاركا بـ “لايف جولف”، بما في ذلك 6 أبطال سابقين للماسترز، وذلك رغم وقفهم لأجل غير مسمى من رابطة لاعبي الجولف المحترفين للاشتراك في بطولة منافسة.
ولمعت “لايف جولف” في عالم الرياضة في عام 2021 ، حين جذبت مجموعة من اللاعبين المشهورين على وعد بأرباح لا يمكن تصورها، مقابل تركهم لبطولة رابطة لاعبي الجولف المحترفين، ومنهم المصنف الأول في العالم سابقا “جريج نورمان”.
والسلسلة مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، وهو صندوق ثروة سيادي بأصول تقارب 700 مليار دولار، ويرأسه ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”.
هذا الأسبوع، صرح لاعب الجولف المحترف “هاري هيغز” بأن “لايف جولف قدمت خدمة بطريقة ما لرابطة لاعبي الجولف المحترفين، لأنها استقطبت كل الأشرار”، لكنه اللاعب البالغ من العمر 31 عامًا أشار أيضًا إلى أن الرابطة تواجه مشكلة حقيقية، لأن “لايف جولف” أخذت “بعضًا من أفضل لاعبيها”.
وبينما تعمل الرابطة ومفوضها “جاي موناهان” للحفاظ على المكانة الأخلاقية العالية لبطولة دوري المحترفين، بدأت البطولة في فقد بريقها خاصة بعد خروج بعض أهم اللاعبين منها، مثل “داستن جونسون”، و”بروكس كوبكا”، و”بريسون ديشامبو”، و”باتريك ريد”.
وهنا تشير “نيوروك بوست” إلى أن رابطة لاعبي الجولف المحترفين تتمتع بالتأكيد ببعض المواهب الاستثنائية، مثل “جاستن توماس” و”جوردان سبيث” و”سكوتي شيفلر”، إلا أن بطولتها لم تعد تمثل أكثر منافسات الجولف الرياضية إقناعًا.
ويعزز تلك الحالة أن “تايجر وودز”، لاعب الجولف الوحيد الذي رفض عرضًا يقارب المليار دولار للانضمام إلى لايف جولف، سيظل غائبًا عن بطولة رابطة اللاعبين المحترفين بعد إصابات خطيرة في ساقه تعرض لها عام 2021.
وفي المقابل، تبدو “لايف جولف” بميزانية لا حدود لها، يمكنها شراء أي لاعب تريده، فقط من خلال التلويح بعرض كبير، فسيل الأموال كاف لإغراء لاعبين مثل “فيل ميكيلسون” للتوقيع مقابل 200 مليون دولار.
وخلص تقرير “نيويورك بوست” إلى أن “بطولة كأس العالم لكرة القدم المثيرة للجدل في قطر علمتنا أن الغالبية العظمى من عشاق الرياضة واللاعبين لا يهتمون كثيرًا بمكان إقامة الحدث أو من أين تأتي الأموال”، مشيرا إلى أن فريق نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لكرة القدم يعد مثالاً على ذلك.
فعندما اشترى صندوق الاستثمارات العامة السعودي النادي الإنجليزي العريق، في أكتوبر/تشرين الأول 2021، سادت حالة من الغضب بشأن الصفقة، لكن النادي تقدم سريعًا بعد نحو عام وانتقل فريقه من المنافسة على البقاء بالدوري إلى المنافسة على اللقب.
واختتم الصحيفة تقريرها بالتساؤل: “هل طرت على متن طائرة لشركة بوينج من قبل؟ هل اشتريت تذاكر حلفة من شركة لايف نيشين؟ أو لعبة حاسوب من إلكترونيك آرتس؟ هل تستخدم فيسبوك؟ كلها مملوكة جزئيًا لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، ومع ذلك لا أحد يرف له جفنًا.