حذر ناشطون سعوديون من انتشار ظاهر إغلاق المحلات التجارية بشكل جماعي في المنطقة الشرقية بالمملكة، وتحديدًا في مناطق الدمام والخبر.

وبحسب تقرير لصحيفة “مكة”، المقربة من الديوان الملكي، فقد استغرب مراقبون اقتصاديون من ظاهرة الإغلاق الجماعي للمحلات بالمنطقة الشرقية، وفي مدينتي الدمام والخبر بشكل خاص، مشيرين إلى أنها ظاهرة تحتاج إلى دراسة متعمقة، نظرًا للخسائر الفادحة التي يتكبدها المستثمرون، والتي قد تثبط آخرين عن إنشاء مشاريعهم الخاصة، أو الاستثمار في مختلف القطاعات.

وطرحت الصحيفة تساؤلاً عن جدوى الجهود التي تقوم بها هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، في ظل تراجع المشاريع الصغيرة نتيجة الإغلاقات والخسائر التي يتكبدها أصحاب المنشآت، وما إذا كان للهيئة دور تنسيقي مع الجهات ذات العلاقة للحد من ذلك.

من جهتها، نأت أمانة المنطقة الشرقية بنفسها عن التسبب في الإغلاقات الجماعية للمحلات بالدمام، ملقية باللوم على أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لافتة إلى أن معظم هؤلاء لا يهتمون بدراسات الجدوى، إلى جانب قلة الخبرة لديهم وقيام بعضهم باقتفاء أثر مشاريع يعتقدون أنها ناجحة، إضافة إلى قلة وجود المواقف أمام المحلات، وارتفاع الإيجارات والتكاليف الثابتة والمتغيرة التي يتحملها المستثمر، وتراكم الديون على أصحاب المحلات، وعدم وجود محفزات جديدة في المواقع التي توجد فيها المحلات، إلى جانب انتشار التجارة الالكترونية على نطاق واسع.

كما امتنعت وزارة التجارة السعودية، عن الرد على استفسارات الصحيفة حول أسباب الخروج الجماعي من السوق في كثير من أحياء الدمام والخبر رغم وعدها بالرد، وهل تسهم الوزارة في الحد من الإغلاقات.

وعلق الباحث في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي، عن تلك الظاهرة بقوله: هكذا أضحت العديد من محلات الدمام والخبر! إغلاق بسبب الخسائر والضرائب، والحكومة لا تتّخذ أي خطوات للتخفيف عن كاهل المواطن ومساعدته. وكأن وظيفة نظام ابن سلمان محاربة المواطن والتضييق عليه!”.

بينما رصد حساب “سماحة الشيخ” الشهير عبر “تويتر” تلك الظاهرة معلقًا عليها بقوله: “عن النبي ﷺ قال: كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ”، متابعًا: “إغلاق العشرات من محلات المنطقة الشرقية بسبب الخسائر، كان من المقرر أن يقتلع جذور الفساد والتضخم وارتفاع الأسعار لكن ما يجري الأن من ارتفاع الضرائب وغيرها تزيد معاناة أصحاب المحلات”.

كذلك قال الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب: “موضوع إغلاق المحال والمشاريع لا يقتصر على الدمام والخبر، ففي الرياض هناك ما يشبه الانهيار في قطاع المطاعم والكافيهات، هناك أسباب عديدة أهمها ضريبة القيمة المضافة وارتفاع الاسعار التي أرهقت المواطن وأضعفت قدرته الشرائية وهذا ينعكس سلبًا على أصحاب هذه المشاريع فيضطرون إلى الإغلاق”.