أثار حفل موسيقى “الراب” الذي اجتذب مئات الآلاف من الأشخاص في الرياض رد فعل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة وكذلك تورط البلاد في الحرب في اليمن.
كما أدان البعض الحدث لعدم وجود تباعد اجتماعي مع استمرار إجراءات الوقاية من الجائحة.
وضم الحفل الذي أقيم الأربعاء مغني الراب الكوبي الأمريكي “بيتبول” الذي دعمه عدد من الراقصين. كما تضمن المهرجان عرضًا وفرقًا موسيقية حية وأزياء درامية بالإضافة إلى عرض كبير للألعاب النارية.
أما على الإنترنت؛ فقد استخدم العديد من الأشخاص مقاطع فيديو للحفل لتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة، ومقارنتها بنقص الحريات المتاحة للمعارضين والناشطين والمنتقدين.
وكتب حساب “شجون الليالي”: “اتمنى ان يكون هناك فئة من المنظمين ،، لرصد سلوكيات بعض الحضور الا اخلاقية،، ويكون هناك ضبط لهذه الأمور ،، ليكون الموسم جميل وآمن ،، للجميع”.
وافتتح تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية العرض بمخاطبة الجماهير.
يُذكر أنه موسم الرياض هو مهرجان فنون وثقافة يستمر حتى مارس 2022، وسيضم أكثر من 80 حفلة موسيقية بالإضافة إلى فعالية رياضية.
وكتب حساب سفيان داهندي: “موسم الرياض عار وشيء مخزي على المملكة العربية السعودية وجه عابسوجه عابسوجه عابس اين هيئة النهي على المنكر والأمر بالمعروف”.
وقد انطلق المهرجان بطائرات بدون طيار تضيء صور الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في السماء.
وأثار الحدث أيضًا رد فعل عنيف بين بعض المستخدمين، الذين شاركوا مقاطع فيديو للحفل الموسيقي للإشارة إلى أنه من غير المناسب لدولة تستضيف أحد أقدس المواقع الإسلامية إقامة حفل موسيقي.
وعلق عدد من الأشخاص على عدم وجود تباعد اجتماعي في الحفل. على الرغم من أن البلاد خففت إجراءات Covid-19 الأسبوع الماضي، فيما أوصت هيئة الصحة العامة بأن يواصل الناس التباعد الاجتماعي، سيما في المساجد حيث يقف الناس على مقربة من بعضهم البعض.
وعلق حساب منصور على سوء التنظيم فكتب: “كل شي حلو لكن التنظيم سئ ومواقف مافيه لازم تمشي 10 كيلو عشان توصل لما وصلت قفلو البيبان ورفضوا يدخلونا رغم ان معي تذكرة بالطقاق فتحو لنا والله تجربة سيئة والسبب المواقف والتنظيم ودي احضر مسرحيات وحفلات الحين الغيت الفكرة تماماً بعد الي شفته امس”.
ولطالما اتُهمت المملكة بتبييض الانتهاكات، من خلال استضافة فعاليات رياضية وترفيهية في محاولة لتعزيز صورتها، سيما في أعقاب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في عام 2018.
وتعد الفعاليات الترفيهية العامة سمة رئيسية لسياسة محمد بن سلمان في فتح البلاد أمام الفنانين الغربيين بعد عقود من إغلاق دور السينما ومنع الحفلات الموسيقية ذات الجماهير المختلطة.
كما استضافت المملكة العديد من الأحداث الرياضية الدولية، بما في ذلك المصارعة وكرة القدم والملاكمة العالمية للوزن الثقيل في السنوات الأخيرة، في محاولة لتنويع الاقتصاد كجزء من استراتيجية رؤية محمد بن سلمان 2030.
وعلق حساب “إريكا”: انسوا انتهاكات حقوق الإنسان والجوع في اليمن، حيث احتفل بـ 250 ألف سعودي بغناء المطرب بيتبول بدلاً من ذلك”.
وقد دعا عدد من المنظمات الحقوقية إلى مثل هذه الأحداث للمضي قدمًا في حين تتواصل حملة القمع المكثفة على النشطاء والمعارضين السياسيين.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، تم الكشف عن وفاة موسى القرني، الأكاديمي ورجل الدين المعارض السعودي، نتيجة الضرب المبرح والتعذيب أثناء احتجازه في السعودية.