ينتهج ولي العهد محمد بن سلمان ضمن حربه على الدين الإسلامي، دعم الإلحاد والشبهات والأفكار الهدّامة من خلال مهاجمة وشيطنة المتصدين لها.
فقد شهدت الأيام الماضية هجمات محمومة قادها عدد من الحسابات التابعة للديوان الملكي في المملكة ضد الشيخ أحمد السيد ومشروعه.
ومع أنه من المعتاد استهداف العلماء وثوابت الدين (في السنوات الأخيرة في المملكة)، إلا أن هذه الحملة تختلف عن غيرها بعدة جوانب.
إذ عُرف عن الشيخ السيد انشغاله بتربية الأجيال الناشئة وترسيخ العقيدة في نفوسهم، كما خصص جهدًا كبيرًا من نشاطه للتصدي للأفكار الإلحادية والهدامة والنسوية والشذوذ وتحذير الشباب من خطرها بالحجة والدليل. ولم يُعرف عنه أي نشاط سياسي موجه للمملكة أو خارجها، فلماذا الهجوم عليه؟
وتزامن الهجوم الشرس ضد الشيخ السيد في وقت واحد (أواخر أكتوبر الماضي)، قادها أكثر من شخص بين كتّاب في الصحف الرسمية أو ممن وصفوا أنفسهم بالمتخصصين بـ “الأمن الفكري”.
وتميزت الهجمة بافتقادها للنقد المنطقي ولجوئها للشيطنة والاتهام بالإرهاب.
وأبرز من قاد الهجمة: د. عبد الله الجديع، أكاديمي في جامعة الإمام محمد بن سعود، يُعرّف نفسه بأنه مهتم بالأمن الفكري.
وخالد العضاض، كاتب متخصص بنقد التطرف والإرهاب، ظهر على برنامج “في الصورة” على روتانا خليجية.
محمد العبد اللطيف، يعرّف نفسه كأكاديمي وباحث في الأمن الفكري.
وما يؤيد رعاية الحكومة للحملة انضمام عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ لها، وهو كاتب في عدة صحف سعودية، ومحسوب على النظام حيث عمل سابقًا مستشارًا قانونيًا في الديوان الملكي.
لتؤكد الدلائل أن الهجوم برعاية الديوان الملكي وإشراف مركز “اعتدال”.
ورغم أن رموز الهجمة وصفوا أنفسهم بـ “المتخصصين في الأمن الفكري”، إلا أن حملتهم غلب عليها أمور:
اللجوء للشتم واستخدام الألفاظ البذيئة
عدم المحاججة ودحض الفكرة بالفكرة
إلقاء التهم الباطلة والافتراءات والاتهام بالتطرف والخروج على ولي الأمر.
ورغم استمرار الحملة لأيام وأسابيع وامتداد الهجوم للعديد من المساحات في تويتر أيضًا، إلا أنهم لم يستطيعوا جلب أي فيديو أو نص يدين الشيخ احمد السيد بأنه “خارجي” أو “إرهــابي” كما يدّعون.
بل إن ضحالة طرحهم لا تحتاج لجهد لتعريتهم أو متخصص للإجابة عليهم.
فمثلًا وصفوا محاضرات الشيخ بالسرية، بينما قناته على التيليقرام عامة ومتاحة للجميع وفيها قرابة 160 ألف مشتركًا بالإضافة لقناته على اليوتيوب.
ولكن ما دامت دروس الشيخ أحمد السيد موجهة ضد الإلحاد والشـذوذ والشبهات، أليس من الأولى أن تدعمه الحكومة في بلد يحمل راية التوحيد؟! أو على الأقل تكفيه هجماتها المسعورة!.
للإجابة على هذا السؤال نطرح سؤالًا آخر: هل حقًا أن نظام بن سلمان يرعى التوحيد ويحرص على العقيدة السليمة؟!
يفضح ذلك الكشف مؤخرا عن أن أكثر من 15 ميلون دولار… المنح الدراسية التي قدّمتها الملحقية الثقافية السعودية للطلبة الذين يدرسون في الجامعة الكاثوليكية الأمريكية (Catholic University) حسب ما صرّح بذلك المتحدث باسم الجامعة.
وهنا يتساءل مراقبون من سمح لتركي الحمد وغيره بالتطاول على الإسلام وثوابته بكل جرأة ووقاحة!
بل من سمح للملحد علي البخيتي بالتجول علانية في بلاد الحرمين وتمت استضافته بحفاوة من عدد من الشخصيات ومنهم الجامي أحمد الغامدي الذي تستضيفه وسائل إعلام النظام الرسمية وتقدّمه كأحد رموز “الإسلام المعتدل”!
وأيُّ منطق هذا: البخيتي: يسبّ النظام ويجاهر بالإلحاد، يُستضاف ويُكرم!، فيما الشيخ السيد لم ينتقد النظام ويتصدى للإلحاد، يُحارب ويُشيطن!.
ولكن أليس بن سلمان روّج لقتل مخالفيه واستشهد بنصوص دينية لتبرير أفعاله في لقائه الأخير مع المديفر! وأليست هذه دعوة للتطرّف والإرهاب باسم الدين؟!.
يتضح أن حرب بن سلمان ليست ضد ما يسمى بـ “الإسلام السياسي” أو من يحاول الإصلاح وانتقاد أخطاء الحكومة.
بل الحرب أشمل وأوسع تطال حتى من يحارب الإلحاد والشبهات والأفكار المنحرفة كما حصل مع الشيخ أحمد السيد.
وهذا تطوّر خطير كشف قناعًا جديدًا عن نظام بن سلمان وحربه على الإسلام!
وما يقوم به إعلام النظام، سيزيد مشروع الشيخ السيد وكل المشاريع التي تحارب الإلحاد والشبهات، فابن سلمان معروف بعدائه للإسلام وأهله ومواقفه أكثر من أن تعد، وما خذلان مسلمي الهند وفلسطين واعتقال معتمري الإيغور وتسليمهم للصين ببعيدة عنا. ومعاداة بن سلمان له زادته براءة من التهم.
ولا نجد أفضل من أن نختم بقول الشيخ الطريفي والذي ينطبق على ما يفعله هؤلاء “الصغار” لتشويه الشيخ أحمد السيد ومشروعه:
“يحرص المفسدون على تشويه المصلح، لأن إسقاطه أهون من إسقاط حججه فينفر الناس من كل أقواله “مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين”.