بقلم/ حازم عياد – كاتب وباحث في العلاقات الدولية
صرح نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، بأن موسكو جاهزة لأن تصبح وسيطا في الاتصالات بين إيران والسعودية لحل الخلافات، مؤكدا أن المشاكل الموجودة يجب حلها عن طريق الحوار.
تصريح بوغدانوف جاء بعد يوم واحد من اعلان المخابرات الايرانية احتجاز سفينة شحن تحمل أموالا ومعدات استخباراتية من السعودية كانت مخصصة لمثيري أعمال الشغب في البلاد بحسب ادعائها.
ادعاءات طهران جاءت بعد مرور اسبوع على ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” الامريكية الثلاثاء الموافق الاول من تشرين الثاني عن مسؤولين سعوديين وأمريكيين أن المملكة العربية السعودية تبادلت معلومات استخباراتية مع الولايات المتحدة بشأن “هجوم إيراني وشيك” على أهداف في المملكة.
التوتر بين شركاء موسكو في اتفاق اوبك+ في ذروته الامر الذي دفعها لطرح مبادرة لاحياء (حوارت بغداد) بين الرياض وطهران؛ لكن هذه المرة على ما يبدو في موسكو.
موسكو ترى في التصعيد بين البلدين تهديدا يعيق امكانة تطوير علاقتها وشراكاتها مع البلدين وفي الان ذاته ترى فيه فرصه بطرح نفسها كوسيط معززة دورها في اقليم غرب اسيا واستقراره.
الوساطة الروسية تمثل تمرين حي للدبلوماسية الروسية في محاولة لاحتواء التوتر بين البلدين تقدم من خلاله موسكو نموذج جديد لادارة الازمات منافس للولايات المتحدة الامريكية التي اعتادت تقديم الوعود لدول الخليج واعادة انتشار القوات والاساطيل وعقد المزيد من صفقات السلاح؛ في مقابل مسار موازي مع طهران بالحوار معها متجاوزه مصالح الشركاء في الخليج العربي.
فآخر ما تريده واشنطن هو جلوس الرياض وطهران على طاولة واحدة؛ ما سيحرم الكيان الصهيوني واوروبا واميركا من مزايا ومنافع التوتر الدائم بين طهران والرياض.
تطرح روسيا نموذجا جديدا ففي تعليقه على التصعيد بين الرياض وطهران قال بوغدانوف “نحن على اتصال مع أصدقائنا السعوديين والإيرانيين. نؤيد حل جميع الخلافات وسوء الفهم على طاولة المفاوضات في إطار حوار بناء”.
فموسكو تطرح امكانية استضافة المسؤولين في البلدين لادارة الحوار بينهما خصوصا انها باتت تملك مصالح قوية مع البلدين ايران والرياض؛ مايدفع للتساؤل حول امكانية استجابة الرياض وطهران للوساطة الروسية لتعقد الجولة السادسة من المفاوضات بين البلدين في موسكو.
التقطت موسكو اللحظة وباتت الكرة في ملعب الرياض وطهران فهل يقدم البلدان على عقد الجولة السادسة في موسكو ام ان الطريق لازال طويلا نحو موسكو؛ انه تساؤل ستحدد طريقة الاجابة عليه حقيقة الرهانات لدى كل من الرياض وطهران على التحولات الدولية والاقليمية الممتدة من الاراضي المحتلة في فلسطين الى المواجهة الدائرة في اوكرانيا فالتوتر المتصاعد في مضيق تايوان.