رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن الحكم الصادر بحق الناشطة السعودية “لجين الهذلول” دليل قاطع على قوة الضغط الخارجي.
ورغم وصف الصحيفة لما جرى بقضية “لجين” بأنه “خرق صارخ لحقوق الإنسان”، فإنها ذهبت في الوقت نفسه إلى أن الحكم الصادر بحق الناشطة هو “دليل على أن الضغط الدولي يمكن أن يدفع نظام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للتحرك”.
وقالت الصحيفة إن تعجل النظام السعودي في إكمال محاكمة “لجين” بعد تركها لسنوات في السجن، يعكس الضغط الدولي ومن عدة أطراف، بينهم الرئيس المنتخب “جو بايدن”، وأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين البارزين وكذا الديمقراطيين.
ووفق الصحيفة؛ “رفض الرئيس دونالد ترامب وعلى مدى أربعة أعوام الضغط على بن سلمان في قضايا تتعلق بحقوق الإنسان، حتى في وقت تم فيه سجن أعداد من الناشطين السلميين والصحفيين ومواطنين أمريكيين”.
وبعد قتل وتقطيع جثة الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” الذي كان يعيش بالولايات المتحدة، تباهى “ترامب” بأنه بدلا من محاسبة ولي العهد، “حمى مؤخرته”.
وتضيف الصحيفة أن معاملة “لجين” مؤخرا، تعطي صورة عن الفرق الناجم عن تبني سياسة أمريكية مختلفة.
وقال “بايدن” إنه سيقوم بإعادة النظر في العلاقات الأمريكية مع السعودية و”الدفاع عن حقوق الناشطين والمعارضين السياسيين والصحفيين”.
وفي الأسابيع الماضية نشر عدد من أعضاء مجلس الشيوخ بمن فيهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية الجمهوري عن ولاية إيداهو، “جيمس إي ريستش”، تغريدات على “تويتر” دعما لـ”لجين”.
ووصلت الرسالة إلى “بن سلمان”، حيث قال مسؤولان سعوديان إن الحكم المخفف جاء بناء على توجيهات من ولي العهد.
وتقول الصحيفة إن على إدارة “بايدن” فرض العقوبات على كل الأشخاص الذين تورطوا في هذه الجريمة وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان، ويجب ألا يكون “بن سلمان” محصنا من المحاسبة.
والإثنين، نشرت وسائل إعلام سعودية، قرارات المحكمة ضد “لجين”، حيث قررت معاقبتها بالسجن لمدة 5 سنوات و8 أشهر، بتهمة تنفيذ أجندة خارجية، والتحريض على قلب نظام الحكم.
وقررت المحكمة أيضا “وقف تنفيذ عامين و10 أشهر من العقوبة المقررة”، ما يعني أن “لجين” قد يطلق سراحها خلال أسابيع قليلة، بعد حساب الفترة التي قضتها في الحبس الاحتياطي.
وكشفت أسرة “لجين” أن الحكم تضمن أيضا منع “لجين” من السفر لمدة 5 سنوات.
بدورها، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها جراء الحكم، وكتب نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية “كيل براون”، عبر حسابه بموقع “تويتر”، أن بلاده “قلقة بشأن التقارير” حول الحكم الصادر بحق “لجين”.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلت الإثنين، عن مستشارين بالديوان الملكي السعودي قولهم، إن الأحكام، التي اعتبرت مخففة وفقا للحسابات السابقة، على “لجين الهذلول” جاءت بطلب مباشر من ولي العهد “محمد بن سلمان”، وذلك لإزالة أي مصدر محتمل للصراع مع الإدارة الأمريكية الجديدة، بعد انتقاد الرئيس المنتخب “جو بايدن” الواضح له، والتأكيد على عزمه إنهاء الدعم الكبير الذي قدمه سلفه “دونالد ترامب” له.
واعتبرت الصحيفة أن الاندفاع كان واضحا من السعودية لإنهاء قضية “لجين” قبل قدوم إدارة “بايدن”، حيث تم عقد 6 جلسات محاكمة للناشطة، على الأقل، خلال أسبوعين ونصف فقط، توجت بإصدار هذا الحكم.