في مقال بصحيفة واشنطن بوست، علق الكاتب كارتر إسكيو بأن “نهاية ترامب” صارت وشيكة، واستخدم في توصيف هذه النهاية لغة الطب الشرعي، ذاكرا أن وقت الوفاة المحدد في شهادة تشريح جثته السياسية لن يكون مؤكدا، ولكنه سيتحدد في وقت قريب من تجسيد نتائج الانتخابات النصفية لعام 2018 بعدما قرر عدد كاف من الشعب أن الكيل قد طفح.
وأما سبب الوفاة فلن يكون حدثا واحدا، فلا هو ردة فعله العنصرية تجاه شارلوتسفيل، ولا انحيازه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولا إعاقته للعدالة أو تهديده بقطع المساعدات الفدرالية عن المواطنين الذين طالتهم حرائق كاليفورنيا، ولا أي من أعماله السيئة الأخرى؛ ولكنه تراكمها جميعا.
وكما في مصطلح الطب الشرعي ستكون “الوفاة نتيجة حادث عرضي”، وهذا الحادث الذي أصاب الديمقراطية سوف ينتهي سياسيا بسبب “افتراض مدروس لمخاطر غير معقولة من قبل الضحية”، وبعبارة أخرى فإن ترامب قد اقترب أكثر من اللازم من حافة الهاوية مرات كثيرة ثم سقط في النهاية.
وأكد الكاتب على أن أيام ترامب السياسية باتت معدودة لسببين: أولهما أن الشعب يستطيع الآن أن يرى بوضوح أكثر أن المد الأزرق -إشارة إلى الديمقراطيين- ظل يرتفع في الكثير من السباقات، وخاصة فيما يتعلق بمجلس النواب، إذ سيحتلون أربعين مقعدا في هذا المجلس، وهو أكبر مكسب لهم منذ عقود.
أيام معدودة
وثانيا لدينا هذا التحليل الذكي من محلل الاستفتاءات الديمقراطي ستانلي غرينبرغ، في نهاية الأسبوع الذي جاء فيه أن التحول عن ترامب في عام 2018 كان أكثر عمقا مما اعتقد الكثيرون في البداية.
وفي الواقع، فإن غرينبرغ يقدم حجة قوية بأن الانتخابات كانت “تحويلية” مع خسارة ترامب للدعم، ليس فقط من طرف النساء من خريجات الجامعات في الضواحي، ولكن من جميع النساء. وكسب الديمقراطيون موطئ قدم في مناطق أخرى أيضا، بما في ذلك بين رجال الطبقة العاملة والمناطق الريفية.
وأشار إسكيو إلى قول الكاتبة كارين تومليتي إن “مجلس النواب الـ116 سيضم مجموعة من الأعضاء الأصغر سنا والأكثر تنوعا والأكثر تحفيزا من أي وقت مضى”.
وألمح إلى أن أرجحية محافظة الديمقراطيين على هذه المكاسب مبشرة جدا بالرغم من انتخابات 2020. وعلى عكس العديد من الرؤساء الحاليين الذين أعادوا صياغة مقاربتهم في مواجهة التوبيخات النصفية، أشار ترامب إلى أنه ملتزم بسلوكه الخطير.
وأضاف أن التغريدات الهجومية -وآخرها المزحة الصبيانية عن اسم عضو بالكونغرس، وسلوكيات لا يمكن الدفاع عنها مثل تصديق قوة أجنبية بدلا من المخابرات المركزية عن مقتل جمال خاشقجي- ستستمر.
وختم الكاتب مقاله بأن ترامب لن يختفي من السياسة الأميركية فجأة بسبب قضية درامية واحدة، ولكن من تراكم الجروح التي سببها لنفسه، وقد استغرق الأمر وقتا أطول وألحق ضررا أكثر مما كان يأمله الكثيرون، ولكن نهاية ترامب بدأت أخيرا تلوح في الأفق.