خاص: ولد الأمير طلال بن عبد العزيز قبل إعلان تكوين مملكة ابن سعود الحديثة بسنة واحدة فقط، فهل تكون وفاته قبل نهاية مملكة ابن سعود القمعية بسنة واحدة؟! وهو الذي ظل طول عمره ينادي بالتغيير ويطالب بمنح الشعب جزءًا من القرار والكعكة، وحين يئس قال: كم سترون من شرور بعد رحيل الملك عبد الله!!
وفعلاً مات عبد الله وتولى البعير الحقود سلمان الملك، وكان الجميع يظنونه حكيمًا عاقلاً، لكن يبدو أن ستين سنة في حكم الرياض جعلته محدود الأفق، وظل مثل المنتظر بحنق وهو يجمع الأحقاد والسموم حتى نثرها على أشكال: منها التنكيل بأسرته في مناصبهم وأموالهم وسمعتهم وتاريخهم، ومنها التنكيل بشعبه بالضرائب والتعقيد وقلة المال ونزع البركة ومشاكل الإسكان والوظائف والخدمات ومضايقة رجال المال، ومنها التنكيل بالمقيمين من خلال ظلمهم وإيذائهم، ومنها التنكيل بأصحاب الرأي بسجنهم وتعذيبهم وإهانتهم والتحرش الجنسي بالمعتقلات، وكان طلال صادقًا بتحذيره من هذه الشرور، ومنها جر المنطقة إلى ويلات الحرب والانقسام والخيانة المضاعفة الظاهرة.
أما الشر الأعظم فهو توكيل الحكم وشئون بلادنا لـ(مبس) وشلة المراهقين معه، و(مبس) + سعود + تركي لا يستأمنهم أحد على مزرعة خنازير أو حمير، فكيف توضع بأيديهم مقدرات بلد نفطي ثري فيه الحرمان وفيه القبائل والعوائل والشجاعة؟! فاللهم عليك ببعير آل سعود ذي الرغاء والهدير قريبًا قريبًا..
أخيرًا إذا كان آل سعود يخافون من الأطلال بعد طلال، ويخشون من زوال حكمهم ومحاكمتهم، فعليهم المسارعة لأمرين بعد دفن طلال مباشرة، والأمران هما خلع (مبس)، وإذا كان ولابد فخلع والده الحقود، والثاني تنفيذ وصية طلال بقلب الحكم لشكل دستوري كامل يكون أي واحد من آل سعود مثل بقية الناس، والخيار الثالث أن ينتظروا وسوف يجردهم الشعب من كل شيء، ويحاكمهم مع بعيرهم الحقود وصبيهم الأهوج..