أثار إعلان إطلاق التصميم الجديد لمشروع مدينة ذا لاين موجة جديدة من الجدال على وسائل التواصل، بين مادح وقادح في ظل تناقضات صارخة تكشف المستور عن الطابع الدعائي للمشروع.
وفيما انبرى الإعلام المأجور وخلفه الوطنجية وذباب ولي العهد محمد بن سلمان بالتطبيل المبتَذل، انبرى الإعلام الأجنبي بتحليل المشروع واستضافة المتخصصين والمهندسين الذين أبانوا ثغراته.
فقد استضافت قناة العربية الممولة سعوديا نظمي النصر، المدير التنفيذي لنيوم في لقائين منفصلين، الأول في بداية يناير 2021 والثاني نهاية يوليو الماضي، تحدّث فيهما عن ذا لاين.
وظهر النصر في اللقاءين مرتبكًا يردد الجمل بطريقة “ببغائية”، بل كان يقرأ من ورقة أمامه أثناء الإجابة على الأسئلة في اللقاء الأول.
واللقاءان كشفا الكثير من التناقضات والمغالطات التي تفوّه بها النصر، منها:
في مقابلة 2021 قال إن إطلاق ذا لاين جاء بعد اجتماعات ولقاءات لـ 3 سنوات كاملة تم بعدها إعلان تصميم المدينة.
لكن المفاجأة أن التصميم تم تغييره بالكامل بعد ذلك بأشهر بعد استبداله من مدينة عمودية لأفقية.
عند إعلان المشروع بداية 2021، قال النصر بأن ذا لاين ستكون مدينة مليونية فيها أكثر من مليون ساكن.
وفي لقاء يوليو 2022 قال إنه سيكون فيها 9 مليون ساكن.
وتم الإعلان أنه سيتم البد في المشروع في الربع الأول من 2021، وسط تساؤلات كيف يتم البدء بمشروع تمّ تغيير تصميمه بالكامل بعد عام ونصف.
وأغرب ما قاله النصر وفضح جهله وتطبيله لابن سلمان، بأنهم توصلوا للتصميم النهائي للمدينة بعد نقاشات كثيرة شارك ابن سلمان في تفاصيلها الدقيقة!
وعند عرض التصاميم على الشركات اعتبرت العمل معهم فرصة تاريخية!، وأليس المفروض أن الشركات المتخصصة هي من تضع التصاميم وتعرضها على المسئولين.
وكشف النصر عن بعض مزايا “مدينة الأوهام” منها إمكانية الوصول لأي مكان في غضون 5 دقائق، وارتفاع المدينة 500 متر، وانعدام الجاذبية والتحرك بكل الاتجاهات!.
لكنه لم يكشف كيف ستبقى الأثاث والطعام والأشياء في مكانها بغياب الجاذبية!! فربما سيضع “الملهَم” حلًا لهذه المشكلة في جلساته الدقيقة.
بعيدًا عن النصر وتطبيله المبتذل وتصريحاته المتناقضة، فقد أبانت وكالات الإعلام الأجنبية التناقض الكبير في ذا لاين وأنه أشبه بالخيال غير القابل للتحقيق.
إذ أن مجلة Economist الدولية وصفت ذا لاين عند إعلانها في يناير 2021 بأنها “حلم خيال لن يتخطى حدود العرض التقديمي الذي تحدث عنه ولي العهد”.
وسخر خبير الهندسة المعمارية Paul Rudolph من تصاميم مشاريع ابن سلمان المليئة بالمرايا، قائلاً:
“إن تصميم الزجاج والمرايا المسلطة بزوايا متقابلة، ستجعل أشعة الشمس ترتد ذهابًا وإيابًا، مما يجعل حرارة الشارع كالفرن، وسيكون عبور الجسر أشبه بلعبة Squid Game”!
أهم التساؤلات والانتقادات التي طرحتها وسائل الإعلام الأجنبية عبر كتابها المتخصصين:
– ستكون هناك فوضى كبيرة حال توقف القطار الوحيد للمدينة
– المدينة مصمّمة وكأنها معسكر لسجن كبير، ووضع الناس في صناديق جامدة بلا روح سيؤدي إلى تفاقم الأزمات النفسية والعقلية!
أهم التساؤلات والانتقادات التي طرحتها وسائل الإعلام الأجنبية عبر كتابها المتخصصين:
– سيسبّب انقطاع التيار الكهربائي خطرًا كبيرًا على حياة ملايين الأشخاص داخل هذا الجدار
– أي تكنولوجيا لا تستوعب تخزين الطاقة لمدينة كاملة لعدة أيام
– بيئة المدينة مثالية لانتشار الأمراض المعدية!
– تناقضات ذا لاين الكثيرة بين حشر 9 ملايين نسمة في مدينة زجاجية ضيقة وبين انعدام الجاذبية وبين إمكانية الوصول لأي مكان خلال 5 دقائق فقط، هي أمور مضحكة لا تنطلي أكاذيبها على طفل صغير!
ولكنّها تؤكد مجددًا العقلية المراهقة والخيالية لابن سلمان التي استمدّها من ألعاب الفيديو.
ويعول بن سلمان على فريقه المطبّل الذي يجمّل كل قبائحه لإطلاق المزيد من الوعود الفارغة والوهمية.
وإذا كانت الكثير من المشاريع الحقيقية القابلة للتحقيق معطّلة ومتلكّئة منذ سنوات، فكيف بمشروع أجمع الخبراء والمتخصّصون أنه خيالي ويصلح لألعاب الفيديو وصالات هوليود لا غير.
إذ أن مشروع ذا لاين ستكون بوابة عريضة لمزيد من سرقات بن سلمان المليارية.
وستكون فرصة أيضًا للشركات الأجنبية لنهب ملايين الدولارات من المملكة ثم فسخ عقودها بعد ذلك وترك كل شيء كما حدث سابقًا في مشاريع مدينة نيوم.
لتبقى الحقيقة الأكيدة أن ذا لاين لا وجود لها سوى في عقل بن سلمان المضطرب.