سلط موقع “إنتلجنس أونلاين” الفرنسي، المعني بالشؤون الاستخباراتية، الضوء على مساعي ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” لإعادة رسم خريطة العائلات القوية في المملكة.
وفيما يشبه الانقلاب على علاقات عائلة “آل سعود” طويلة الأمد مع العائلات العريقة في الساحل الغربي، والحجاز، يوسع ولي العهد نفوذ عائلات المنطقة الوسطى ونجد والساحل الشرقي، من خلال دعمهم بالصفقات والمناصب والتمويل.
واستشهد الموقع بحضور ممثلين وأعضاء عن 2 من العائلات القوية الصاعدة في السعودية بدعم من “بن سلمان”، فعالية أقيمت في دبي في الفترة من 1إلي 2 نوفمبر/ تشرين ثان.
وذكر الموقع أن العائلتين اللتين حضرتا فعالية دبي والتي نظمها الأمير البحريني “عبد العزيز بن دعيج”، هما “المهيدب” من الدمام، و”أبو نيان” من الرياض.
ولفت الموقع أن العائلتين اجتمعتا في دبي بالعائلات التجارية الكبرى في الشرق الأوسط، وبينهم “الفطيم” الإماراتية، و”الغانم” الكويتية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تقوم فيه عائلات أخرى من وسط السعودية ونجد والساحل الشرقي، تم اختيارها ودعمها من قبل “بن سلمان”، بتوسيع قبضتها على قطاع الدفاع في البلاد.
وأوضح الموقع أن عائلة “العجلان” تأتي في صدارة تلك العائلات القوية الصاعدة في المملكة والتي تحظي بدعم ولي العهد.
واشتهرت العائلة بكونها امبراطورية صناعية كبيرة، فهي المنتج الوحيد للمياه في المملكة والموزع المحلي للسيارات الفاخرة “فيراري” و”لامبورجيني” و”بوجاتي”.
وبحسب “إنتلجنس أونلاين” فقد كلف ولي العهد عائلة العجلان بإنشاء صناعة دفاعية ذات سيادة على الأراضي السعودية على وجه السرعة، ونتج عن هذا التكليف إنشاء وسكوبا للصناعات (Scopa Industries)، وبذلك تتحول العائلة من تجارة المياه والسيارات إلى أحد أعمدة استراتيجية الدفاع في المملكة.
وذكر الموقع أن تكليف “بن سلمان” لـ”العجلان” وإنشاء سكوبا للصناعات يجلب معه مسؤوليات سيادية أكبر، والانضمام إلى عائلات بارزة أخرى في نجد والساحل الشرقي.
وأشار إلى أن ولي العهد السعودي طلب من العديد من هذه العائلات في نجد والساحل الشرقي مساعدة عائلة “العجلان” على إنجاح المشروع.
بينما يتجاهل “بن سلمان” العائلات الأخرى في الحجاز التي لطالما حظيت بنفوذ كبير في العهود التي سبقت ولي العهد الشاب.
ومن تلك العائلات الآخذ نفوذها في التضاؤل بسبب ابتعاد “بن سلمان” عنها تأتي عائلة “بن لادن” (في البناء) و”خاشقجي” (مستشارين ملكيين).
وبالإضافة إلى ذلك، حول “بن سلمان” شركة “أكوا باور” إلى ذراع تحول الطاقة الخاص به، بتمويلها من صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي أعلن مؤخرا عن زيادة حصته بالشركة إلى 33.36% إلى 50٪.
ووفق الموقع، فإن “أكوا باور”، التي نمت لتنافس شركة “مصدر أبوظبي” على المسرح العالمي، يقودها في الواقع شركة “فيجن انفست”، وهي مشروع مشترك بين “المهيدب” و”أبو نيان”، وهو مسؤول عن استراتيجية “أكوا باور” جنبًا إلى جنب مع “سليمان المهيدب”.
تشتهر عائلة “أبو نيان” بكونها شركاء سعوديين للعديد من المجموعات الدولية الكبرى في مجالات الطاقة والصناعة، مثل “سيمنز” و”هيونداي” و”ماروبيني” و”شنايدر إلكتريك”.
ولفت الموقع إلي أن هذه العائلات من نجد والساحل الشرقي المدعومة من “بن سلمان”، تحظي بصعود سياسي أيضا إلى جانب التجارة والصفقات.
بالإضافة إلى وجود مقاعد في مجالس إدارة المحركات الرئيسية للاقتصاد السعودي، تم تكليف “آل الفوزان” وهي عائلة من مدينة الخبر الساحلية، بالعديد من المسؤوليات السياسية.
“مها الفوزان”، على سبيل المثال، أصبحت المستشار العام للصندوق الوطني للتنمية، وهو كيان أطلقه ويديره “محمد بن سلمان” ويشرف على عشرة صناديق تركز على تنويع الاقتصاد السعودي كجزء من رؤيته 2030.
كما حصلت عائلة أخرى موالية لولي العهد، وهي عائلة “الراجحي”، على مسؤوليات سياسية بعد بناء إمبراطورية اقتصادية، ومالية إلى حد كبير.
“أحمد بن سليمان الراجحي”، نجل “سليمان بن عبد العزيز الراجحي”، يشغل منصب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية (وزارة العمل سابقاً) منذ عام 2018.
وتمتلك العائلة، المعروفة بتبادل العملات أثناء الحج، مصرف الراجحي، أكبر بنك إسلامي في العالم بقيمة 146 مليار دولار من الأصول الخاضعة للإدارة.
لطالما كانت هذه العائلة تدعم آل سعود ماليًا والآن، بفضل “محمد بن سلمان “، هي أيضًا مسؤولة عن الأمن الغذائي للمملكة.
يدير هذا الفرع، شركة الراجحي الدولية للتنمية، والتي لديها أيضًا العديد من المشاريع الزراعية في السودان ومصر.