خاص: في الحلقات القادمة سنتطرق الى مواضيع حساسة نحتاج الى الغوص فيها والتعمق بها مثل:
- حقيقة العلاقة بين عبد العزيز وكل من مبارك الصباح والإنجليز
- اتفاقيات عبد العزيز الموقعة مع الإنجليز
- مشروع الهجر وتوظيف العاطفة الدينية في مشاريع سياسية، وهل هناك دور للإنجليز في بلورة الفكرة وتصفية المشروع بعد استنفاد أغراضه؟!
يقول العوام بن سعود حظيظ: فقد تعاظم دور عبدالعزيز مع هزائم معلمه مبارك ورغبة الإنجليز في التخلص من إزعاج الشريف حسين، الذي تمسك بتطبيق الإنجليز لوعودهم بتنصيبه ملكًا للعرب، ويوضح منحنى العلاقة بين عبدالعزيز وكل من مبارك والشريف حسين إلى تحوله من حليف أو تابع إلى خصم لدود.
هل علاقة محمد بن سلمان بمحمد بن زايد تشبه علاقة عبدالعزيز بمبارك الصباح؟ وهل ما يحدث حاليا يمثل الرغبة القديمة لدى الغرب بكون آل سعود تابعين لوكيلهم بالمنطقة؟
لا شك أن العلاقة غير المتوازنة بين الإمارات والسعودية ووضوح تحكم الإمارات في توجيه السعودية يثير الكثير من علامات الاستفهام؛ فمثلا هناك محاولات متكررة من الإمارات لإظهار علمهم المسبق بتولي ابن سلمان لولاية العهد تمهيدا لتوليه الحكم، بل وتبجحوا في إظهار اطلاعهم أو تدخلهم حتى في عمليات الاعتقالات، بل وسربت الإمارات تعيين عميلهم تركي الدخيل سفيرا لديهم قبل إعلانه رسميا، وواضح أن إدارة الصراع في اليمن بيد الإمارات، وأن السعودية مجرد أداة تنفيذ، وهنا يبرز احتمال كبير أن محمد بن زايد أعلى رتبه تنظيميا من سلمان وابنه؛ فهو قد سبقهما في مشاريع رعاية الثورات المضادة العسكرية والفكرية والإعلامية.
ونلاحظ محاولات الحكم في السعودية إثبات القدرة والولاء بالتعجل في طرح مشاريع السفه ومحاربة المشاريع الإسلامية بدءًا بالمناهج ومرورا بالكادر التعليمي، ويلاحظ توازي تشجيع المرأة على التفسخ والانحلال مع التدرج في محاربة الحجاب في الشركات الخاصة، ومع التضييق على دور تحفيظ القرآن النسائية.
هل الإيحاء لحكام السعودية أن العلاقة مع القوى العالمية تمر عبر الإمارات فالعلاقة مع اليهود والتيار اليميني (الإنجيلي) المتطرف ودوائر صنع القرار في الغرب لا بد من رعاية إماراتية لضمان نجاحها، ونلاحظ أن تدخل الإمارات فيه خدمة وتوريط في نفس الوقت، فالعلاقة مع ترامب وزوج ابنته واندفاع محمد بن سلمان الأعمى أدخله في بؤرة الصراع السياسي داخل أمريكا، وورطه في مشروع أكبر منه، وهو ما يسمى بصفقة القرن وتداعياتها الداخلية والإقليمية؛ فانسلاخ السعودية من جلدها وابتعادها المبالغ فيه عن شعاراتها المعلنة إلى عهد قريب، وفقدانها لتأثيرها في المحيط الإسلامي سياسيا وشعبيا له نتيجة واحدة؛ وهي تقزم مملكة آل سعود وعودتها إلى حجمها المفضل الذي كان مخططا له، وهو سلطنة نجد وملحقاتها، وتحويل الحرمين لكيان شبيه بالفاتيكان يتمتع بالرعاية الإماراتية التي ستتحول إلى مركز للإسلام المتسامح الجديد الذي لا مكان فيه لا للسلفية ولا للإخوان.
إن العصر السلماني مؤقت سيتم التخلص منه مباشرة بعد تحقيقه المطلوب منه، وأكاد أرى أمام عيني كيف كانت جمعية الاتحاد والترقي الماسونية مرحلة ضرورية لتدمير أسس الدولة العثمانية وتمهيد الطريق لمرحلة أتاتورك.