حذر أحد أكبر المستثمرين في الأسواق الناشئة من أن الكثير من أصحاب رؤوس الأموال يخشون الاستثمار في السعودية لقلقهم بشأن ما قد يفعله السعوديون في المستقبل.
ونقلت وكالة بلومبيرغ عن مارك موبيوس مؤسس شركة “موربيوس كابيتال بارتنرز قوله إن السعودية ستجد صعوبة في جذب الأموال الأجنبية في وقت يثير مقتل الصحفي جمال خاشقجي المخاوف بشأن الحوكمة ومخاطر سياسية أخرى.
وأضاف المستثمر المخضرم في مقابلة في دبي بأنه يشعر بالقلق إزاء التزام السعودية بالإصلاحات.
وكان المستثمرون الأجانب تخلوا عن كمية كبيرة من الأسهم السعودية خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي في أعقاب مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، حسب ما تقوله بلومبيرغ.
وتابع موبيوس “إذا كان لدى القيادة حكم مشكوك فيه، فماذا عن الشركات؟ هناك أشياء أخرى خطيرة للغاية تحدث”.
وأضاف “لسوء الحظ بسبب هذا الحادث (مقتل خاشقجي) الكثير من الناس يخافون من السعودية، (ويسألون) من سيكون التالي؟”
وقال إن قرار شركة “إم إس سي آي” إدراج البورصة السعودية في مؤشرها للأسواق الناشئة العام المقبل لن يكون كافيا لجذب الأموال.
ويمتلك المستثمرون الأجانب في الوقت الحالي 5% من أكبر سوق مالي بالمنطقة العربية، كما يشير تقرير بلومبيرغ.
“فطم” السعودية
ويقول تقرير بلومبيرغ إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يريد أن يفطم السعودية عن إيرادات النفط الخام، ويجذب -في المقابل- المستثمرين الأجانب، في حين يشكل بيع حصة في شركة أرامكو السعودية الركيزة الأساسية لهذا التوجه.
غير أن جهود محمد بن سلمان -يضيف التقرير- تقوضت بسبب القمع الداخلي والسياسة الخارجية العدوانية، وفق تعبير الوكالة.
ونقلت بلومبيرغ عن موبيوس قوله “في البداية صفقنا لفكرة دخول ولي العهد السعودي (مرحلة) التغييرات الليبرالية، لكننا أدركنا الآن أنها ليست القصة بأكملها”.
وفي تقرير آخر، قالت بلومبيرغ أمس إن المال السعودي فقد ثقته في محمد بن سلمان قبل جريمة قتل خاشقجي بوقت طويل.
وأشار التقرير إلى أن عددا متزايدا من السعوديين الأثرياء يحاولون نقل أموالهم إلى خارج المملكة، أو يخططون لمغادرة البلاد، وذلك وفق مقابلات أجرتها الوكالة مع أكثر من عشرة أشخاص مطلعين على هذا الأمر.
وأوضح التقرير أن حالة فقدان الثقة تولدت لدى رجال المال والأعمال السعوديين منذ اعتقال العشرات من العائلة المالكة ورجال الأعمال في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، ضمن حملة قيل إنها لمكافحة الفساد في البلاد.