ذكرت وكالة “بلومبرج” الأمريكية، أن عددا من رجال صناعة النفط الصخري بالولايات المتحدة، وجهوا انتقادات حادة للسعودية وهددوا بمقاضاها إثر خسارتهم نحو 196 مليار دولار، بسبب الحرب النفطية بين موسكو والرياض التي أغرقت السوق بالنفط.
ووفق الوكالة، فقد هدد الملياردير “هارولد هام”، الذي يطلق عليه اسم “أبو النفط الصخري” في أمريكا، بتقديم دعوى قضائية ضد السعودية بسبب إغراق الأسواق بالنفط.
وتسعى الإدارة الأمريكية لترضية رجال الصناعة النفطية، عبر اتخاذ خطوات، حسب ما ذكرت نشرة “ذا هيل” التي تعنى بشؤون الكونجرس والبيت الأبيض.
ووفق النشرة، فإن من بين الخطوات التي اتخذتها إدارة الرئيس “دونالد ترامب” شراء النفط لملء خزانات الاحتياط الاستراتيجي من الخامات، ومنح شركات النفط إعفاءات ضريبية وقروضا بدون فوائد.
لكن خبراء يرون، وفق “العربي الجديد”، أن الخطوات التي تسعى إدارة “ترامب” لاتخاذها لن تكون كافية لإنقاذ شركات النفط الصخري من الإفلاس، حيث تتزايد خسائرها يوماً بعد يوم ولن تكون قادرة على الإيفاء بالتزاماتها تجاه المقرضين إذا تواصل تدهور أسعار النفط.
ويخشى مستثمرون من أن يتحول هروب المستثمرين المتواصل من مخاطر شركات الطاقة الأمريكية إلى أزمة ديون في سوق المال الأمريكية، تكون نتيجتها كارثية وربما تقود إلى انهيار سوق الائتمان.
وفي السياق، قال تقرير لشركة “رايستاد إنيرجي” النرويجية المتخصصة في الصناعة النفطية، إن أسعار النفط الحالية المقتربة من 31 دولاراً للبرميل، تعني أن 100 شركة أمريكية تعمل في استخراج النفط الصخري ستتكبد خسائر من عملياتها، حيث إن كلفة الاستخراج أصبحت تفوق سعر البيع.
وحسب تقرير الشركة النرويجية، فإن هنالك 5 شركات فقط تعمل في صناعة النفط الصخري تحقق أرباحاً من عملياتها حالياً بعد انهيار أسعار النفط.
وانخفضت أسعار النفط بفعل تخفيض السعودية أسعار خاماتها وضخ المزيد من النفط إلى الأسواق، أدى إلى انخفاض أسعار أسهم شركات الطاقة الأمريكية خلال الأسبوع الماضي.
وقالت وكالة “بلومبرج”، إن أسهم شركات الطاقة المدرجة في البورصة الأمريكية انخفضت بنسبة 24% الأسبوع الماضي، ويعتبر ذلك أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام 2008، لافتة إلى أن القيمة السوقية لشركات الطاقة الأمريكية خسرت 196 مليار دولار، الأسبوع الماضي حتى الجمعة.
وأوضحت أن قطاع الطاقة بدأ عام 2020 بشكل جيد بالنسبة للمستثمرين، إلا أن القيود المفروضة على السفر والحجر الصحي في مختلف أنحاء العالم بسبب تفشي فيروس “كورونا” حدت من هذا التحسن.
ويصاحب تداعيات فيروس “كورونا” على الطلب العالمي على النفط، قرار السعودية إغراق السوق بالخامات النفطية الذي أعلنت عنه شركة “أرامكو” بداية الأسبوع الماضي.